البويرة

حملات تنظيف دورية وواقع يعكس غير ذلك

حملات تنظيف دورية وواقع يعكس غير ذلك
  • القراءات: 1440
❊ ع.ف.الزهراء ❊ ع.ف.الزهراء

مازالت حملات التنظيف متواصلة في ولاية البويرة، التي أطلقت برنامجا لنظافة الأحياء منذ قرابة ثلاث سنوات، غير أن غياب المتابعة من طرف البلديات يعكس غير ذلك. فرغم حملات التنظيف الدورية بالمدن الكبرى كالبويرة والأخضرية، إلا أن أحياءهما تغرق في النفايات في صور تبعث على التساؤل عن مصير وجدوى التنظيف والأطراف المسؤولة عن هذه الوضعية.

 

تقتصر حملات التنظيف بباقي بلديات البويرة، على مساهمات تطوعية لجمعيات وسكان المنطقة، رغم افتقارهم للإمكانيات، إذ كثيرا ما يقفون عاجزين أمام أكوام النفايات، في وقت يتطلب الوضع رقابة على البلديات، في ظل توفر خمسة مراكز لجمع النفايات وإجبارها على إمضاء اتفاقيات جمعها وتسييرها مع المؤسسات المختصة، مع مراقبة عملها.

مشاريع للتكفل بـ400 طن من النفايات يوميا

سعت مصالح الولاية إلى القضاء على ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات، من خلال إعادة تهيئة أربعة مواقع للنفايات الهامدة والصلبة بالمحاجر القديمة، قبل سنوات، وإنشاء مؤسسة لجمع النفايات التقنية ومخلّفات ورشات البناء، لدعم 23 مخططا بلديا لتسيير النفايات المنزلية، ضمن المخطّط التوجيهي لتسيير النفايات المنزلية والصلبة، قصد التكفل بأزيد من 400 طن من النفايات المنزلية يوميا، وهي الكمية التي تتطلب إمكانيات كبيرة من أجل تسطير مخطط يقضي على مشكل تسيير النفايات، من خلال الوقوف على أبرز النقاط السوداء ومحاولة القضاء على أزيد من 800 نقطة سوداء عبر الطرق، وعلى طول خط السكة الحديدية، وبالمحاجر والمدن، منها 649 نقطة سوداء عبر 283 مفرغة عشوائية، 106 بالغابات و89 نقطة سوداء بقطاع الري وحواف الوديان.

فيما استفادت الولاية سنة 2013، من 21 مليار سنتيم لاقتناء التجهيزات والعتاد وتوزيعها على بلديات الولاية، في حين تشير بعض المصادر إلى أن الأمر يتعلق بسوء التسيير ونقص الوعي لدى المواطن، إلى جانب مشكل نقص التجهيزات المادية والبشرية، رغم الأموال التي تخصصها خزينة الدولة سنويا لقطاع البيئة، ومشكل النفايات على وجه الخصوص، في انتظار دعم حظائر البلديات بالعتاد ورفع التعداد البشري العامل في هذه المصالح، قصد القضاء على المفرغات العشوائية وإيجاد حلول للنفايات المنزلية والصلبة المترامية بالشوارع والأحياء.

أشار تقرير سابق، إلى أن كمية النفايات المنزلية بعين بسام، تفوق 35 طنا يوميا، 35 طنا للأخضرية و12 طنا بأغبالو بمجموع 268 طنا من النفايات بالنقاط السوداء، التي تعادل نسبة 56 بالمائة من أصل 400 طن من النفايات المنزلية يوميا، حيث دق رؤساء العديد من الجمعيات الناشطة بالمجال البيئي، ناقوس الخطر وطالبوا بالتدخل والإسراع في إيجاد حلول ودعم حظائر البلديات بالعتاد والوسائل. 

«الكوليرا وراء جمع الأطنان من نفايات روراوة

عانت بلدية الروراوة (غرب البويرة) من مشكل النفايات المترامية على أطراف الطريقين الوطنيين رقم 18 و8 منذ عدة سنوات، شكّلت خلالها النفايات وبقايا مواد البناء وفضلات الحيوانات أكواما عند مداخل المدينة، في صورة أثارت استياء السكان الذين بات رفع هذه النفايات وتهيئة البلدية شغلهم الشاغل، خاصة بعد استفادة البلدية على غرار عدة بلديات أخرى، من مشاريع التهيئة، وهو المشروع الذي لم يجسد منذ عدة سنوات لمشاكل عديدة، أبرزها الصرف الصحي، قبل أن يتم إعلان روراوة أوّل بؤرة لداء الكوليرا بالوطن، وإطلاق حملة تنظيف على ثلاث مراحل قادتها مصالح البيئة، مؤسسة نظيف وبلديتا بئر غبالو والخبوزية المجاورتان مع شركاء عديدة انتهوا إلى جمع أطنان من مخلفات سنوات من النفايات الهامدة والمنزلية، حيث كشف رئيس دائرة بئر غبالو عن جمع أزيد من 74 طنا خلال اليوم الأول، وما يفوق 500 طن خلال اليوم الثاني، غير أن حالة الانسداد التي يعرفها المجلس البلدي منذ الانتخابات المحلية الأخيرة حبس أنفاس السكان، مهددا بعودة المشكل من جديد.

«نظيف يعجز أمام أكوام النفايات

استطاع عمال مؤسسة نظيف خلال السنة المنصرمة بولاية البويرة، القيام بما عجزت عنه البلديات الكبرى لسنوات طويلة، أبرزها مدينة الأخضرية التي استرجعت 50٪ من جمالها في وقت قياسي، ولاحت في سمائها بوادر انفراج أزمة أكوام النفايات، بالإضافة إلى مساهمات هذه المؤسسة بمدينة البويرة من خلال اتفاقيتين تم إمضاؤهما كمرحلة أولى بعد دعم المؤسسة بـ20 عاملا جديدا، على أن تعمم العملية على باقي البلديات التي تعاني من مشكل احتواء نفاياتها، وهو الملف الذي لم يعرف أي جديد رغم نداءات حملات التنظيف على مستوى العديد من البلديات التي تشكو نقص الإمكانيات المادية والبشرية للتكفل بهذا الملف، كما هو الحال بالنسبة لمدينة سور الغزلان التي تعتبر ثالث أكبر تجمع سكاني في الولاية، والتي طالب رئيس بلديتها من الجهات المعنية تقديم الدعم للتكفل بالنقاط السوداء في المدينة، تحسبا لأي طارئ، خاصة فيما يتعلق بفيضان الوديان التي تعبر المنطقة.