مناطق الظل بسيدي بومدين (عين تموشنت)

مشاريع جُسدت ونقائص تنتظر الاستدراك

مشاريع جُسدت ونقائص تنتظر الاستدراك
بلدية سيدي بومدين بولاية عين تموشنت
  • القراءات: 1667
 محمد عبيد محمد عبيد

طالب سكان مناطق الظل ببلدية سيدي بومدين، التابعة لدائرة عين الأربعاء، بولاية عين تموشنت، بضرورة تحسين ظروفهم المعيشية، من خلال استكمال برنامج تهيئة الطرقات وربطها بمختلف المستثمرات الفلاحية، مع تحسين وتقريب المرافق العمومية من سكان المناطق المعزولة، وربط قرية سيدي بلحضري بشبكة الغاز، وغيرها من الانشغالات، التي رصدتها "المساء" في لقائها ببعض سكان مناطق الظل.

يلح سكان قرية سيدي بلحضري على تعبيد طرقاتها والتزويد بالماء الشروب، يوميا، عوض مرتين في الأسبوع، إلى جانب الغاز الطبيعي، وإعادة تأهيل الملعب الجواري الذي لا يزال ترابيا. أما سكان دوار نواورة، فذكروا أنهم بحاجة إلى تجديد قنوات الصرف الصحي، وتأهيل الإنارة العمومية وتهيئة شاملة لمدخل القرية، إلى جانب حاجتهم الماسة إلى مركز صحي،  يرفع عنهم التنقل إلى مقر الدائرة عين الأربعاء أو حمام بوحجر، بقطع مسافة تفوق 07 كلم، من أجل تجديد ضمادة أو إجراء حقنة.

من جهته رئيس المجلس الشعبي البلدي، بوعلام بلحول، أكد أن البلدية استفادت من عدة مشاريع قطاعية، على غرار حي 104 مساكن، الذي سيستفيد من عملية تهيئة بغلاف مالي قوامه 1.5 مليار سنتيم، في انتظار الشطر الثاني، للانتهاء نهائيا من التهيئة، في حين تمت برمجة عملية ربط قرية سيدي بلحضري بالغاز في المستقبل القريب، علما أن الأهالي استفادوا من مختلف البرامج القطاعية، بما فيها الإنارة العمومية، عن طريق استعمال مصابيح "اللاد"، باستثناء التهيئة، كون القرية استفادت من مشروع الغاز المسجل خلال السنة الجارية.

الماء والطرق في صدارة اهتمامات السكان

أما قرية النواورة، فقد استفادت، حسب "المير"، بدورها من الربط بمختلف الشبكات، في انتظار تجسيد طريق يربط بين قريتي النواورة وسيدي بلحضر، كما هو الحال على مستوى الطريق الرابط بين حمام بوحجر وسيدي بلعباس لفك العزلة، في الوقت الذي تهتم البلدية بالطريق الرابط بين القريتين المذكورتين، لأن التلاميذ المتمدرسين القاطنين بقرية النواورة، يزاولون دروسهم بقرية سيدي بلحضري. بلدية سيدي بومدين  65 بالمائة من طرقاتها معبدة بالخرسانة الزفتية، في الوقت الذي، يقول رئيس البلدية، إن نسبة مشروع الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب في قرية سيدي بلحضري، وصل إلى 100 بالمائة، في انتظار وعود "الجزائرية للمياه" بتزويد الأهالي على مدار 24 ساعة، عند استلام مشروع الخزان المائي بسعة ألف متر مكعب، حيث ستستفيد قرية سيدي بلحضري وما جاورها، من دواوير على مدار الساعة بهذه المادة الحيوية.

أما بشأن مشروعي الصرف الصحي وتوفير الإنارة العمومية بتقنية "اللاد" بالقرية، فإن الأشغال انتهت، في حين الدراسة الخاصة بمشروع الغاز منتهية، ولم يتبق سوى التمويل من قبل مديرية الطاقة لإعطاء الضوء الأخضر لمصالح "سونلغاز"، من أجل الانطلاق في اختيار المؤسسة، حيث أن المشروع مسجل في إطار توصيات رئيس الجمهورية، وتم الحصول على موافقة  الوالية ويناز لبيبة، لإعادة الاعتبار لمناطق الظل. وفيما يتعلق بالربط بشبكة الهاتف، فإن نسبة تقدم الأشغال على مستواها بلغت 85 بالمائة، إذ لم يتبق سوى حيي 56 مسكنا و17 مسكنا، سيتم برمجتهما في الأيام القليلة القادمة، أما التهيئة الحضرية، فتأتي بعد الانتهاء من شبكة الغاز، وهي عملية مسجلة في إطار المشاريع التي ركزت عليها الدولة، لإعادة الاعتبار لمناطق الظل.

مشاريع انتهت وأخرى في طريق التجسيد

أما دوار المقارنة، فيتوفر على الماء الشروب بنسبة مائة بالمائة، وهنا ثمن رئيس البلدية مجهودات مصالح الموارد المائية، الذي جعل من سيدي بومدين بلدية نموذجية، فيما يخص المشاريع المتعلقة بالموارد المائية والإنارة العمومية، وهي مسجلة في إطار مناطق الظل، مع تزويدها بالإنارة  عن طريق تقنية "اللاد". بشأن تعبيد الطرقات، سجلت البلدية عدة مشاريع، يقول المتحدث، في انتظار تزفيت الطريق المؤدي إلى دوار العيايشة، المبرمج في إطار إعادة الاعتبار لمناطق الظل، بما فيه مزرعة دوار بوعزة عبيد، التي تم تسجيلها في إطار الأشغال العمومية، ومزرعة بقوق ومزرعة بسمو، التي ستعبد طرقها قبل نهاية السنة الجارية، علما أن جميع المستثمرات الفلاحية القريبة من مركز البلدية سيدي بومدين، مربوطة بشبكة الصرف الصحي والماء، ليبقى الإشكال مطروحا بالمستثمرات الفلاحية النائية، من حيث غياب قنوات الصرف الصحي، إلى جانب الإنارة العمومية التي تفوق 70 بالمائة، لتأمين مواشي الفلاحين من السرقة.

بخصوص المرافق العمومية، ذكر المصدر أنه تم ربط قرية سيدي بلحضري بشبكة الهاتف الثابت والنقال، إلا أنه غير كاف بالنسبة للدواوير المجاورة، على غرار دوار النواورة، بحكم وقوعه في منطقة عالية، وهوما يتطلب تدخل المديرية الجهوية لشركة "موبليس" بولاية وهران، لأن الوعاء العقاري متوفر، في حين هناك إشكال في القطاع الصحي، يتمثل في وجود قاعة علاج واحدة بمركز البلدية وأخرى بسيدي بلحضري، في الوقت الذي يطالب المجلس البلدي بعيادة متعدد الخدمات، إلا أنه لم يتم تسجيله إلى غاية اليوم، للتخفيف عن المواطنين الذين لا يزالون يتنقلون إلى مقر دائرة عين الأربعاء، وقد تم تسخير سيارة إسعاف للمواطنين، ونشر اسم وهاتف السائق عبر "الفايسبوك" للاستفادة من الخدمات، خاصة في هذا الظرف الموبوء، بعد الحصول على الترخيص من قبل رئيس الدائرة، لنقل المرضى في أي وقت.

أما بخصوص التعليم، فالبلدية استفادت من قسمين للتوسعة بمدرسة "الإخوة بلعربي"، المسيرة بنظام الدوامين، لتخفيف الاكتظاظ، وقسم بمدرسة "لشلاش سعيد"، مع إنجاز مجمع مدرسي جديد بسعة 09 وحدات بدون مطعم، حيث سيتم تحويل قاعة كبيرة بالمدرسة إلى مطعم، وسيكون المتمدرسون في أريحية، خلال الدخول الاجتماعي المقبل.

الهياكل الشبانية دون تطلعات الأهالي

من جهة أخرى، تأسف رئيس البلدية عن وضعية دار الشباب بقرية سيدي بلحضري، فيما تحصي البلدية دار الشباب بقرية سيدي بلحضري، التي استغلت من مصالح "الجزائرية للمياه"، رغم توفير مقر آخر لها، يتمثل في مقر البلدية القديم، حيث لم يتم إلى حد الآن، إخلاء القاعة، رغم العديد من الإعذارات، كما توجه نداء إلى مسؤولة الولاية، للتدخل وإخلاء المكان وتخصيصه لشباب القرية.

أما دار الشباب بمركز بلدية سيدي بومدين، فهي جسد بلا روح، وبنقص فيها النشاط، بسبب افتقار البلدية لإمكانيات تسييرها . في هذا الشأن، دعا رئيس البلدية الأهالي إلى تأسيس جمعيات للإشراف عليها، مادام التجهيز على عاتق البلدية، فيما استفادت البلدية من ملعب جواري، بالإضافة إلى الملاعب الموجودة من قبل، في انتظار تسوية مشكل الملعب الجواري الكائن بحي الشهداء، بسبب العراقيل التقنية، التي زادت من كلفة المشروع، فيما تحصي البلدية دار الشباب بقرية سيدي بلحضري، بعد إعادة التقييم في انتظار الرد من مديرية البرمجة، في انتظار برامج مماثلة من قبل مديرية الشباب والرياضة.

2.3 ملايير سنتيم للماء والتطهير

استفادت بلدية سيدي بومدين، من إنجاز شبكة قنوات الصرف الصحي للسكنات الريفية المتجمعة، بغلاف مالي قوامه 2.3 ملايير سنتيم، وإنجاز شبكة المياه الصالحة للشرب لنفس السكنات، بغلاف مالي قدره 600 مليون سنتيم، وتهيئة وتلبيس بالعشب الاصطناعي، الملعب البلدي والملعب الجواري، إلى جانب المشروع النوعي المتمثل في ترميم المسجد القديم، حيث تسير العملية بخطى السلحفاة، في انتظار تدخل مدير التعمير، كون المشروع تابع لقطاعه، ولتفعيله من جديد، خصص له غلاف مالي قدره 600 مليون دينار، كما اقتنت البلدية شاحنة بسعة 6 أطنان، وشاحنة لكنس الطرقات مجرورة وشاحنة ضاغطة بسعة 07 أمتار مكعبة، علما أن القمامة ترفع يوميا، بما فيها المستثمرات الفلاحية، التي تتم يومين في الأسبوع.

لم يفوت رئيس البلدية نداءه للسلطات الولائية، بعدم الاهتمام بموسم الاصطياف للبلديات الساحلية، مشيرا إلى أنه يجب التفكير في بلديات الظل، وتزويدها بمشاريع لإنجاز مسابح.