الدكتور حسين عبد الستار في ندوة تاريخية ببومرداس

دعوة لعالمية ثورة التحرير الجزائرية

دعوة لعالمية ثورة التحرير الجزائرية
  • القراءات: 2706
حنان سالمي حنان سالمي

أكد أستاذ تاريخ الجزائر المعاصر بجامعة الجزائر، الدكتور حسين عبد الستار، على أهمية تسويق الثورة الجزائرية على الصعيد العالمي من خلال الملتقيات في الدول الأجنبية لأنها نموجذ الشعوب الباحثة عن الاستقلال، مضيفا أن العودة لتاريخ الجزائر كفيل بإيجاد الكثير من الحلول للأزمة الراهنة التي نعيشها.

وألقى الأستاذ حسين عبد الستار، خلال الندوة التاريخية التي نظمها أمن ولاية بومرداس، محاضرة تحت عنوان "1 نوفمبر 1954- 1 نوفمبر 2019 رمزية الحدث والتاريخ" إحياء للذكرى 65 لثورة نوفمبر، ركز فيها على أهمية إبقائها حية في ذاكرة الأجيال، كونها ثورة لها دلالات رمزية وأبعاد إقليمية ودولية، كما اعتبرها الأستاذ "أهم تجربة في تحرير الشعوب"، داعيا إلى الاستمرار بالاحتفال بها وإعطائها البعد الدولي الذي تستحقه لا سيما وان الكثير من الزعماء يعتبرون الجزائر قبلة للثوار والأحرار.

وأبدى المحاضر أسفه لكون التاريخ العالمي يتحدث عن الثورات الأمريكية والفرنسية، والبريطانية دون الثورة الجزائرية، مبينا أن الدول الغربية أحسنت تسويق ثوراتها لتصبح ثورات عالمية "بالرغم من كون جورج واشنطن ونابليون بونابرت دمويون قد أبادوا مئات الآلاف من البشر.. ولكنهم أصبحوا رموزا في دولهم، ولهذا ندعو اليوم إلى أن تقام لثورتنا النوفمبرية ملتقيات في دول أجنبية للتسويق لدلالاتها الرمزية".

ومن دلالات ثورة أول نوفمبر، ذكر المحاضر ثلاث نقاط رئيسية أولاها تتجلى في رمزية المظلوم، حيث أن ثورة نوفمبر تجسد صورة رائعة لشعب مظلوم طمست هويته وأريد تصفيته، غير أنه عاش بفضل صموده منذ 1830 إلى 1954، أما ثاني رمزية فتكمن في تاريخ احتلال الجزائر في الخامس جويلية 1830، نفسه وسقوط مشروع "متروبول فرنسي" في الجزائر بدليل اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر التي قطعت شهية المستعمر الفرنسي في تجسيد مشروعه هذا، بينما تتمحور ثالث رمزية في الملحمة الشعبية التي طهرت الجزائر من مجتمع كولونيالي نجس، وأسست لمجتمع طاهر، بل أنها ملحمة طهرت كل قارة إفريقيا من المستعمر الفرنسي وبالضبط في 1960، حينما تخلت فرنسا عن كل مستعمراتها في القارة السمراء من أجل الاحتفاظ بالجزائر.

سجل حافل بالجرائم ضد الإنسانية

ولم تنته الملحمات البطولية للثورة الجزائرية عند هذا الحد، حيث تحدث المحاضر عن نقل الثورة لقلب أوروبا التي نتجت عنها أحداث 17 أكتوبر 1961، التي أسمعت صوت معاناة الشعب الجزائري للعالم، كما تحدث الأستاذ عبد الستار، عن المجازر الرهيبة التي راح ضحيتها الملايين من الجزائريين طيلة أزيد من قرن من الزمن، حيث قال إن بعض المصادر تذكر استشهاد 8 ملايين جزائري سواء بفعل الجهاد ضد المستعمر أو بسبب التقتيل الوحشي والمجاعات، مذكرا بأن "أرض الجزائر مسقية بأكثر من 48 مليون لتر من دماء الشهداء وهذا ما يعطي صورة عن وحشية المستعمر"، مؤكدا أن هذه الوحشية تفوق ما قام به الوندال والمغول والتتار مجتمعين، وجعله يدعو إلى وضع موسوعة أو سجل لجرائم المُستدمِر الفرنسي في الجزائر، موضحا أن ذلك ممكن من خلال استغلال مصادر وكتب التاريخ، كما أشار إلى مسألة الأرشيف الوطني الذي لم يتم استرجاع سوى 2 % منه من فرنسا.

من جهة أخرى ساق الأستاذ عبد الستار، مقارنة بين جيل الثورة وشباب اليوم، حينما قال إن من أهم أسباب قوة الثورة التحريرية أنها بنيت على إستراتيجية جامعة تقوم على الوحدة الوطنية بعيدا عن المناطقية والجهوية، مؤكدا أن هذه الصورة والرسائل لا بد أن ترسخ في مجتمعنا، مضيفا أنه علينا البحث في تاريخنا للخروج من الأزمة التي تعيشها الجزائر اليوم "فعهد النكبات في التاريخ الإنساني حافز للعودة إليه لإيجاد الحلول"، وأنها كفيلة بأن تلهم شباب اليوم إذا عاد إليها.