قالمة تحتفل بالمولد النبوي الشريف

شخشوخة وكسكسي وحنّاء تخضب أيدي الأطفال

شخشوخة وكسكسي وحنّاء تخضب أيدي الأطفال
  • القراءات: 1483
وردة زرقين وردة زرقين

يولي سكان قالمة ذكرى المولد النبوي الشريف، أهمية بالغة، وقدسية تليق بمولد خير الأنام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال موروث من العادات والتقاليد؛ حيث تشهد شوارع عاصمة الولاية وباقي مدنها مع اقتراب المولد النبوي الشريف، إقبالا كبيرا من العائلات على المحلات، التي تعرف اكتظاظا ونشاطا كبيرين لشراء مستلزمات الاحتفال بمولد خير البرية؛ إذ تخصص ميزانية إضافية لذلك.

كما تعرف المحلات التجارية توافدا كبيرا من المواطنين؛ إذ تكتظ الشوارع عن آخرها بطاولات بيع الشموع والبخور والحناء وغيرها، لتتحول المدن إلى ما يشبه "مهرجان الألعاب النارية"، وتتزين أرصفة المدن الجزائرية بباعة الشموع والمفرقعات والألعاب النارية، وتعكس زينة الاحتفالية بالمولد النبوي الشريف. واعتادت المساجد أن تتزين، وتتسابق في إعداد حلقات عن السيرة النبوية في ليلة المولد النبوي الشريف. ومن أبرز العادات عند القالميين، حرص الرجال على المكوث في المساجد مع أبنائهم قبل صلاة العشاء، لقراءة القرآن جماعة، وسماع دروس السيرة النبوية.

وباعتبار المولد النبوي الشريف فرصة لكل عائلة مسلمة لإعداد ما لذ وطاب من الأكلات التقليدية، تتفنن ربات البيوت في قالمة، في تقديم الأصناف المختلفة من الأطباق الشعبية التقليدية المعروفة والمستحبة، لا سيما أن المطبخ القالمي يُعتبر من المطابخ الجزائرية الأصيلة المعروفة بأكلاتها اللذيذة والصحية، حيث يتم تحضير عشاء خاص بالمناسبة. وتحرص العائلات القالمية على تواجد الطبق التقليدي "الثريدة"، الذي يُعد من الأطعمة الرئيسة بالمنطقة، يتكون من العجين واللحم والمرق. ويتميز، أيضا، المطبخ بـ "الشخشوخة"، التي تُعد من أشهر الأكلات الشعبية، إلى جانب "الفطير" المعروف في المنطقة بـ "النعمة"، وهي عبارة عن عجينة تحضَّر يدويا، ويضاف إليها المرق المكون من اللحم والخضروات. وبالإضافة إلى ذلك، تتميز الموائد القالمية بـ "الكسكسي"، الذي تتعدد طرق طهيه مع اللحم أو الدجاج والخضروات.

وتجتمع العائلات القالمية، على مائدة كبيرة مزيّنة بالأطباق التقليدية والفواكه والعصائر، وتشعل الشموع، ويردد الأطفال الأناشيد والقصائد الدينية وعلى رأسها "طلع البدر علينا"، وتُعطر البيوت بالبخور، وتخضب الحناء للأطفال في الليل كعادة إلزامية، حيث تقوم النساء بتحضير الحناء باعتبارها فأل خير وفرح، وفي الصباح الموالي تحرص العديد من العائلات على إعداد طبق تقليدي "العصيدة" يُقدم بالزبدة والسكر. ويفضّل ناس قالمة ختان أبنائهم في ليلة المولد النبوي الشريف؛ اتباعا لعادات وتقاليد متوارثة منذ القدم. والعروس تهديها عائلة الزوج هدية بالمناسبة، معروفة محليا بالمهيبة. الجدير بالذكر أن جائحة كورونا لم تمنع الأطفال من اللعب في الشوارع واستعمال الألعاب النارية بالرغم من تحذيرات بخطورتها، وأنها عادة مستهجنة ولا تتطابق مع مبادئ ديننا، لا سيما أن مع كل ذكرى للمولد النبوي تسجل إصابات خطيرة؛ حيث تستقبل المستشفيات مئات الإصابات في تلك الليلة جراء الألعاب النارية.