حميدة عمران مختصة نفسية:

الوباء فرصة لمعرفة المعنى الحقيقي للعطلة

الوباء فرصة لمعرفة المعنى الحقيقي للعطلة
  • 816
رشيدة بلال رشيدة بلال

 ترى الأخصائية في علم النفس، الأستاذة حميدة عمران أنّ وباء كورونا أعطى  للجزائري، فرصة اكتشاف المعنى الحقيقي للعطلة، التي كانت ولا زالت في العقلية الجزائرية تعني الهروب من كل المسؤوليات..

تقول الأخصائية إنّ الجزائري عادة، حتى إن قرّر أخذ عطلة، فإنّه دائما ينقل روتينه اليومي ليعيش معه في هذه الفترة التي يفترض أن تكون للراحة، وببساطة لا يعرف كيف يستمتع بوقت الراحة التي تعني تغيير نمط الحياة والابتعاد عن كل ما يشكّل ضغطا له. وأضافت أنّ كوفيد 19”، لم يمنع المواطن من الاستمتاع بالعطلة، لأنّ العطلة في المفهوم الصحيح لا ترتبط بالمكان أو بالأشخاص وإنّما ترتبط بالحالة النفسية التي تعكس المعنى الصحيح للعطلة، وهي بلوغ الراحة من كلّ ضغوط الحياة اليومية كروتين العمل.

وأشارت الأخصائية إلى أنّ الدليل على ذلك أنّ بعض المواطنين رغم منع التردّد على الشواطئ  أو الغابات ذهبوا إليها وأمضوا بعض الوقت فيها هروبا من الضغوط، لأنّها بالنسبة لهم متنفس، لكن هذا لا يعني أنّهم يعيشون الراحة لأنهم نقلوا ضغوطهم ومشاكلهم معهم.

من جهة أخرى، أوضحت الأخصائية النفسية أنّ فيروس كورونا أعطى الجزائري هذه السنة الفرصة لاكتشاف المعنى الحقيقي للعطلة وهي الراحة الجسدية والنفسية، وعدم القيام بأيّ مجهود حتى ولو لم يغادر المنزل، مشيرة في نفس السياق إلى أنّه على العموم فإن الأثر النفسي الوحيد للجائحة على المواطن خلال هذه العطلة يتمثل في الخوف من العدوى الذي رفع لديه معدل القلق، أما بالنسبة لمفهوم العطلة، فلا فرق عند الجزائري في مكان قضائها، لأنه لا يدرك بعد معناها الحقيقي، وما كان يعيشه في السنوات الماضية ليس عطلة وإنّما فترة زمنية يمارس فيها روتينه اليومي ويعود عند حلول الدخول الاجتماعي مرهقا ومتعبا، لأنّه لم يعط نفسه الراحة التي تعتبر المرادف الحقيقي للعطلة.