المختصة النفسية فضيلة بن باية:

التأثيرات النفسية تخفف بالحوار مع الطفل

التأثيرات النفسية تخفف بالحوار مع الطفل
  • القراءات: 1090
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تطرقت المختصة النفسانية فضيلة بن باية، في تصريح خصت به "المساء"، إلى التأثيرات السلبية التي قد تنجر عن غياب العطل مدرسية على الطفل بين كل مرحلة دراسية وأخرى، مشيرة إلى أن جميع الدول تمنح عطلا خلال السنة الدراسية لجميع مراحل التعليم، تمتد لحوالي ثلاثة أشهر في غالب الأحيان، لما للراحة والانقطاع عن الدراسة بعد الجهد المبذول، من أهمية في منح الطفل فرصة تجديد الطاقة التي يحتاجها، لإعادة بعث نشاطه من جديد وإعداده لمرحلة أخرى من الدراسة.

أضافت المختصة، أن الطفل خلال موسم الدراسة، يبذل جهدا فكريا وجسديا، وحتى نفسيا، الأمر الذي يجعله يحرر طاقة قد تفوق قدراته أحيانا، مما يجعله بحاجة للراحة من حين لآخر، مضيفة أن ساعات الدراسة أيضا قد تقيد نوعا ما حريته في اللعب والحركة، باعتباره طفلا ولا يزال بحاجة إليه، ولا يمكنه القيام بذلك خلال ساعات أو أيام الدراسة، بل لابد أن يكون في فترة الراحة، لتفادي تشتت انتباهه أو التأثير على تحصيله الدراسي. كما ذكرت فضيلة بن باية، بأهمية تلك العطل في تحرير الطفل عن البرنامج الدراسي إو المنهج الأكاديمي، نحو ثقافة أخرى يحرر فيها تفكيره بنشاطات مهمة لإبداعاته، وتنمية روحه وتغذية فضوله، كلها نشاطات تكون خارج المدرسة، وباحتكاكه بمجتمع من سنه، يشاركهم نفس الميول ونفس التفضيلات. أضافت المتحدثة، أن للعطلة الدراسية عدة فوائد وإيجابيات للتلميذ والمعلم على حد سواء، فهي قبل كل شيء، تجدد النشاط الذهني، وتكسر الروتين بالنسبة للمعلم، وتساعد في إعداد ذهن قابل للتركيز أكثر واستقبال أكبر قدر ممكن من المعلومات.

في هذا الصدد، قالت: "إن إلغاء عطلة مدرسية بالنسبة للطفل بطبيعة الحال، قد يجر له مشاكل كبيرة، لكن لابد من عدم جعلها "دراما"، فاليوم نمر بمرحلة استثنائية، وهي الأزمة الصحية التي ضربت العالم، وجعلت مختلف القطاعات تعمل بوتيرة مختلفة عن طبيعيتها، ومن الطبيعي  التماشي وفق الظروف الراهنة، مما يستوجب على الأولياء شرح الأمر للطفل، الذي قد تدهشنا ردود أفعاله أو تفكيره المتفتح عند قبوله بواقع معين، لكن يجب محاولة التخفيف من حدة "عدم الاستفادة من الراحة"، وتعويض ذلك بعطل نهاية الأسبوع، لمنح الطفل تلك الراحة التي يحتاجها، وتتيح له فرص تنمية شخصياته الاجتماعية، في أبعادها المختلفة، فهو قبل كل شيء، بشر له مشاعر وأحاسيس، وله مواهب وقدرات، وحب استغلالها، فلابد من فتح المجال والأفق أمامه، خارج المناهج الدراسية. كما شددت المتحدثة، على أهمية استثمار أوقات الراحة في أشياء مفيدة للطفل، وتحويل لعبه إلى نشاطات مثمرة لشخصيته وتفكيره، وعدم تركه كل العطل سارحا في اللعب والركض دون فائدة، فكثرة الراحة كذلك تجعل الطفل يعتاد على الخمول ويفقد التركيز اللازم للدراسة.