تتعرّض للسطو وتنسب لغير الجزائر

الألبسة التقليدية.. تراث وجبت حمايتة

الألبسة التقليدية.. تراث وجبت حمايتة
  • 2212
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

المقابلة الأكاديمية والأبحاث العلمية أحسن طرق كشف الخبث والتشكيك

اللباس التقليدي يرسم أبعاد المقاومة الثقافية بصموده أمام موجات العصرنة

أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أن اللباس التقليدي هو أحد أهم روافد الهوية الجزائرية، باعتباره مرآة تعكس البنى الفكرية والتاريخية للمجتمع، موضحة أن المقابلة الأكاديمية والأبحاث العلمية، تُعد أحسن الطرق لرفع اللبس، وكشف الخبث عن كل ما يتردد من محاولات التشكيك في مشروعية الملكية الثقافية لمشروعنا المادي وغير المادي.. وفي هذا السياق، لايزال اللباس التقليدي الجزائري تشرئب له الأعناق، ويثير الدهشة. جمال لا متناه في التصاميم، والدقة في الترصيع، لا سيما قطع السيدات كـ "الكاراكو"، و"القويّط"، وكذا "القندورة القسنطينية"، و"الشدة التلمسانية"، و"البلوزة الوهرانية" أيقونة اللباس التقليدي النسوي، وأيضا الجبات زاهية الألوان، على غرار الجبة القبائلية والشاوية، والملحّفة الأغواطية والترقية، وكذا الحايك الحريري بمختلف أنواعه.

كما يصنع هذا اللباس العريق الفرجة في الأعراس والمناسبات. ويُعد من أجمل ما لبست النساء وما ارتدى الرجال في المحافل الدولية، فقد صنع البرنوس مكانة كبيرة ومرموقة بعدما ارتداه أكبر زعماء الجزائر، على غرار الأمير عبد القادر،  والرئيس الراحل هواري بومدين، إلى جانب القشابية والملاية والملحّفة، وهي الأزياء المرتبطة بفترة المقاومة الشعبية والثورة التحريرية. وتتطرق "المساء" في هذا الملف، لتاريخ هذه الألبسة، ورمزيتها، وسر صمودها عبر الأزمنة والأمكنة، وفق ما أكد أكاديميون ومصممون، عمدوا إلى الحفاظ على تفاصيلها، على غرار الدكتورة زهرة الفل، التي تعمد وفق شقيقتها، إلى الحفاظ على الموروث العنابي من حيث المأكل والمشرب والملبس. وحرفيون آخرون سعوا للحفاظ على هذا الإرث من خلال تجسيده على المرايا، أو تقديمه في تصاميم جميلة.

وأشارت مولوجي إلى أن اللباس التقليدي يشكل أحد أهم روافد الهوية الوطنية، باعتباره مرآة تعكس البنى الفكرية والتاريخية للمجتمع الجزائري العريق بمنظومته القيمية والأخلاقية، وأعرافه وعاداته وتقاليده، مؤكدة أنه أحد أهم الخصوصيات الثقافية لكل ثقافتنا الفرعية، بل اعتبرته المشبك الذي تتغدى وتستمر بواسطته أنساق المجتمع الثقافية الاجتماعية، مضيفة أن اللباس التقليدي لما له من أهمية تاريخية وهوياتية وباعتباره أحد أهم عناصر الموروث الثقافي غير المادي الجزائري، يحتاج للبحث والتمحيص والتثمين، كما يحتاج للصون والحفاظ عليه، خاصة أنه تحوّل في فترة تاريخية، إلى أداة استعملها الشعب الجزائري الأبي، في المقاومات الشعبية والثورة التحريرية المجيدة.

وفي ما يخص ماهية اللباس، فقد أشارت وزيرة الثقافة والفنون إلى أن اللباس قُدم كمنظومة فكرية وكتراث غير مادي، استمر على مر الحقب التاريخية، وهو صورة أخرى للثقافة الجزائرية، ترسم أبعاد المقاومة الثقافية، من خلال صموده أمام موجات العصرنة، الوافد الجديد، الحامل لقيم الآخر المغايرة.

طالع أيضا/

* الشدة التلمسانية والبلوزة الوهرانية.. قطع فاخرة قهرت التصاميم الحديثة

*  أكاديميون يتحدثون: البرنوس والقشابية.. رمز الصمود والفخامة

* مساعي الحفاظ على الموروث الثقافيّ .. إلهام بوستة تروّض المرايا كحاضنة للإبداع 

* المصممة سامية لعواد: أسعى لإبراز جماليات الملبوسات الجزائرية

* الصحراوية متمسكة بالملحّفة.. مقياس للجمال مقاوم للطبيعة القاسية

* الدكتورة زهرة الفل بومزبر لـ "المساء": إرثنا ثقيل وجميل ونراعي  التفاصيل رغم الغلاء