تراجع عدد المصطافين عبر شواطئ بجاية

- 2810

شرعت العديد من العائلات في العودة إلى ذويها ببجاية بعد أن أوشك موسم الاصطياف على الانقضاء، حيث بدأت مختلف شواطئ الولاية تتجرد من المصطافين الذين قصدوها منذ شهر جوان الفارط في انتظار التقييم من طرف مختلف المصالح المعنية، خاصة أن ولاية بجاية سجلت تراجعا في عدد السياح هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية.
ورغم أن العديد من العائلات فضلت التنقل إلى عاصمة الحماديين من أجل قضاء عطلها السنوية على الشواطئ ببجاية، إلا أن الإقبال لم يكن كثيرا هذه السنة؛ لأسباب مختلفة، حسبما أكد لنا بعض السياح الذين التقت بهم "المساء" بشواطئ مدينة تيشي الساحلية؛ حيث سجلنا تراجعا في نسبة الإقبال، وهو الرأي الذي يشاطره سكان المنطقة وأصحاب المحلات التجارية. ورغم أن المصالح المعنية قامت بتهيئة كل الظروف اللازمة من أجل موسم اصطياف ناجح، إلا أن هذا لم يكن كافيا من أجل بلوغ الهدف المسطر من المصالح المعنية، على غرار مديرية السياحة، البلديات الساحلية وغيرها.
تعليمة السلطات المحلية لم تُحترم
وخلال جولة سياحية قادتنا إلى بعض البلديات الساحلية على غرار بوخليفة، تيشي وأوقاس، وقفنا على مدى تطبيق تعليمة السلطات المحلية بخصوص مجانية الشواطئ بعد الشكاوى العديدة التي تقدَّم بها السياح في السنوات الأخيرة؛ حيث إن هذه التعليمة تم ضربها عرض الحائط ولم يتم احترامها؛ إذ إن الكثير من السياح الذين تحدثت معهم "المساء"، عبّروا عن استيائهم من الاستقبال الذي حظوا به؛ إذ لم يجدوا مكانا لوضع لوازمهم خاصة فيما تعلّق بالمظلة الشمسية، وغالبا ما يجدون أنفسهم مجبَرين على اقتناء على المظلات من الأشخاص الذين يعملون على كرائها للمصطافين، وهو ما يؤكد أن هذه التعليمة لم تُحترم؛ ما ساهم، بشكل كبير، في عزوف السياح عن شواطئ ولاية بجاية في السنوات الأخيرة.
أكثر من 600 ألف مصطاف خلال موسم الاصطياف
ورغم أن مصالح الحماية المدنية لولاية بجاية لم تقدّم بعد الحصيلة النهائية لعدد المصطافين الذين تم إحصاؤهم بمختلف شواطئ الولاية، إلا أن الحصيلة الأخيرة تشير إلى 600 ألف مصطاف على شواطئ الولاية بما فيها الشرقية والغربية، وهو ما يفسر تراجع عدد السياح هذه السنة لأسباب تبقى كثيرة؛ حيث إن غلاء المواد الاستهلاكية ساهم في عزوف السياح عن التنقل إلى ولاية بجاية، خاصة على مستوى المناطق الساحلية؛ إذ إن كراء مسكن شهرا كاملا يصل إلى عشرة ملايين على مستوى بعض البلديات، على غرار تيشي في وقت أن الإقامة في الفنادق أصبحت في غاية الصعوبة بسبب الغلاء؛ حيث إن أخفض سعر سجلناه هو 5500 دينار للغرفة الواحدة لشخص واحد. كما أن أصحاب الفنادق اعترفوا، من جهتهم، بتراجع مداخيلها هذه السنة؛ بسبب عدم إقبال السياح على المؤسسات الفندقية المتواجدة عبر المناطق الساحلية.
ارتفاع عدد الغرقى لعدم احترام مواقيت وأماكن السباحة
ولعل النقطة السوداء التي تم تسجيلها خلال هذه الصائفة هي عدد الغرقى الذين تم تسجيلهم إلى حد الآن، والذي قُدّر بـ 13 حالة؛ حيث تم تسجيل أغلبها خارج الأوقات المخصصة للسباحة والأماكن التي تُمنع فيها السباحة؛ حيث إن مصالح الحماية المدنية جنّدت كل الوسائل اللازمة خلال موسم الاصطياف من أجل ضمان راحة المواطنين؛ من خلال تخصيص أكثر من 1000 عون حراسة على مختلف الشواطئ التي تتوفر عليها الولاية، لكن بدون أن يتم تفادي حالة الغرق التي تسجَّل سنويا.
إجماع على ضرورة التكفل الأحسن بقطاع السياحة
وفي ظل النقائص الكثيرة التي يعاني منها القطاع في السنوات الأخيرة والتي جعلت السياح يفضّلون التنقل إلى الولايات المجاورة على غرار جيجل وسكيكدة، والبلدان الأخرى على غرار تونس، أجمع الملاحظون على ضرورة أخذ الأمور بجدية والاهتمام أكثر بقطاع السياحة في المستقبل؛ من أجل استقطاب أكبر عدد من السياح وضمان خدمات في المستوى، خاصة أن الولاية تتوفر على كل الوسائل اللازمة التي تسمح لها بأن تكون من أحسن البلديات الساحلية بالوطن.