نقائص وعيوب غير متوقعة في سكنات ”أل بي بي” وشركات الانجاز في قفص الاتهام

شقق ”جديدة” تتحول إلى ورشات مفتوحة ومؤسسة الترقية ترد

شقق ”جديدة” تتحول إلى ورشات مفتوحة ومؤسسة الترقية ترد
  • القراءات: 3005
استطلاع: زهية-ش استطلاع: زهية-ش

يواجه المستفيدون من سكنات الترقوي العمومي ”آل بي بي”، العديد من النقائص والمشاكل التي نغصت عليهم فرحة الحصول على ”السكن الحلم” الذي انتظروه لسنوات، رغم مرور ثلاث سنوات فقط على بداية تسليم المفاتيح لأصحابها، حيث اكتشف الذين التحقوا بسكناتهم عيوبا ونقائص لا تعد ولا تحصى، رغم أن سعر هذه السكنات الذي وصف بـ«المترفع”، تحولت إلى هاجس لقاطنيها، سواء في العاصمة أو الولايات الأخرى، مما اضطرهم إلى إعادة تهيئة شققهم ”الجديدة” من جديد، وهو ما حول الأحياء إلى ورشات مفتوحة مرة أخرى، تسبب في الكثير من الإزعاج وعرقلة الحياة داخل مواقع، كان يفترض أن تكون مستلمة وفق دفتر الشروط.

واقع السكنات المنجزة برأي بعض المستفيدين لا يعكس الواقع، والدليل؛ اكتشاف أصحابها للكثير من النقائص التي أرهقتهم جسديا وماليا، بعد أن اضطروا إلى مباشرة أشغال ضرورية كانوا في غنى عنها، والتي لا تزال متواصلة ولا تتوقف بسبب العيوب الخفية التي تكتشف يوميا، بداية من النوعية الرديئة للأبواب، وطريقة تركيبها والجبس غير الصالح وتسرب المياه والأجهزة رديئة النوعية، وغيرها، والتي لا يمكن شغل السكن دون القيام بها، فضلا عن نقائص في الأحياء التي تلتحق بها العائلات يوميا، فباستثناء مكيفين للهواء، ومدفأة، ومطبخ مجهز بأثاث من نوعية رديئة، فإن بقية ما جاء في دفتر الشروط، لا أثر له في الواقع، لتتحول النقائص التي اكتشفوها بعد التحاقهم بسكناتهم، إلى هاجس حقيقي، خاصة أنهم لم يستفيدوا من أي دعم، رغم أن الأسعار جد مرتفعة، مما جعلهم يرفعون العديد من التحفظات إلى المؤسسة الوطنية للترقية العقارية، من أجل حلها تدريجيا.

حلم السكن الرفيع بموقع ”سمروني 1” يتبخر

أكد المقيمون بموقع 432 سكن بـ«سمروني 1” في أولاد فايت، لـ«المساء”، أن العيوب الظاهرة والمعلن عنها من قبلهم، لم يتم إصلاحها بعد، ناهيك عن العيوب الخفية التي يكتشفونها يوميا، وكذا نقائص ومشاكل يومية يعانون منها، على غرار نقص الإنارة العمومية في الحي وغياب الأمن وقلة المرافق الضرورية، بما فيها فضاء للعب الأطفال ومكان للراحة وموقف للسيارات الذي لا يتسع سوى لثلثي السكان، كما لم يخف هؤلاء امتعاضهم من العيوب التي اكتشفوها داخل الشقق، على غرار النوعية الرديئة للأبواب والنوافذ والجدران والأسقف، التي لم تنجز وفق ما هو مدون في دفتر الشروط، وغيرها من النقائص التي يطالب سكان هذا الموقع بالتكفل بها، لتمكينهم من الإقامة بالشقق التي ينتظرونها منذ عدة سنوات.

انقطاع الماء هاجس حي 872 سكن باسطاوالي

من جهتهم، عبر بعض القاطنين بحي بن دادة في اسطاوالي، عن انشغالاتهم ومعاناتهم اليومية التي لم تجد طريقا للحل، على رأسها الانقطاع المتكرر لمياه الشرب، الذي يغيب عن الحنفيات لمدة أسبوعين أحيانا، مثلما ذكر بعض سكانه لـ«المساء”، فضلا عن تأخر إنجاز الطريق الرابط بين الحي والطريق السريع، وعدم تسييج الحي، مما جعلهم عرضة لمختلف المخاطر، على غرار الكلاب الضالة ودخول غرباء إلى الحي عبر مسلك غير مهيئ، فيما أكد السكان تهاون أعوان الأمن وقلة عددهم، وعدم مداومة عاملات النظافة وحضورهن مرة واحدة في الشهر، فضلا عن إشكالية مدخل المتوسطة المجاورة للحي، والتي تحولت إلى هاجس حقيقي بالنسبة للسكان، الذين راسلوا المؤسسة الوطنية للترقية العقارية عدة مرات، لتغيير مداخل هذه المؤسسة التربوية وفتح مدخل بعيد عن الحي، نظرا للإزعاج الكبير الذي تحدثه للقاطنين بهذا الموقع، نتيجة توقف سيارات أولياء التلاميذ في حظيرة الحي التي لا تكفي حتى للسكان، فضلا عن غياب الخزائن الحائطية بكل الحي، رغم أنها موجودة في دفتر الشروط، وعدم تزويد المصاعد ببطاريات، تعد ضرورية في حالة انقطاع التيار الكهربائي، وعدم التوصيل النهائي للكهرباء والإنارة التي لا تعمل، مما يغرق الحي في الظلام.

أما الهاجس الأكبر الذي يعاني منه هؤلاء، فيتمثل في الانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب في عز الشتاء، وفي معظم الأوقات ودون سابق إنذار، إلى جانب هشاشة السكنات التي يشترك فيها معظم المستفيدين من ”آل بي بي”، والتي شيدت فيها الجدران والأسقف بطريقة لا تعزل الصوت، الذي يخترق منازل الجيران في الطابق الأرضي، ويمتد إلى الطوابق العلوية، إلى درجة أن الجار يسمع كل ما يحدث عند جيرانه.

ولا يمكن حصر هذه المشاكل على مواقع العاصمة، بل هي مشتركة بين مختلف ولايات الوطن، التي رفع أصحابها العديد من التحفظات، خاصة بعض الذين استلموا سكناتهم في وضعية يرثى لها لم يتمكنوا من ولوجها، كما سجلت عدة نقائص بمواقع أخرى، على غرار حي 80 مسكنا أولاد يعيش بالبليدة، الذين يعانون من غياب مكان لركن السيارات، فيما تم توزيع سكنات موقع 269 سكن بحمادي مؤخرا، دون توصيلها بالغاز الطبيعي، رغم أن المشروع دام 8 سنوات، إلى جانب نقائص وأشغال تهيئة لم تتم بعد، وكذلك الأمر بحي 600 مسكن درموش ببرج البحري، الذي يطالب أصحابه الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للترقية العقارية بزيارة الموقع، للاطلاع على الانشغالات، حيث تم إيداع مختلف الشكاوى على مستوى المديرية الجهوية لباب الزوار.

نقائص بالجملة في موقعي رويبة وعلي عمران

من بين الأحياء التي يشتكي سكانها من عدة نقائص، حيي 500 مسكن و600 مسكن أحمد مدغري برويبة، ويأتي على رأسها قلة المرافق الضرورية التي يطالب بها السكان، على غرار أماكن للراحة وملاعب جوارية للأطفال، حيث لا يتوفر الحي الذي يضم أكثر من ألف وحدة سكنية، على ملعب جواري واحد، فضلا عن مشكل النفايات التي لم يتم بعد تحديد أماكن للتخلص منها، وعدم إتمام إنجاز المؤسسات التربوية، منها متوسطة وثانوية، ودور للحضانة، وتهيئة المحيط الخارجي للحي، خاصة الطريق المؤدي إلى المركب الرياضي، الذي يبقى دون رصيف إلى حد الآن، وحظائر كافية للمركبات، ونقائص أخرى في الإنجاز، خاصة داخل منازل حي 500 مسكن، التي استعمل فيها جبس منتهي الصلاحية، اضطر عدد من المستفيدين إلى إزالته وإعادة الأشغال من جديد.

من جهتهم، عبر سكان حي علي عمران ”3” ببرج الكيفان، لـ«المساء”، عن متاعبهم منذ التحاقهم بسكناتهم، بسبب النقائص التي نسفت حلم الحصول على شقة ذات نوعية، وعدم إكمال الأشغال في جزء من الحي، الذي برمج فيه إنجاز ملعب جواري ومكان للراحة وروضة أطفال ومركز تجاري، فضلا عن رداءة نوعية جهاز الاتصال الداخلي وتعطله عند أغلب القاطنين، ونقص الإنارة العمومية، وغيرها من النقائص التي اكتشفها أيضا الذين استلموا مؤخرا، مفاتيح 40 مسكنا بحي 592 مسكن في القليعة، حيث سلمت لهم بدون ماء.


نائب مدير ”آل. بي.بي” المكلف بالتحكم في المشاريع لـ”المساء”:

استدراك النقائص من أولوياتنا ونسعى إلى تقديم سكنات نوعية

أكد نائب مدير المؤسسة الوطنية للترقية العقارية، مكلف بالتحكم في المشاريع كريم بومزود لـ”المساء”، وفي رده على انشغالات سكان أحياء ”آل .بي. بي”، أن النقائص والتحفظات التي رفعها المستفيدون من هذه الصيغة، تعد من بين الأولويات والاهتمامات الأساسية للرئيس المدير العام، والتي تعمل المؤسسة على رفعها وتقديم الأفضل، من حيث النوعية المطلوبة في إنجاز السكنات ومرافقة المكتتبين، مشيرا إلى وجود لجنة مكلفة بمتابعة ومراقبة النوعية، يرأسها مختصون من هيئة المراقبة التقنية للبنايات، للتكفل بأي إشكال.

بخصوص العيوب التي اكتشفها المستفيدون داخل شققهم، أكد المتحدث أن جلسات عمل تتم على مستوى المواقع السكنية، والمشاريع التي يجري إنجازها حاليا، من خلال مكتب الدراسات والفرق التقنية للمؤسسة، وشركة الإنجاز لمتابعة الأشغال، مشيرا إلى أن كل الشكاوى يتم حلها تدريجيا دون استثناء، مع المتابعة المنتظمة للمشاريع، والأخذ بعين الاعتبار كل التحفظات التي أرجعها للاستغلال الجزئي للعمارات، وعدم التحاق العائلات بسكناتها.

أما فيما يخص الحراسة، فأشار بومزود إلى أنه تم على مستوى مختلف المواقع، تنصيب مؤسسات مكلفة بهذا الجانب، وضعت أعوان أمن بمداخل الأحياء، لمراقبة عملية الدخول، كما تمت تهيئة الأحياء بمرافق، منها ملاعب جوارية بالمواقع التي تتوفر فيها المساحات العقارية، بالتنسيق مع ممثلي المكتتبين، وإشراكهم في العملية، والتي تمثلت أيضا في عملية تشجير تقوم بها مؤسسة الترقية العقارية خلال كل يوم سبت، لتوفير فضاءات خضراء بهذه الأحياء، على غرار ما تم في الرغاية، و«آل. بي. بي” رويبة، وأولاد فايت وغيرها، كما أدخلت نفس المؤسسة تعديلات على مخطط التهيئة بعدد من الأحياء، نتيجة نقص المساحات العقارية التي تحتضن المرافق المطلوبة، على غرار حظائر السيارات.

على صعيد آخر، وفي رده على مشكل انقطاع مياه الشرب في عدد من أحياء ”آل .بي. بي”، طمأن المتحدث المعنيين باستدراك هذا المشكل وحله قريبا، من خلال تجهيز كافة الأحياء بخرانات مائية، سواء على مستوى الأبراج أو العمارات المكونة من خمس طوابق، مشيرا إلى أن جلسة عمل عقدت مع مؤسسة ”سيال”، من أجل تجسيد مشروع نموذجي بموقع ”35 q« بسيدي عبد الله، حيث شخصت ”سيال” نقائص الشبكة الداخلية لتوزيع هذه المادة الحيوية، وأسباب الأعطاب المتكررة للخزانات، إذ تم بناء على هذا التشخيص، اتخاذ قرار بالتكفل بكل النقائص المطروحة في هذا المجال، على أن تسير هذه الخزانات من طرف ”سيال” التي ستضمن أيضا المتابعة التقنية لها خلال إنجازها، للحد من تعطلها، كما اتخذ قرار يقضي بتعميم هذه الخزانات على العمارات ذات خمس طوابق، مؤكدا أن المشروع يوجد قيد الإنجاز بموقع حمادي وحي 662 بأولاد فايت، ممضيفا بقوله: ”إن الخزانات في العمارات المكونة من تسعة طوابق، ضرورية وأساسية، على غرار ما تم بحي 600 مسكن و500 مسكن بالرويبة، اللذان تم تجهيزهما بخزان واحد، و2 بحي 760 سكن فايزي ببرج الكيفان، وواحد بحي 352 سكن عين طاية، وواحد بـ600 سكن درموش، وآخر بسمروني في أولاد فايت، و2 بـ”  q 35 ” في سيدي عبد الله، و2 بـ”q18” في نفس الموقع.

أما فيما يخص مشكل النظافة وجمع النفايات بأحياء ”آل. بي .بي”، فاعترف المتحدث بهذا المشكل الراجع إلى عدم إدراج أحياء ”آل. بي .بي”، ضمن دوريات جمع القمامة للمؤسسات الولائية للنظافة، وهو ما تم القيام به بعد جلسات عمل مع بعض الولاة المنتدبين، مشيرا إلى أن هناك تفكير في وضع حاويات مدفونة تحت الأرض، ومحاولة تجسيد هذا المشروع بـ 662 في أولاد فايت، غير أنه لم ير النور، كونه مشروع يحتاج إلى مساحة معينة وتجهيزات، مضيفا أنه في حالة ما تحقق، سيتم تعميمه على كافة الأحياء.