حصاد 2025
تركوا الأثر
- 99
دليلة مالك
شهدت سنة 2025 رحيل عدد من أبرز الفنانين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في المشهد الثقافي والفني الجزائري، كل منهم أثر في مجاله الخاص وألهم الأجيال القادمة. من بين هؤلاء كان محمد لخضر حامينة، المخرج السينمائي الرائد الذي صنع تاريخًا للسينما الجزائرية والعربية، بعد أن أصبح أول مخرج عربي يحصل على سعفة في مهرجان كان السينمائي. لقد جسد حامينة من خلال أعماله رؤية سينمائية أصيلة، مزج فيها بين الحكاية الوطنية والأسلوب الفني العالمي، ليضع الجزائر في صدارة الخريطة السينمائية ويصبح رمزًا للإبداع والتميز.
كما فقد المشهد الفني باية بوزار، الشهيرة باسم بيونة، الممثلة التي امتازت بحسها الكوميدي الفريد وجعلت الجمهور الجزائري يضحك ويستمتع على مدى عقود. عرف عنها الأداء المتميز في المسرح والتلفزيون والسينما، وقدرتها على مزج الفكاهة بالرسائل الاجتماعية، ما جعلها أيقونة فنية حقيقية في الجزائر وأحد أبرز وجوه الكوميديا الوطنية.
إلى جانبهم، فقدت الجزائر أيضًا فوزي صايشي، الممثل الذي عرف بأدواره في السينما، والموسيقار نوبلي فاضل الذي يُعد من أبرز وجوه الفن والموسيقى والثقافة في الجزائر وفي العالم العربي، حيث اشتهر بعزفه الجميل على آلة العود وتعامله مع عدة فنانين معروفين وشعراء جزائريين وعرب كبار، منهم محمد راشدي وسلوى، وحميدو وفلة عبابسة وحسيبة عمروش والفنان العربي الكبير وديع الصافي وميادة الحناوي ومحمد الحلو ولطفي بوشناق، وزياد غرسة وآخرون.
كما توفي الممثل الجزائري القدير مدني نعمون عن عمر 81 سنة، وكان الراحل معروفاً بلقب "عمي برهان" بفضل مشاركته في سلسلة عاشور العاشر، وترك خلفه رصيداً من الأعمال الفنية، خصوصاً في السينما والمسرح والتلفزيون. ترك هؤلاء الفنانون إرثًا خالدًا يعكس ثراء المشهد الفني الجزائري ويؤكد أهمية الفن في نقل التراث وإثراء الثقافة الوطنية.
ورحلت الفنانة القديرة عودة صدوقي المعروفة فنيا باسم "وردة آمال" بعد صراع مع المرض، وتعتبر وردة آمال من كبار الوجوه السينمائية والتلفزيونية في الجزائر، حيث شاركت منذ السبعينيات في الكثير من الأفلام والمسلسلات الجزائرية الشهيرة إلى جانب كبار المخرجين والممثلين الجزائريين، بالإضافة إلى سكاتشات جمعتها بعدد من مشاهير الكوميديا على غرار حسن الحسني المعروف بـ"بوبقرة".
وخسر المشهد الثقافي والفني أيضا المخرج بالتلفزيون الجزائري، عبد المجيد سلامنة، عن عمر ناهز 69 سنة إثر مرض عضال، وقد عرف الفقيد بتفانيه في العمل وتخصصه في الأعمال التلفزيونية التاريخية منها حصة "الذاكرة" وعدة اعمال تلفزيونية تخلد أهم محطات التاريخ الجزائري لا سيما الثورة التحريرية المباركة والشخصيات التي صنعت أمجاد الجزائر.