استرجاع جماجم قادة المقاومات الشعبية

ترسيخ ثقافة الانتصار

ترسيخ ثقافة الانتصار
  • القراءات: 1558
م. ف م. ف

أكد متدخلون في ندوة تاريخية حول "أهمية استرجاع جماجم رموز المقاومات الشعبية والأرشيف الوطني في الحفاظ على الذاكرة الوطنية"، أن استعادة جماجم قادة المقاومات الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي وإعادة دفنها بأرض الوطن، "تعد بمثابة ترسيخ لثقافة الانتصار لدى المواطن الجزائري"

وقال الدكتور عادل رزيق من جامعة محمد خيضر ببسكرة، في مداخلة تطرق خلالها إلى مراحل النضال الوطني، أن السياسة الفرنسية الوحشية كانت ممنهجة خاصة في قمع المقاومات الشعبية والتنكيل بقادتها بغرض تثبيت ثقافة الخضوع والرضى، في الوقت الذي واجهها الجزائريون بمعنويات عالية. وقال رزيق إن المواجهات المسلحة والمقاومة كانت تصب في تذكية إرادة الانتصار لدى الشعب الجزائري إلى غاية ما بعد الاستقلال والتي تجلت في مبادرة استرجاع الرفات بفضل جهود الوطنيين. من جهتها، اعتبرت الدكتورة شهرزاد شلبي أستاذة التاريخ بجامعة محمد خيضر، أن استرجاع جماجم24  قائدا للمقاومات الشعبية ورفاقهم بعد 170 سنة من الاحتجاز في متحف الإنسان بباريس (فرنسا)، يعد "مصدر اعتزاز وانتصار على الوحشية والعدوان"، مؤكدة أن هذه الجماجم "ستبقى تدين فرنسا كونها تظل  شاهدة على جرائمها إبان فترة احتلالها للجزائر".

أما رئيس جمعية أول نوفمبر 1954 لحماية وتخليد مآثر الثورة التحريرية ببسكرة بشير زاغز، فقد أبرز المسؤولية القائمة على الجميع في تنشيط الذاكرة الوطنية والدفاع عن كل الرموز التاريخية للمحافظة على الهوية الوطنية، قائلا في هذا الصدد "لا مجال للتراجع عن ما حققته الجزائر". كما ثمّن بالمناسبة مبادرة استرجاع جماجم رموز المقاومات الشعبية ضد الاحتلال الفرسي، معتبرا أنها "تربط سلسلة من الانتصارات الوطنية التي امتدت من فترة الثورة التحريرية إلى ما بعد الاستقلال".

للإشارة، فإن هذه الندوة التي تزامنت مع إحياء الذكرى 59 لاسترجاع السيادة الوطنية ومرور سنة على استرجاع جماجم قادة المقاومات الشعبية، قد بادرت إلى تنظيمها جمعية "تاريخ بلادي" للتراث والثقافة لولاية بسكرة، بالتعاون مع المديريتين المحليتين للمجاهدين وذوي الحقوق والثقافة والفنون.