أسواق البليدة تتزين بحلة يناير

إقبال كبير على "التراز" ومستلزمات العيد الوطني

إقبال كبير على "التراز" ومستلزمات العيد الوطني
  • القراءات: 627
  رشيدة بلال رشيدة بلال

اكتست كل الأسواق الشعبية بولاية البليدة، الحلة الأمازيغية، حيث تفنن الباعة والتجار في عرض كل ما له علاقة بالاحتفال بهذا العيد الوطني، ولعل أبرزها، الحلويات التي عرضت بأشكال وألوان مختلفة، والمكسرات من كل الأنواع، وحتى بعض المشغولات اليدوية، مثل قفة الدوم والغربال، اللذان تم تزينهما بأشرطة تعكس الرموز البربرية، موجهة لحمل حلوى التراز، إلى جانب عرض تشكيلة متنوعة من الألبسة التقليدية الأمازيغية الموجهة للأطفال، والتي لقيت إقبالا كبيرا عليها، بشهادة الباعة.

المتجول في مختلف الأسواق الشعبية بولاية البليدة، وتحديدا السوق المشهور "بلاصة العرب" بقلب مدينة الورود، يقف على جمال اللوحة الفنية التي اكتساها السوق، بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، حيث برع التجار في تزيين طاولاتهم بمختلف أنواع الحلويات، التي عادة ما تكون مطلوبة في احتفالية يناير، ولعل أبرزها الفول السوداني والجوز واللوز والبندق والتين المجفف والبلوط والقسطل وغيرها كثير، إلى جانب الحلويات ممثل في حلوى الحلقوم والشكولاطة، التي عرضت في أشكال وأحجام مختلفة، وحتى حلوى السميد والكفتة المشهورة على مستوى الولاية.

والملفت للانتباه، أن التجار سارعوا أيضا للترويج لبعض الصناعات التقليدية، من خلال عرض السلال المصنوعة من الدوم، التي هي الأخرى كانت معروضة بأحجام أشكال مختلفة، مزينة بشرائط تحمل الرمز والألوان الأمازيغية، وحسب الحرفيين، فإن الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية تقليد لابد منه، وبعدما تحول إلى عيد وطني، أصبحوا يحرصون على تكريسه أكثر، من خلال عرض كل ما له علاقة بالاحتفالية، معتبرين أن الغلاء المسجل في بعض أنواع المكسرات لم يمنع المواطنين من الشراء، خاصة ربات البيوت، حيث يتم اقتناء كميات صغيرة للاحتفال، لاسيما أن هذه الحلويات تعد رمزية لاستقبال سنة حلوة.

احتكت "المساء" ببعض المواطنات من اللواتي كن يشترين بعض الحلويات، للاحتفال بالمناسبة، فكانت البداية مع السيدة أنيسة بوزرين، رئيسة جمعية الأمل لترقية وحماية المرأة والطفل، والتي أكدت في معرض حديثها، أن الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية تقليد لابد منه بولاية البليدة، حيث يتم التحضير له مثل باقي الأعياد الأخرى، من خلال اقتناء الدجاج من  المربين على مستوى سوق العرب أو حمام ملوان، وبعدها يتم ذبحه في المنزل ونزع الريش منه، تفاؤلا ببداية موسم فلاحي مفعم بالخير، تجسيدا لمقولة: "نهار ريش ونهار حشيش ونهار تقرميش"، بعدها تردف المتحدثة: "يتم تحضير بعض الأطباق التقليدية من مادة العجائن، مثل "البركوكس"، وأخرى من الحبوب مثل "بطاطا فليو" وطبق "التبيخة" الغنية بالخضر والأعشاب"، تفاؤلا ببداية موسم ماطر ومليء بالبركة والخير، مشيرة إلى أن أهم الأطباق التقليدية التي يتم تحضيرها في ولاية البليدة؛ طبق "الفطاير" مع اللفت بالمرق الأبيض.

من جهتها مواطنة أخرى، أوضحت بأن من بين المظاهر الاحتفالية التي تحرص عليها؛ اقتناء ما يعرف "بالتراز"، وهي مجموعة من الحلويات والمكسرات، خاصة ما تعلق منها بالكفتة والبندق والقسطل والبلوط، التي يتم توزيعها على الأطفال تفاؤلا ببداية سنة حلوة، وكذا تحضير بعض أنواع الحلويات المصنوعة من العجين، مثل "الخفاف والمسمن" وكلها عادات متوارثة نستبشر من خلالها ـ تقول ـ ببداية سنة خيرة"، مشيرة إلى أن الأمر لا يقتصر على مجرد تحضير أطباق تقليدية، وإنما يتم أيضا اقتناء بعض الألبسة الأمازيغية، مثل الجبة القبائلية، وبعض السلال الصغيرة التي توزع فيها حلويات يناير على الأطفال، معلقة بالقول بأنها "لا تزال تحيي بعض العادات المرتبطة بالاحتفالية، ومنها وضع أصغر أفراد العائلة في  إناء كبير ويجتمع حوله كل أفراد العائلة، وترمى عليه حلوى "التراز "التي تكون موجودة في شجرة "الجمار"، التي تعتبر رمزية للاحتفال بيناير في ولاية البليدة ليلة 12 من جانفي، تفاؤلا ببداية سنة فلاحية جديدة. وتختم بالقول، بأن مثل هذه العادات لابد من تداولها، لأنها تسير نحو الاندثار، خاصة أن جيل اليوم لا يجهل أغلبها.