المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان:

المؤثرون وراء تحطيم شخصيات المتابعين

المؤثرون وراء تحطيم شخصيات المتابعين
  • القراءات: 1225
رشيدة بلال رشيدة بلال

قالت المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان ردا على سؤال "المساء" حول مدى تأثير المؤثرين بما يعرضونه من محتوى على الشباب والمراهقين، إن "التكنولوجيا وما تحمله من مؤثرات تدخلت للمشاركة في بناء الفرد. وإن التأثير النفسي الأول هو الوقت الذي يمضيه الفرد على مواقع التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي ينسيه ارتباطه بالوقت. والنتيجة إهدار كبير لعامل الزمن ". وأضافت المتحدثة: " وليت الأمر  يكون منصبا على أمر نافع؛ إنما هو تضييع للوقت، عنوانه "المؤثرون والمحتوى "، الذين استحوذوا على مساحة هامة من اهتمامات المتابعين الشباب خاصة! "

وحسب المختصة، فإن المواقع المتعلقة بالجانب العلمي التي تقدم إضافة للأفراد، لا تحظى بالاهتمام، على خلاف المؤثرين أصحاب المحتوى غير الهادف، الذين لديهم نسب مشاهدة تفوق غيرهم رغم أن محتوياتهم تكاد تكون تافهة؛ الأمر الذي أثر على المتابعين من باب الرغبة في التقليد والاقتداء بهم؛ سعيا وراء الشهرة، أو رغبة في تحصيل الأموال بمحتويات مشابهة.

وحسب المختصة النفسانية، فإن آلية التقمص في حقيقة الأمر، هي آلية موجودة في كل الأشخاص؛ بحيث يبحث دائما الفرد عمن  يكون قدوة له، ولكن للأسف الشديد، اليوم القدوة المتوفرة هي تلك التي فرضتها "السوشل ميديا"، عن طريق ما يُعرف بالمؤثرين، لا سيما المشهورون منهم، بالنظر إلى قدرتهم الكبيرة على التأثير، مشيرة إلى أن الأمر بلغ التقمص الكلي للشخصية وليس فقط من الجانب المظهري، وإنما حتى في حركاتها، والمواضيع التي يتناولها؛ حتى يصبح مشهورا بنفس الطريقة"، مؤكدة أن "الفئة التي تتأثر بسرعة هي، عادة، التي تعاني من نقص في الشخصية، حيث نجدهم يقلدون تقليدا أعمى؛ بحيث  تذوب شخصيتهم في شخصية المؤثر! ".

وما يلفت الانتباه مؤخرا تقول البروفيسور آمال بن عبد الرحمان إلى جانب المؤثرين، انتشار ما يسمى محتوى اليوميات. وعلى الرغم من أنها محتويات لا تحتوى على أي إضافة ويقدم فيها صانع المحتوى يوميات عن حياته العادية، إلا أنها تلقى إقبالا كبيرا عليها؛ لأنها تقود إلى الرغبة في التطلع إلى المزيد عن يوميات من يقوم بنشر مثل هذه المحتويات.

وتضيف: " الفضول  والفراغ يدفعان إلى المتابعة رغم ضعف المحتوى ". وحسبها، فإن ما ساهم في انتشار مثل هذه المحتويات غير الهادفة والتي تؤثر بشكل كبير على المتتبعين إلى درجة الإدمان عليها وتقليدها، مرجعه الفراغ، وعدم القدرة على تحديد الأهداف نحو المستقبل، خاصة بالنسبة للمراهقين الذين وجدوا في مثل هذه المحتويات، مساحة للتعبير على مكبوتاتهم.

وأكثر من هذا، مثل هذه المحتويات ودرجة تأثير بعض المؤثرين يدفعان ببعض الشباب وحتى المراهقين، إلى التخبط في بعض الأزمات النفسية  التي تقودهم إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق، وكذا الإصابة بالأرق، الذي ينعكس سلبا، على الجانب البيولوجي؛ بسبب استقبال العقل البشري جملة من الأحداث والمعلومات التي تتسبب في التشويش.

ومن التأثيرات السلبية التي تصفها المختصة النفسانية بالخطيرة لما يقدمه أصحاب المحتوى غير الهادف عبر مختلف المواقع والتي أصبحت تلقى شعبية كبيرة من المتتبعين خاصة الشباب منهم والمراهقين، اضطراباتُ النوم؛ " الأمر الذي يدعونا كمتخصصين، إلى المطالبة بالحد من تأثير التكنولوجيا، وعدم استثمار وقت الفراغ في تتبّع المؤثرين؛ وإنما البحث عن أصحاب المحتوى الهادف؛ للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية والعقلية، وبناء شخصية متوازنة ".