المحامي غلاب يدق ناقوس الخطر...

أكثر من 10 حالات طلاق كل ساعة

أكثر من 10 حالات طلاق كل ساعة
  • القراءات: 7576
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أرجع غيلاس هاريب، محامي متخصص في الشؤون الأسرية، أن الطلاق سجل أرقاما قياسية خلال السنوات القليلة الأخيرة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لتلك الأرقام المسجلة بالدرجة الأكبر، هي الخيانات الزوجية، وترجع بالأساس إلى انتشار التكنولوجيات، وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي. حيث سهلت هذه المواقع الخيانة، وباتت أيضا تكشف عنها، إذ أصبح للطرف الثاني سهولة في معرفة ما يحدث، إذ ما دخل طرف ثالث في العلاقة، والدليل على ذلك بلوغ طالبي الطلاق أو الخلع المحاكم بمجموعة من أدلة الإثبات، تتمثل في صور للمحادثات بين أزواجهن أو زوجاتهم والطرف الدخيل، عادة تكون عبر مواقعي "الفايسبوك" أو "الإنستغرام"، بفعل سهولة التعارف والحديث عبر تلك المواقع، هي التي أصبحت تجر الفرد نحو "الخيانة".

قال المتحدث، أإن الأرقام الرسمية تشكل المنحنى المتصاعد لحالات الطلاق في الجزائر، وكانت إحصائيات سنة 2022، تشير إلى حدوث 44 ألف حالة طلاق وخلع في النصف الأول من السنة، أي بواقع 240 حالة يوميا، و10 حالات في الساعة الواحدة، معظمها في الفئة العمرية بين 28 و35 سنة، أي بين المتزوجين حديثا. وأضاف أن لجوء المرأة إلى الخلع، ساهم كثيرا في ارتفاع حالات الطلاق في الجزائر، منذ صدور قانون الأسرة الجديد سنة 2005، الذي عُدل، وألغى بند الرجل وتعليق حقه في الطعن أو الاستئناف على أحكام الطلاق والخلع، التي كانت موجودة في القانون الأول، مشيرا إلى أن بعض النسوة يستغلن تلك الفسحة للتحرر من الحياة الزوجية.

 


 

المختصة النفسية نفيسة فلاكالتفكير السطحي والمادي وراء تفكك الأسر الحديثة

أوضحت المختصة النفيسة فلاك، في حديثها لـ"المساء"، أن طغيان التفكير المادي على جيل اليوم، هو أكثر ما ساهم في ارتفاع حالات الطلاق، مشيرة إلى أن بحث الزوجين على الراحة المادية، أكثر من التفكير في أمور أعمق، هو ما أدى إلى عيش السطحية في العلاقة، دون بلوغ عمقها الذي لابد أن يتميز بأمور أكثر جدية، وأكثر أهمية لعلاقة سليمة ومتزنة.

وأوضحت المختصة، أن تفكير بعض الأمات اللواتي يقبل أبناؤهن، سواء بنات أو أبناء، بتزويجهم لأطراف "ميسورة ماديا"، هو ما ساهم في تحطيم العلاقة قبل بدايتها، لأن ذلك التفكير يزيد من احتمالية فشلها أكثر من نجاحها، لأنها علاقات مبنية على أمور دنيوية فانية، ليس إلا، فبعد دخول الزوجين البيت الزوجية، وعند حدوث أول مشكل لا يمكن حله بالمال، تتحطم العلاقة ويصبح الحل الوحيد المتوفر؛ الطلاق.

أكدت أن التفكير المادي لا يطغى على الفتيات فقط، كما يعتقد عامة المجتمع، إنما كذلك على الكثير من الرجال، الذين يندفعون نحو الزواج من شخص معين بدافع "الطمع" والركض وراء ما يحوزه الطرف الثاني أو أولياء ذلك الطرف، وهو من أكثر الأمور خطورة على العلاقة الزوجية، التي تحكم على الثنائي بالفشل، تختلف فقط فترة دوام العلاقة، لتنتهي غالبا بالانفصال. ويبقى ضحية تلك العلاقات غير مبنية على الأسس السليمة للأطفال، تضيف المختصة، هؤلاء الذين لا ذنب لهم إلا لأن لديهم أولياء لا يتحملون مسؤولية تصرفاتهم الساذجة.

وفي الأخير، أرجعت المختصة، سبب ارتفاع نسبة الطلاق، إلى غياب حس المسؤولية لدى جيل اليوم، ووجهت أصابع الاتهام نحو بعض الأولياء الذين يجعلون أطفالهم إلى سن جد متقدمة، غير مستقلين وخاضعين دائما لهم، لا يعلمونهم تحمل المسؤولية وحمل أعباء الأسرة عند تكوينها، مما يجعلهم عند بلوغهم سن الزواج، غير قادرين على تحقيق تلك الاستقلالية، لتتطور بذلك مشاكل مختلفة لا تعد ولا تحصى.