مـديـرة متحـف المجـاهـد الدكتـور سليمـة ثابت لـ"المساء:

المناسبة عظيمة ودلالاتها كبيرة لدى المجاهدين وإطـارات الجيـش

المناسبة عظيمة ودلالاتها كبيرة لدى المجاهدين وإطـارات الجيـش
  • القراءات: 2223 مرات
 حوار: رشيد كعبوب حوار: رشيد كعبوب

المجاهدون ممتنون للرئيس والمناسبة وسام فخر واعتزاز            

* أعددنا نشاطا خاصا احتفاء بالمناسبة وأبوابنا مفتوحة للزوار

تحدثت مديرة المتحف الوطني للمجاهد، الدكتورة سليمة ثابت، في لقاء خصت به "المساء" عن رمزية اليوم الوطني للجيش ودلالاته، ومنبع قرار ترسيم هذا اليوم، ليضاف إلى الذاكرة الوطنية، كما عادت بنا إلى مصدر ومنبت الجيش الوطني الشعبي وامتداده الطيب، كخير خلف لخير سلف، ونقل انطباعات خيرة المجاهدين المخضرمين الذين كانوا قادة في جيش التحرير واستمروا بعد الاستقلال كإطارات في الجيش الشعبي.

كمديرة للمتحف الوطني للمجاهد، ماذا يمثل لكم اليوم الوطني للجيش، الذي تم ترسيمه من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون؟

❊❊ بالنسبة لنا كمتحف وقطاع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، يمثل لنا اليوم الوطني للجيش الكثير، وسررنا وسعدنا بهذا القرار، لأنه يمكّننا من التعريف والتمجيد أكثر بالجيش الوطني الشعبي، وقبل أن نتحدث عن الجيش الوطني الشعبي، يجب أن نعود إلى النواة الأولى لهذه المؤسسة، وهو جيش التحرير الوطني، الذي تأسس في 1954 من طرف مجموعة 22، كجناح عسكري لجبهة التحرير الوطني، وخلال مؤتمر الصومام في 1956 قسّم قادة الثورة البلاد إلى 6 ولايات على رأسها قادة، رموا بالثورة إلى الشعب فاحتضنها، ولذلك فإن خصوصية جيش التحرير الوطني، أنه كان متلاحما ومتجانسا مع الشعب، ولذلك جاءت تسميته بعد الاستقلال باسم الجيش الوطني الشعبي، لأنه انبثق عن الشعب.

كيف تثمّنون هذه المناسبة التي تزيد في تمتين علاقة "جيش- أمة"؟

❊❊ هذا اليوم هو تكريم وتشريف لهذه الهيئة السيادية وهذا الجيش الذي كان رفيقا للشعب الجزائر، وتمكن من استرجاع السيادة الوطنية، ولذلك يجب إيلاء الكثير من العناية لهذه المؤسسة، ونحن كمتحف يعنى بالجانب التاريخي والذاكرة، سنبرز أهمية جيش التحرير الوطني، من حيث علاقته مع الشعب وإنجازاته وتضحياته ومعاركه، التي مازالت، إلى اليوم، تدرّس في الأكاديميات العسكرية العالمية، على غرار معركتي "الجرف" و"سوق أهراس"، حيث تعتبران من أهم المعارك التي حيرت القوات الفرنسية، ونرى كيف أن جيش التحرير الوطني استطاع أن يهزم أعتى قوة عالمية مدعمة من طرف الحلف الأطلسي، وهذا له رمزية كبيرة، ويعتبر ذاكرة تاريخية هامة.

كما سنبرز أهمية الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، بعد الاستقلال، في معركة البناء والتشييد، وإزالة مخلفات الاستدمار الفرنسي، خاصة ما تعلق بالألغام التي زرعها في الحدود عبر خطي شال وموريس.

كيف لمستم انطباعات المجاهدين حول هذا القرار الجريء؟

❊❊ لمسنا أصداء طيبة جدا من طرف المجاهدين، فهم يعتبرون هذا اليوم تمجيدا وتكريما لهم، وزادهم اعتزازا، ويعتبرون اليوم وسام فخر واعتزاز، لاسيما أولئك المجاهدين الذين استمروا بعد الاستقلال كإطارات في الجيش الوطني الشعبي، وتقلدوا مناصب هامة في الهيئة العسكرية.

** في الرابع أوت من كل سنة يحتفل بهذا اليوم على مستوى كل مكوّنات الجيش الوطني الشعبي، عبر كامل التراب الوطني.. ماذا أعددتم كمتحف وطني للمجاهد للاحتفاء بهذه المناسبة؟

برمجنا عدة نشاطات بهذه المناسبة الطيبة، ففي 4 أوت سيكون يوم مفتوح للجمهور لزيارة المتحف والاطلاع على جوانب من الذاكرة الوطنية، لاسيما من خلال زيارة الجناح الذي تعرض فيه عدة ألبسة أصلية ونماذج من الأسلحة المستعملة أثناء الثورة التحريرية المظفرة، وتطوّر إلى غاية الاستقلال، إلى جانب خرائط عسكرية وتعريفات للمعارك ومجسم لخطي شال وموريس، اللذين أراد من خلالهما الاحتلال الفرنسي حينها عزل الثورة، عن محيطها من الجغرافي، لكن المجاهدين الأشاوس تمكنوا من اختراقه، من أجل جلب الأسلحة.

وسننظم يوم السادس أوت مائدة مستديرة يؤطرها المجاهد والأستاذ عبد الله عثامنية، استضفنا فيها عينة من المجاهدين الذين استمروا في العمل في الجيش الوطني الشعبي، وعلى رأسهم المجاهد والعقيد المتقاعد محمد ملاوي، والمجاهد الدبلوماسي محمد مقراني والمجاهدة فريدة بن قنبور، وسيحضر اللقاء مجموعة من الشباب، ليسمعوا عن قرب شهادات المجاهدين ويلمسوا حجم التضحيات والمعاناة التي قاسوها خلال الثورة التحريرية المجيدة، وستسجل هذه الشهادات لتحفظ لدى وزارة المجاهدين في إطار برنامجها لجمع الشهادات الحية لأبطال الجزائر، الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة كاملة السيادة.