عناية رئاسية في ستينية استرجاع السيادة الوطنية
الجزائر الجديدة بلاد الشباب والأولوية لتحقيق طموحاتهم

- 2127

❊ مرافقة أبوية لأبطال ومبدعي الجزائر
يتطلّع الشباب الجزائري في غمرة احتفالاته بالذكرى الـ61 لاستقلال بلاده، نحو مستقبل أكثر ازدهارا وإشراقا يكون عنوانه البناء على ما أنجزه الأسلاف، بسواعد شابة لا تعرف سوى حب الوطن والانتماء لترابه الطاهر، الذي مات من أجله مليون ونصف مليون شهيد، ضمن مسيرة بناء جزائر جديدة كبيرة بالإنجازات، يضطلع فيها الشباب بدور هام وريادي.
تكريسا لهذا المسعى، لم يتردّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة في تقديم الدعم المادي والمعنوي للشباب، تأكيدا منه على الاهتمام الكبير الذي يحظون به من قبله، إذ لا تكاد تمر مناسبة تخصّ سواعد المستقبل، إلاّ ويعبّر فيها القاضي الأول للبلاد عن دعمه اللامتناهي لهذه الفئة التي تحظى باهتمام رئاسي خاص.
عادت ذكرى عيد الاستقلال والشباب ككل مرة بأسمى القيم الوطنية الخالصة والراسخة في وجدان الشعب الجزائري عامة وشبابه خاصة، بمعاني الكفاح التحرّري، وبما تحمله رسالة الشهداء الأبرار من قيم ومبادئ، ووصيتهم الأولى هي الحفاظ على مكاسب الاستقلال، مهما تعاقبت الأجيال التي ستظلّ تسعى لجزائر جديدة أفضل وأقوى.
وضمن هذه الرؤية، أكّد الرئيس تبون في أكثر من مناسبة على المكانة الخاصة التي يحظى بها الشباب، حيث خصّهم برعاية استثنائية في شتى المجالات، كما أنّه لا يتردّد في كلّ مناسبة في التأكيد على دورهم الحيوي في تحمّل مسؤولياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمرافقة الدولة لهم، انطلاقا من قناعته بضرورة إدماجها في الحركية الجديدة التي تعرفها البلاد، فضلا عن حرصه على توفير كافة المنشآت والمرافق الضرورية لتكون بمثابة متنفّس لها، عبر المراهنة على فئة الشباب باعتبارها حاملة المشعل.
وفي كلّ مرّة يحقّق فيها شباب الجزائر الجديدة في التظاهرات الوطنية والدولية، نتائج مبهرة، إلا ويحظون فيها باستقبال الأبطال من قبل رئيس الجمهورية شخصيا، الذي تحوّل إلى تقليد رئاسي عرفانا منه بمجهودات من رفعوا راية الشهداء عاليا في كلّ مرة.
وتعدّ رؤية رئيس الجمهورية، في مجال الاهتمام بفئة الشباب متعدّدة، والتي تأخذ الرياضة حصة الأسد فيها، كما هو الحال مع أبطال الجزائر، الذين يجدّد في كلّ مرة دعمه لهم، وحرصه في كلّ مناسبة على التأكيد على أولوية تحقيق مطالب الشباب باعتبار أنّ هذه الفئة تمثّل النسبة الأكبر في المجتمع، حيث صرح خلال تدشينه ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي بمناسبة احتضان الجزائر لكأس إفريقيا لكرة القدم للمحليين، أنّ بناء الملاعب هو من أجل الشباب ومن أجل مستوى الرياضة في الجزائر، مؤكّدا في نفس الوقت استعداد البلاد لاحتضان أيّ فعاليات رياضية دولية.
ويحرص الرئيس ضمن هذه الرؤية على استقبال أبطال الجزائر وتكريمهم، نظير الانتصارات الكبيرة التي يحقّقها شبابها في المحافل الدولية، كما لا يتردّد في كلّ مرة في توجيه رسائل التهاني عبر حسابه في “تويتر” لتحفيزهم وتشجيعهم.
ولم تكن عبارته “جعل بناتنا وأبنائنا رهانات لإحداث التحوّل مع هذا الجيل الواعد المتفتّح على العالم نحو المستقبل المنشود”، إلاّ رغبة منه في تحقيق أمنية إيجاد جيل من المثقفين والباحثين والعلماء حتى يكونوا روّادا في مجالات تخصّصاتهم خدمة للوطن ورفاهية كلّ المجتمع، وهو ما يفسّر الميزانيات الضخمة التي تخصّص سنويا لقطاعات التعليم والتكوين لتنشئة جيل واع بما ينتظر منه لخدمة الجزائر، وتكوين نشء قادر على رفع التحديات في عصر الرهانات الكبرى التي لا يمكن رفعها إلاّ بشباب وشابات يقدّرون العلم.
ولم يتوان السيد الرئيس في تهنئة الشباب في أهم المواعيد التي تميّزوا فيها، كما هو الحال لأصحاب الشركة الناشئة “فارم ال”، إذ حرص على توجيه رسالة تهنئة وتشجيع لهم من خلال منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إثر افتكاكهم للمرتبة الثانية عالميا من بين 12 ألف مشارك في مسابقة الصين، حيث عبّر لهم عن فخره بهم وأنّ الجزائر الجديدة لن تتحقّق إلاّ من خلال شباب طموح مثلهم.
وقد دأب رئيس الجمهورية في كلّ زيارة خارجية، على جعل مسألة لقاء الجالية الوطنية في الخارج، ثابتا، يعرض خلاله، الجهود الجارية لتنفيذ وتكريس مشاريع الجزائر الجديدة، إضافة إلى الاستماع إلى انشغالات الجالية عموما بقصد السعي إلى تنفيذ وتجسيد كلّ ما يتأتى تحقيقه من مقترحات من طرف الدولة الجزائرية لصالح أفرادها.
وخلال لقائه بأفراد الجالية في زيارته الأخيرة التي قادته إلى روسيا، استمع الرئيس تبون إلى انشغالاتهم واقتراحاتهم، حيث جدّد التأكيد على أن الجالية الوطنية المقيمة بالخارج هي جزءا لا يتجزأ من الجزائر، مشدّدا في رده على انشغالات الطلبة، على ضرورة الاستفادة من العلوم والمعارف المنتشرة بموسكو من أجل إفادة بلدهم الأم مستقبلا، مؤكّدا على ضرورة الاهتمام بالطلبة، لأنّهم حاضر ومستقبل البلاد.
ولأنّ العلم والمعرفة يشكّلان حجر الزاوية في بناء الاقتصاد والتحكّم في التكنولوجيات الحديثة، حقّقت الجزائر الجديدة، إنجازات مشهود لها في القطاعين التربوي والجامعي اللذين يعتبران المشتلة لهذه المعارف، وهو ما يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه الرئيس من أجل ضمان تحصيل علمي متطوّر، وهو ما شدّد عليه في رسالته الأخيرة التي وجّهها للطلبة بمناسبة ذكرى عيد الطالب المصادفة لـ 19 ماي من كلّ سنة، والتي أكّد من خلالها أنّ الشباب هم مصدر قوّة جزائر اليوم المحصّنة بوعيهم والتزامهم الوطني وبقدراتهم الإبداعية الخلاقة ونجاحاتهم في حقول التزوّد بالعلوم وميادين التمكّن من التكنولوجيات الحديثة، بفضل وطنية شباب الجزائر الجديدة، الذين هم طلائعها في المؤسّسات الجامعية.
ولأنّ الشباب دائما في صلب اهتمامات القيادة العليا للبلاد، خاصة المبدعين منهم، أتت جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب “علي معاشي” في صدارة الفعاليات الثقافية والجوائز الوطنية التي تثمّن وتشجّع الشباب الجزائري، على التنافس الخلاق في شتى أصناف الفنون والمجالات الإبداعية، ايمانا من الرئيس بضرورة أن يكون الفعل المعرفي والثقافي، الرافد الحقيقي لبلوغ المرتبة الشامخة بين الشعوب، وتحقيق التنمية المرجوة على كافة المستويات، أمام تحديات العولمة.
وخرجت جائزة علي معاشي من دائرة الفوز والتتويج إلى دائرة التجسيد في المشهد الثقافي، من خلال ضمان المرافقة الميدانية لأعمال الفائزين، وهو ما يعكس الدعم المستمر للسيد رئيس الجمهورية للشباب الجزائري المبدع على وجه خاص، ويترجم حرصه الدؤوب على تثمين هذه الجهود الشبانية في بناء الوطن والإنسان.