أكاديميون يثنون على وعي الشباب:

سلمية الحراك من حب الوطن

سلمية الحراك من حب الوطن
  • القراءات: 2652
رشيدة بلال رشيدة بلال

أثبت الشباب خلال مشاركاته المستمرة في الحراك الشعبي الذي امتد على مدار أشهر، تنامي درجة وعيه وشعوره بحب الوطن والانتماء إليه، ولعل ما أبهر العالم التزام المتظاهرين الذين يمثل الشباب فيهم نسبة كبيرة بالسلمية ونبذ العنف والعدوانية من أجل الوصول بالجزائر إلى برّ الأمان، لأن مصلحتها فوق كل اعتبار، ولأن الخطوة المقبلة ستشهد فيها الجزائر نقلة نوعية، انطلاقا من هذا حاولت "المساء" استطلاع أراء الأكاديميين في هذا الشأن.

أولى الملاحظات التي سجلتها "المساء" مع طلبة جامعة الجزائر"2" أبو القاسم سعد الله، أن هنالك اهتماما كبيرا بما يحدث في الجزائر على الساحة السياسية، حيث يجري الاطلاع يوميا على كل المستجدات التي تحدث والتي كان آخرها ضبط قائمة المترشحين للرئاسيات، حيث أجمع أغلب المتحدثين من الجنسين أن لديهم استعدادا كبيرا لمواصلة النضال السّلمي من أجل الوصول بالجزائر، إلى برّ الأمان والذي تترجمه إرادتهم في المشاركة بقوة في الاستحقاقات الرئاسية القادمة.

وحسب الطالبة سعاد، من قسم اللغات فإنها لم تكن تولي أهمية إلى ما يحدث، غير أن التغيرات التي طرأت مؤخرا وإسقاط رموز الفساد جعلتها تدرك معنى التفاعل مع المجتمع، خاصة وأن المعني بالأمر هو الوطن، وأن العيش فيه بأمن وأمان يتطلب المشاركة بايجابية وإبداء الرأي لتفويت الفرصة عن من بقي من الانتهازيين، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لأنها ستعكس إرادة الشعب الذي ينبغي أن يتحلى بالوعي النابع من حب الوطن.

من جهته أشار كمال، من قسم التاريخ، إلى أنه واحد من الذين شاركوا في الحراك منذ انطلاقه، وأنه يشعر بالكثير من الفخر والاعتزاز لأن عددا كبيرا من المطالب تحقق، وأوضح بالمناسبة أن ما سيدفعه للمشاركة في الاستحقاقات القادمة هو حبه للوطن ورغبته في بناء جزائر قوية يقودها الشباب، وهو الانطباع الذي لمسناه عند عدد من الشباب الذين أكدوا أن الحراك الشعبي وعلى الرغم من سلميته لابد أن ينتهي برسم الخاريطة السياسية القادمة بقيادة جديدة وشابة، وهذا ـ حسبهم ـ لا يتحقق إلا بالتحلّي بالوعي والمسؤولية، واختيار من يرونه الأنسب لقيادة الدولة في جو تسوده السلمية، وتكون فيه مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

من جهتهم نوّه أكاديميون بالتفاعل الكبير للشباب مع المشهد السياسي وهو ما يعكس ـ حسبهم ـ "نضجهم ووعيهم على جميع الأصعدة، والذي يدل على حب الوطن والالتفاف حول تحقيق مصلحته الفضلى، وحسب الأستاذ محمد بوريو، مختص في علم النفس التربوي بجامعة الجزائر "2" بالعاصمة، فإن شباب اليوم واع كل الوعي بالأوضاع التي تمر بها البلاد على جميع الأصعدة، وأن هذا الوعي مرده أن النسبة الكبيرة من الشباب مثقفون وجامعيون تفاعلت بقوة مع الحراك وتتطلع إلى التغيير الجذري."

وأوضح محدثنا "أن شباب اليوم ينشد من منطلق حبه للوطن والإيمان بقدراته في صنع التغير، ولعل النتائج التي حققها الحراك أثبتت ذلك التغيير الشامل، مشيرا إلى أن الشباب الجزائري يسعى من خلال ما يحدث اليوم إلى إثبات هذا الحب من خلال المضي قدما بسلمية.

من جهته أوضح الياس بغيجة، دكتور في علم النفس العيادي "بأن طموحات الشباب وتطلعاتهم تعكس الرغبة في التغيير الجذري، وأن كل ما يبحث عنه الشباب من خلال التغيير هو تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وفتح المجال للمشاركة السياسية لكل الأفراد.