خنشلة تسعى تدريجيا لضمان وفرته خلال الصائفة

الجنوب والتجمعات الثانوية أكثر حاجة للماء

الجنوب والتجمعات الثانوية أكثر حاجة للماء
  • القراءات: 4391
زبير.ز/ع.ز زبير.ز/ع.ز

لا تزال العديد من بلديات الجهة الجنوبية لولاية خنشلة، لاسيما الريفية منها، تعاني أزمة التزود بالمياه على غرار سكان ششار، الولجة، خيران، جلال وبلدية بابار، التي تعتبر أكثر فقرا من حيث مصادر المياه السطحية والجوفية، باستثناء وادي لعرب الذي سجل تراجعا كبيرا في منسوب المياه.

شهدت، مؤخرا، عدة بلديات بولاية خنشلة خاصة في الجهة الشمالية كعاصمة الولاية، تذبذبا في التزود بالمياه الصالحة للشرب، جراء تقليص حصتها من المياه المحولة إليها من سد كدية المدور، التابع لدائرة تيمقاد بولاية باتنة، من 23 إلى 14 ألف متر مكعب، بداعي تنفيذ بعض الإجراءات لضمان تموين أمثل خلال شهر رمضان والصائفة، مما أدخل مؤسسة «الجزائرية للمياه» المكلفة بتسيير توزيع المياه عبر 8 بلديات، منها خنشلة، في دوامة من المشاكل، جراء عدم قدرتها على ضمان إيصال الماء الشروب إلى سكان مختلف التجمعات السكنية، وهي الأزمة التي تعد الثانية من نوعها بالولاية في السنتين الأخيرتين، وهو السيناريو الذي بإمكانه أن يتكرر إذا ما تناقص منسوب مياه السد مستقبلا، أو إذا ما تقرر مرة أخرى تقليص كمية المياه المحولة منه، بسبب أزمة مالية أو مشكل عارض، مما سيخلق ندرة في هذه المادة الحيوية، عبر البلديات التابع تسييرها لوحدة «الجزائرية للمياه»، ويتعلق الأمر ببلديات خنشلة، الحامة، قايس، تاوزيانت، أنسيغة، المحمل، أولاد رشاش وبابار ما يستدعي وضع خطة استباقية.

 

سوء التسيير والتعدي على الشبكات

 

أرجع العديد من المتتبعين لأزمة المياه بخنشلة في السنوات الأخيرة أن أهم الأسباب تعود لسوء تسيير البلديات لعملية التوزيع، وكذا من مصادر التمويل بالمياه من جهة أخرى، فببلدية متوسة، أجمع السكان أن الطريقة الوحيدة والحل النهائي لأزمة العطش لن يتأتى من دون إيفاد لجنة تحقيق حول ما أسموه «تعديا صارخا» على القناة الرئيسية الممونة للبلدية بالماء الشروب، من طرف عدد من الفلاحين والنافذين في البلدية، ونفس الوضعية يعيشها سكان بلدية تاوزيانت، إذ أن القناة الرئيسية الممونة للبلدية تم التعدي عليها، حسب مدير وحدة «الجزائرية للمياه» لخنشلة، كمال عقون، من قبل مجهولين، إذ تم التحقق من الأمر بقياس حجم المياه المحول من الخزان إلى القناة الرئيسية والذي تناقص بشكل ملف للانتباه، ما يطرح بحدة ويثبت وجود ربط غير شرعي بالقناة الرئيسية، وهو ما يستوجب تشكيل لجنة مختصة لقطع كل الإيصالات غير القانونية لحل الإشكال.

بلدية أولاد أرشاش شرق عاصمة الولاية هي الأخرى كانت تعاني نفس المشكل، إلى غاية تكفل مصالح البلدية بالقضية بجدية من خلال تشكيل لجنة تمكنت بعد التحقيق من إيجاد إيصالات غير شرعية بالقناة الرئيسية بغرض استغلالها في السقي أو أغراض أخرى، وقطعت 27 إيصالا عشوائيا من دون تصريح، ليعود بعدها إمداد السكان بالمياه الصالحة للشرب إلى وضعه الطبيعي.

وفيما يخص قلة الموارد أو مصادر المياه، فلا يزال سكان قرية أولاد عايد ببلدية الرميلة  يواجهون أزمة العطش منذ سنوات، بعد عجز المصالح البلدية المتعاقبة عن ضخ المياه في الشبكة، داخل التجمع السكني، حيث بات السكان يعتمدون على السيارات في جلب المياه من مدينة قايس أو مركز البلدية أو عن طريق الصهاريج، التي يصل سعرها إلى ألف دينار، وهي الأزمة التي يعاني منها أيضا سكان القرى والمشاتي الأخرى ببلدية الرميلة، على غرار أولاد سي الزرارة، بلبقار، تغيلت أحمامت.

كما يعيش سكان مشتة عين عمار ببلدية عين الطويلة (25 كلم) شرق عاصمة الولاية خنشلة أزمة عطش خانقة منذ سنوات، وهي الأزمة التي يعاني منها أيضا سكان القرى والمشاتي المحيطة ببلدية عين الطويلة، رغم الوعود التي تلقوها من الجهات المختصة، فيما لا تزال معاناة سكان قريتي أولاد تامرابط وبلقيطان بالبلدية نفسها متواصلة، جراء غياب المياه الصالحة للشرب منذ عدة سنوات، كما يراود سكان التجمعات السكنية المستقرة على جوانب واد بجر ببلدية ششار (50 كلم) جنوب عاصمة الولاية، حلم تجاوز أزمة مياه الشرب منذ سنوات كواجهة أخرى لأزمة المياه بالولاية في انتظار الحلول وتجسيد الوعود.

 

مشاريع هامة تدخل الخدمة

أكد رئيس مصلحة التزود بالمياه بمديرية الموارد المائية لولاية خنشلة، علي بن بادي، لـ «المساء» أن قطاع الري بالولاية، في إطار البرنامج العادي (مركز، قطاعي ومخططات بلدية للتنمية)، شرع منذ مدة في تجسيد العديد من المشاريع، التي سيستفيد منها مواطنو ولاية خنشلة على المدى القريب، في إطار تحسين وضعية التموين بالمياه الصالحة للشرب، عبر بلديات ولاية خنشلة، خاصة منها التي تعاني ندرة مياه الشرب، بتوقع إضافة حجم 63 ألف متر مكعب، فور دخول العمليات المختلفة عبر عديد العمليات حيز الخدمة في الأيام والأشهر القادمة.

وكشف بن بادي أن عددا هاما من المشاريع جاري إنجازها، ضمن البرنامج العادي للقطاع، منها إنجاز 33 بئرا تم الانتهاء من ربط 8 منها بشبكة التزويد، مع إنجاز الخزانات وقنوات الإيصال والتوزيع على غرار بئر تادينارت بأولاد أرشاش، أسول بلمصارة، أولاد أوصيف بشيليا، حديدان بجلال، فم تفيست بالحامة، عقلة البعارة ببابار، أولاد فريحة بمتوسة وبئر أخرى ببغاي، وهي الآبار التي ستنتج مجتمعة 5000 متر مكعب من المياه يوميا، في انتظار وضعها حيز الخدمة في القريب العاجل.

كما يحضر القطاع لبرمجة حفر 25 بئرا جديدة إضافية، تم إعداد دفتر الشروط والصفقات والإجراءات جارية للانطلاق في أشغالها، على غرار بلدية قايس التي استفادت من 4 آبار جديدة بطاقة إنتاج 6000 متر مكعب يوميا ضمن مشروع مهم ومتكامل يحظى بمتابعة شخصية من والي الولاية، كمال نويصر، بغلاف مالي فاق 60 مليار سنتيم، وهو المشروع الذي تجاوزت نسب إنجازه 50 بالمائة، والـ 21 بئرا أخرى موزعة عبر باقي بلديات الولاية.

وتتوقع مصالح مديرية الري ـ حسب بن بادي ـ أن تصل طاقة إنتاج هذه الآبار أزيد من 23 ألف متر مكعب يوميا. وفي عملية أخرى مماثلة، شرعت ذات المصالح في إعادة تأهيل 10 آبار عبر الولاية لاسترجاع حوالي 8600 متر مكعب من الماء الصالح للشرب، كما سيساهم دخول حيز الخدمة مشروع تحويل مياه سد بابار نحو 8 بلديات جنوب الولاية بتدعيم قدرات إنتاج المياه بـ17200 متر مكعب يوميا، في انتظار دخول تحويل المياه من سد تاغريست نحو 5 بلديات من البلديات الجبلية، الذي بلغت نسبة إنجاز المشروع به 60 بالمائة، بقدرة إنتاج متوقعة بحوالي 8600 متر مكعب يوميا. وأوضح بن بادي أنه بتجسيد هذا البرنامج، سيتم وضع ما يقارب 63 ألف متر مكعب من المياه الشروب يوميا لفائدة سكان الولاية، وعلى اعتبار أن احتياجات الولاية من الماء لا تتجاوز 77 ألف متر مكعب والمديرية بكل الموارد المجندة، تنتج حاليا 70 ألف متر مكعب من الماء الصالح للشرب فسيكون الحجم الإجمالي مستقبلا متجاوزا 150 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما سيسمح بتفادي أي تذبذب في توزيع الماء الشروب مستقبلا وكذا ضمان التوزيع اليومي وبأريحية تامة إذا ما تم التحكم في عمليات التسيير وكذا الصيانة والمراقبة الدورية.

 

ع.ز

قسنطينة ... إجراءات لدعم الوفرة وتفادي سيناريو 2017

وضعت مؤسسة تسيير المياه بقسنطينة «سياكو» العديد من الإجراءات استعدادا لفصل الصيف، تفاديا لسناريو الصيف الفارط، التي واجهت خلاله العديد من المناطق أزمة عطش حادة، على غرار جبل الوحش وبعض الوحدات من المدنية الجديدة علي منجلي.

 

كشف مدير استغلال المياه والأشغال بمؤسسة «سياكو»، عبد الحيكم حيرش، أن السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي عبد السميع سعيدون، تولي أهمية كبيرة لملف تسيير المياه عبر مختلف مناطق قسنطينة، وأن أول مجلس تنفيذي عقده الوالي، عندما تم تعينه على رأس الولاية، تناول فيه هذا الملف، وتابع عرضا لبرنامج توزيع المياه وأهم المشاريع المسجلة، وكذا النقاط السوداء وكيفية معالجتها.

وتطرق عند إشرافه على مجلس مماثل، في مارس الفارط، إلى ملف توزيع المياه، خاصة خلال شهر رمضان وفصل الصيف، مع التطرق إلى نسبة تقدم الأشغال في المشاريع التي تم إطلاقها خلال شهر سبتمبر من سنة 2017.

وحسب السيد عبد الحكيم حيرش، فإن قسنطينة لديها مخطط بديل في حالة أزمة عطش، حيث يمكن الاعتماد، وفي حالة انقطاع التزويد من سد بني هارون، على المنابع الموجودة على مستوى بلدية حامة بوزيان، من أجل تزويد المدينة بالماء والتي يمكنها ضخ 1000 لتر في الثانية، في انتظار استكمال مشاريع مديرية الري، قبل دخول فصل الصيف، التي ستعمل على تأمين المنطقة الجنوبية للمدينة، منها عين أعبيد وابن باديس وما جاورها، على غرار أولاد رحمون، قطار العيش، قرية بداوي، منايفي وصالح دراجي من خلال مشروع في مراحله الأخيرة، لتجديد قناة إسمنتية قديمة بأخرى ذات قطر متر على مسافة 18 كلم، ستربط محطة التزويد بومرزوق بمحطة مفترق الطرق الأربع، على مشارف المدينة الجديدة علي منجلي، حيث تم إجراء التجارب الأولية لضخ الماء بمعدل 400 لتر في الثانية.

وكشف مدير استغلال المياه والأشغال بـ»سياكو»، أن هناك مشروع قناة رئيسية يجري تجسيده بقطر 600 ملم، على مستوى خزان القماص ذي سعة 50 ألف متر مكعب، وسيكون ربطها على طول كلم واحد، خلال الأيام المقبلة لتأمين المياه بكل من أحياء القماص، سيساوي، الجذور، دقسي عبد السلام، المنى، بن شيكو وسركينة 2، وبذلك تحقيق استقلالية عن شبكة الأمير عبد القادر وسيدي مبروك، مضيفا أن هناك مشروع آخر لربط تحصيص بن عبد المالك بجوار حي الجذور بقناة جديدة، ستدخل حيز الخدمة خلال الأيام المقبلة.

وأضاف السيد حيرش، أن دخول خزان بـ25 ألف متر مكعب حيز الخدمة بالمدينة الجديدة علي منجلي، سيوفر أريحية كبيرة من حيث توزيع المياه، خاصة وأن المشروع انطلق في التجارب الأولية قبل وضعه حيز الخدمة خلال الأيام المقبلة، مضيفا أنه من أجل تغطية السكنات بالمياه على مدار الساعة، استفادت المدينة الجديدة من مشاريع 3 خزانات، 2 منها انتهت بها الأشغال، بما فيها خزان وضع في حيز الخدمة جزئيا، الذي سيموّن الوحدات الجوارية 14، 16، 17 و18.

أما الخزان الثاني، فسيدخل الخدمة خلال الأسبوعين المقبلين في انتظار استكمال خزان 20 ألف متر مكعب ويضمن تموين المنطقة الجنوبية والتوسعة الغربية والوحدات الجوارية 19، 20 و20 توسعة.

وحسب المتحدث، فإن «سياكو» مرتاحة هذا الصيف، بفضل مشروع يوفر 200 لتر في الثانية ويدعم أحياء 20 أوت، 5 جويلية، شارع بلوزداد، القصبة العليا، بوالصوف والمنطقة الصناعية، حيث طالب من المواطن بعدم تبذير المياه خلال فصل الصيف، وتفادي التصرفات والمظاهر السلبية والاعتداءات على الشبكة.

وبشأن الانقطاعات التي شهدتها الولاية في الفترة الأخيرة، طمأن ممثل «سياكو»، أنها وقائية وكانت مبرمجة كإجراء معمول به منذ سنوات، وجاءت في إطار تطهير وتنظيف الخزانات بمحطة سيدي خليفة الممون الرئيسي لقسنطينة، قبل دخول فصل الصيف الذي تكثر فيه الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، مضيفا أن الولاية تنتظر تجسيد مشروع قطاعي كبير وضخم، من أجل تزويد محطة حامة بوزيان بمصفاة للتقليل من نسبة الكلس في الماء أو القضاء عليه نهائيا.

وحسب السيد عبد الحكيم حيرش، فإن نسبة التغطية بشبكة الماء الشروب تصل إلى 77 بالمائة من سكان ولاية قسنطينة، حسب إحصائيات 2017، خاصة بعد دخول مشروع خزان بني حميدان حيز الخدمة والذي حسن من التوزيع ببلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو وكذا عين الكبيرة وقرية بوحصان التي استفادت من تحويل مياه بني هارون عبر خزانات بن شرقي، مضيفا أن 2 بالمائة من السكنات تعرف توزيعا متقطعا، حيث يتم تزويد السكان كل يومين أو ثلاثة أيام خاصة ببلديتي زيغود يوسف وعين أعبيد ومنطقتي خنابة والحنبيلي على مستوى بلدية ابن باديس.

للإشارة، فإن مؤسسة «سياكو» التي تحولت إلى تسيير جزائري 100 بالمائة، بعدما كان تشرف عليها مؤسسة مياه مرسيليا الفرنسية، توزع سنويا 128 مليون متر مكعب، ما يعكس وفرة الإنتاج، حيث تتحصل على 66 بالمائة من المياه من سد بني هارون و34 بالمائة المتبقية من السدود والآبار المنتشرة عبر إقليم الولاية أو الولايات المجاورة لها والمقدرة بـ33 بئرا، على غرار عين أروكو ببلدية تاملوكة التابعة لولاية أم البواقي، بومرزوق على مشارف بلدية عين مليلة وحامة بوزيان بقسنطينة.

زبير.ز