ميزت عدة ولايات سنة 2019

توزيع سكنات، فيضانات واستحداث ولايات جديدة

توزيع سكنات، فيضانات واستحداث ولايات جديدة
  • القراءات: 1924
❊ زهية-ش ❊ زهية-ش

عرفت سنة 2019، العديد من الأحداث المحلية، بعضها أدخل الفرح والسرور على سكان مختلف ولايات الوطن، وأخرى كانت سلبية وخلفت حزنا بالنسبة للعدد من العائلات، التي تأمل أن تحمل السنة الجديدة ما يسرها، لتجاوز مخلفات السنة المنقضية، من خلال تحقيق آمال وأحلام الكثيرين، والتكفل بانشغالاتهم المطروحة في العديد من المجالات.

 

أخذ ملف السكن حصة الأسد فيما يخص الأحداث السعيدة التي أدخلت الفرح والسرور على آلاف العائلات عبر الوطن، والتي ودعت أزمة السكن نهائيا، من خلال توزيع آلاف الشقق في مختلف الصيغ، وفي كل الولايات، على رأسها سكنات عدل والعمومي الإيجاري، والترقوي العمومي والترقوي المدعم والاجتماعي التساهمي والسكن الريفي، والقطع الأرضية الموجهة للبناء.

استحداث صيغة ال بي يا

شهد تاريخ أول نوفمبر 2019، المخلد للثورة التحريرية، عملية كبرى لتوزيع آلاف السكنات بمختلف الصيغ عبر الوطن. كما شهدت نفس السنة، بداية تسوية وضعية مجمل الأوعية العقارية والسكنات، سواء المنجزة في إطار البرامج العمومية أو السكنات الخاصة، بعد أن ظلت عالقة لعدة سنوات، من خلال استحداث آلية حكومية تتولى هذه المهمة، وتسليم عقود الملكية لمالكي المساكن التي اقتنوها أو شيدوها، والانتفاع بها بحرية بعد تسليمهم عقود الملكية.

لعل ما ميز أيضا سنة 2019، استحداث صيغة سكنية جديدة، تتمثل في صيغة الترقوي المدعم ال بي يا، التي عرفت إقبالا كبيرا للمواطنين، خاصة الشباب بمختلف الولايات، عوضا عن صيغة السكن الاجتماعي التساهمي، التي عرفت تأخرا كبيرا، استدعت التخلي عنها نهائيا.

احتجاج وتذمر المستفيدون من ال بي بي

لم تخل سنة 2019، من تسجيل احتجاجات للمستفيدين من بعض الصيغ السكنية، يأتي في مقدمتها المستفيدون من صيغة ال بي بي، الذين اضطروا إلى الخروج إلى الشارع، وتنظيم عدة وقفات أمام وزارة السكن، للمطالبة بإعادة النظر في السعر المبالغ فيه، وغير المناسب مع نوعية الشقق التي استلموها، خاصة بعد اكتشافهم عيوبا كثيرة، ومراجعة طريقة دفع ثمن السكن لتخليصهم من الأعباء التي يفرضها البنك، حيث يصرون إلى حد الآن، على مواصلة الاحتجاج إلى غاية الاستجابة لمطالبهم، من خلال توجيه رسالة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للنظر في هذا الملف الذي أرق أغلب الإطارات الجزائرية.

ضحايا في انهيار بنايات قديمة

كما لا زالت البنايات القديمة تشكل هاجسا بالنسبة لقاطنيها، بالنظر إلى المخاطر التي تحدق في حياتهم، والدليل على ذلك، ما وقع في أفريل الماضي بقصبة العاصمة، حيث راح خمسة أشخاص ضحايا انهيار بناية هشة، وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة عنابة، وسكيكدة التي شهدت حالات رعب في أوساط السكان، بسبب انهيار بعض البنايات القديمة بوسط المدينة، على غرار كل من حي قدور بليزيدية، الطاهر جواد وحومة الطليان وحي المسجد. كما شهدت ولاية وهران حوادث انهيار مماثلة  بشارع بن دكة الصادق في حي العقيد عباس، وأدى إلى هلاك شخصين، كما يتكرر سيناريو انهيار البنايات القديمة مع كل اضطراب جوي بمستغانم، وبعض المدن التي تضم نسيجا عمرانيا هشا.

الفيضانات تودي بعدد من الأشخاص

على صعيد آخر، سجلت الفيضانات حضورها في 2019، وتركت ذكرى سيئة لدى بعض العائلات بالعاصمة وولايات أخرى، خاصة بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في شهر سبتمبر، وخلفت مصرع عدد من الأشخاص، إذ هلك ثلاثة أشخاص في تيزي وزو وتيبازة والبويرة، وشخصان آخران في عنابة، وواحد في الطارف، بعد أن جرفتهم المياه إثر الفيضانات.

الحرائق تتلف آلاف الهكتارات

كما أتلفت النيران العديد من الهكتارات من الغابات والأشجار المثمرة والأحراش ومساحات أخرى، جراء الحرائق التي سجلت في صيف 2019، حيث أتت ألسنة اللهب على هكتارات من مختلف المحاصيل، وتصدرت تيزي وزو الولايات التي مستها هذه الظاهرة المسجلة خلال كل فصل صيف، تليها ولاية تسمسيلت، ثم عين الدفلى، حيث سخرت السلطات مختلف الإمكانيات البشرية والمادية لمواجهة الحرائق، التي تم وضعها تحت تصرف المديرية العامة للحماية المدنية.

إجراءات جديدة للجنوب والهضاب العليا

اتخذت الحكومة السنة الفارطة، عددا كبيرا من التدابير الجديدة لفائدة ولايات الجنوب والهضاب العليا، حيث تم استحداث مديريات صحة في الولايات المنتدبة، والتكفل بانشغالات عمال قطاع الصحة، بما في ذلك زيادة أجور كل الأطباء الأخصائيين العاملين بولايات الجنوب، من خلال الرفع بصفة محسوسة من قيمة النظام التعويضي الحالي، فضلا عن رفع قيمة منحة الخدمة المدنية لفائدة الأطباء المقيمين العاملين بولايات الجنوب والهضاب العليا، وفتح 198 منصبا ماليا للأطباء العامين الشباب، وكذا رفع التجميد عن كل المشاريع المسجلة في قطاع الصحة، فضلا عن اتخاذ قرار بإنشاء ملحق لمعهد باستور، متخصص في سموم العقارب، لتفادي وقوع ضحايا لسعات العقارب. كما استفاد سكان هذه المناطق من إعانات مالية لبناء سكن فردي ضمن التجزئات الاجتماعية.

استحداث 10 ولايات بالجنوب

من جهة أخرى، تم استحداث تقسيم إداري جديد، من خلال إنشاء 44 مقاطعة إدارية جديدة في الهضاب العليا، تتوزع عبر 19 ولاية، وترقية 10 ولايات منتدبة بالجنوب إلى ولايات جديدة، ليرتفع بذلك عدد الولايات إلى 58، بناء على معايير موضوعية، تستجيب لمبدأ اللامركزية،  بتقريب الإدارة من المواطن.