"المساء" ترصد التحول التنموي والعمراني لتندوف الجديدة

برامج ضخمة تجسدت وأخرى قيد الإنجاز

برامج ضخمة تجسدت وأخرى قيد الإنجاز
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
  • 31
 لفقير علي سالم لفقير علي سالم

تعززت البنى التحتية لولاية تندوف بمنشآت قاعدية كبرى خلال العهدة الأولى للسيد رئيس الجمهورية وذلك عقب الزيارة التي قادته للولاية أواخر سنة 2023 وشملت عدة قطاعات حيوية كالمياه والصحة والتعليم والمنشآت القاعدية، إذ رصدت لها الدولة أغلفة مالية معتبرة، حاولت "المساء" الإحاطة بتلك المشاريع الكبرى وإبراز نتائجها على مستوى التنمية المحلية وانعكاساتها على تحسين الإطار المعيشي للساكنة.

وقد كان الوزير الأول، نذير العرباوي، أعلن بولاية تندوف عن تخصيص غلاف مالي قدره 4.6 مليار دج لتحسين خدمات المياه في هذه الولاية، في إطار البرنامج التكميلي الذي أقره رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. وجاء إعلان الوزير الأول خلال زيارة العمل التي قام بها لولاية تندوف بتكليف من رئيس الجمهورية، مرفوقا بكل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ابراهيم مراد، ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، أين التقى بمقر الولاية بفعاليات المجتمع المدني من أجل الإعلان عن البرنامج التكميلي الذي يضاف إلى برنامج التنمية الذي استفادت منه تندوف.

 وأوضح الوزير الأول أن قطاع الري استفاد ضمن البرنامج التكميلي من ثلاث عمليات بغلاف مالي اجمالي يقدر بـ 4.6 مليار دج "سيخصص لإنجاز محطة تصفية المياه المستعملة، وكذا رفع طاقة محطة نزع المعادن من المياه". أما العملية الثالثة، فتتعلق بإنجاز وتجهيز وربط أربعة آبار بحاسي عبد الله وانطلاق الدراسة من أجل إنجاز تحويل المياه الصالحة للشرب جنوب - جنوب". 

  وتفصيلا لمجمل هذه المشاريع التنموية الكبرى يمكن القول إن ولاية تندوف قد أخذت حصة الأسد، حيث قامت "المساء" ضمن تغطياتها الصحفية بتتبع دقيق لمحتويات البرنامج التكميلي الذي استفادت منه ولاية تندوف عقب زيارة رئيس الجمهورية لها أواخر سنة 2023 حيث تضمن البرنامج الذي أعلن عنه الوزير الأول أمام أعيان ومشايخ وإطارات الولاية 18 عملية مست 7 قطاعات بغلاف مالي قدره: 29.5 مليار دج هي: قطاع السكن الذي استفاد من 3 عمليات، رصد لها غلاف مالي يقدر بـ 7.15 دج وتشمل 2000 اعانة مالية لبناء السكنات الريفية ودراسة ومتابعة وإنجاز 50 مسكنا عموميا إيجاريا. 

أما قطاع الري، فقد استفاد من 3 عمليات بغلاف مالي يقدر بـ 4.6 مليار دج، يشمل انجاز محطة لتصفية المياه المستعملة لمخطط شغل الأراضي بأحياء الوفاق والوئام وضواحيها خصص لها مبلغ مالي يصل الى 3 مليار دج،  ودراسة لإنجاز تحويل المياه الصالحة للشرب جنوب- جنوب بغلاف مالي يقدر بـ 500 مليون دج، ومشروع توسعة محطة نزع المعادن بتندوف الى 20 ألف متر مكعب في اليوم وإنجاز وتجهيز وكهربة وربط 4 مناقب بحاسي عبد الله خصص للمشروع 1.1 مليار دج ويهدف الى ضمان تزويد تندوف بالماء الشروب بانتظام وتحسين جودة المياه.

في حين استفاد قطاع التعمير والهندسة المعمارية والبناء، من 05 عمليات بغلاف مالي يقدر بـ 5.2 مليار دج وشملت، عملية التحسين الحضري عبر أحياء مدينة تندوف بغلاف مالي يقدر بـ 1.5 مليار دج، وإنجاز طرق وشبكات مختلفة وتهيئة حضرية للأحياء السكنية الريفية المجمعة 500 سكن بغلاف مالي يصل الى 1.5 مليار دج،  وعملية تهيئة التجزئات الاجتماعية لولاية تندوف نحو ألفي قطعة أرضية بغلاف مالي يصل الى 500 مليون دج، وكذا انجاز وتهيئة ألفي سكن ريفي ضمن البرنامج الجديد بغلاف مالي 1 مليار دج، وإنجاز الطرقات والشبكات المختلفة الأولية والثانوية بالولاية خصص للمشروع 700 مليون دج. 

أما قطاع التجهيزات العمومية "الصحة"، فيشتمل على 4 عمليات بغلاف مالي يقدر بـ 8.85 مليار دج موزعة على عدة عمليات، منها انجاز وتجهيز مستشفى يتسع لـ 120 سرير بتندوف بغلاف مالي يصل الى 4.7 مليار دج، ومشروع دراسة، متابعة، انجاز وتجهيز مؤسسة استشفائية متخصصة تتسع لـ 60 سريرا ببلدية أم العسل رصد لها غلاف مالي يقدر بـ 3 مليار دج، وكذا مشروع انجاز وتجهيز مصلحة تصفية الدم بـ 24 مولدا بتندوف بغلاف مالي يقدر بـ 250 مليون دج، ومشروع دراسة، متابعة وإنجاز وتجهيز 60 مسكنا محسنا لفائدة الأطباء الأخصائيين، وقد رصد للعملية غلاف مالي يقدر بـ 600 مليون دج.

واستفاد قطاع الشباب والرياضة من عملية وحيدة تتمثل في مشروع دراسة وإنجاز وتجهيز مخيم للشباب يتسع لنحو 400 سرير بغلاف مالي يصل الى 600 مليون دج، في حين استفاد قطاع البيئة، أيضا، من عملية وحيدة بغلاف مالي يقدر بـ 3.5 مليار دج وتتمثل في دراسة، متابعة، إزالة وإعادة الاعتبار للمفارغ العمومية وتجهيز منشآت لمعالجة النفايات بتندوف. واستفاد قطاع الداخلية والجماعات المحلية والهيئة العمرانية، من عملية واحدة تتمثل في تدعيم المؤسسة العمومية للتحسين الحضري بالولاية بغلاف مالي يقدر بـ 500 مليون دج.

 المشروع العملاق الخط المنجمي بشار تندوف، القطار يصل إلى تندوف

وخلال زيارته للولاية أواخر سنة 2023 وضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حجر الأساس ضمن مراسيم اطلاق أشغال أضخم مشروع للسكة الحديدية في تاريخ الجزائر والذي يربط ولاية بشار بولاية تندوف نحو غار أجبيلات على مسافة طولها 950 كلم، ويمثل هذا الخط الذي تشارك في إنجازه على 3 مقاطع، كبريات الشركات العمومية المتخصصة في البنيات التحتية، يرافقها رائد مشاريع السكة الحديدية بالصين شركة "س- آر-س-س".

 للإشارة، فالمقطع الأول يمتد على مسافة 200 كلم انطلاقا من ولاية بشار الى حدود ولاية بني عباس ويحتوي على محطتين بكل من دائرة العبادلة ومنطقة حما قير، أما المقطع الثاني فيربط مدينة تندوف ببلدية أم العسل على مسافة 175 كلم ويضم محطة بأم العسل ومحطتين لنقل المسافرين والبضائع بمدينة تندوف، فيما ينقسم المقطع الثالث الى جزأين، يربط الجزء الاول بين منطقة حما قير بالنقطة الكيلومترية 200 ببلدية أم العسل على مسافة 440 كلم ويضم محطتين بكل من دائرة تبلبالة وثرية حاسي خبي، بينما يمتد الجزء الثاني من تندوف نحو غار أجبيلات على مسافة 135 كلم .

منجم غار اجبيلات مشروع بأبعاد تنموية هائلة

   يعتبر منجم غار أجبيلات الحلم الأبدي الذي طالما انتظره سكان تندوف خاصة والشعب الجزائري عامة لما فيه من مكاسب وطنية وفوائد جمة على الاقتصاد الوطني، فيما استبشر سكان قرية غار أجبيلات، المحاذية لموقع منجم الحديد، خيرا لما سيدره هذا المشروع العملاق من نتائج إيجابية على التنمية المحلية بالولاية وتحسينا للبنى التحتية للقرية التي قرر رئيس الجمهورية بها خلال زيارته للولاية أواخر سنة 2023 انجاز قرية منجمية عصرية تتوفر على كل الهياكل والمرافق الضرورية للعيش الكريم للساكنة ولعمال المنجم. 

يتربع المنجم على ثلاث مناطق استغلال وهي "غار اجبيلات غرب" و"غار اجبيلات وسط" و ‘’غار اجبيلات شرق"، فيما تضم منطقة الغرب احتياطي يقدر بنحو 1.7 مليار طن.   وسيمر هذا المشروع الهيكلي بعدة مراحل ممتدة من 2022 إلى 2040، سوف يتم خلال المرحلة الأولى منه الممتدة من 2022 إلى 2025 استخراج 2 إلى 3 مليون طن من خام الحديد ونقله بريا (في انتظار إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بشار وغار اجبيلات) إلى بشار وشمالها من أجل تحويله وتثمينه.

  أما المرحلة الموالية، ابتداء من 2026، فستنطلق مباشرة بعد إنجاز خط السكة الحديدية، حيث سيتم استغلال المنجم بطاقة كبرى تسمح باستخراج 40 الى 50 مليون طن سنويا. وضمن إطار المقاربة المندمجة لتثمين الثروة المنجمية لغار اجبيلات سيتعزز هذا الأخير بمركب للحديد والصلب بولاية بشار والمقرر استلامه سنة 2026 باستثمار قوامه 1 مليار دولار.

وشدد رئيس الجمهورية على أهمية العمل وفق أجندة زمنية محددة مع الإسراع في تجسيد هذا المشروع الحيوي ورفع مستويات الانتاج في أقرب الآجال وتسريع إنجاز خط السكك الحديدية المرافق الرابط بين تندوف وبشار (950 كلم) المخصص لنقل خام الحديد نحو مواقع التحويل والاستغلال.

وينتظر أن يحقق المشروع أهدافا عديدة لاسيما ما تعلق منها بتثمين الثروات المنجمية لدعم السوق المحلي في مجال صناعة الحديد والصلب وتأمين وضمان الاكتفاء من الحديد من جهة، إلى جانب تنمية منطقة الجنوب الغربي للوطن من خلال المشاريع الضخمة المصاحبة لمشروع استغلال المنجم من جهة أخرى، مع إمكانية التصدير.وفضلا عن انعكاساته الكبرى المرتقبة على التنمية الشاملة، أضحى المنجم، الذي يزخر باحتياطات تقدر بـ 3،5 مليار طن، نموذجا للمشاريع التنموية المندمجة والذي ألح رئيس الجمهورية في عديد المناسبات على تجسيده ضمن مقاربة "مدمجة وبشكل تكاملي" مع مختلف المشاريع الصناعية والبنى التحتية المرتبطة به.


الطريق البري تندوف - ازويرات

بوابة نحو العمـق الإفريقـي

يعتبر الطريق البري الرابط مدينة تندوف بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية بمدينة أزويرات بالجمهورية الإسلامية الموريتانية من التحديات الكبرى التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية قصد تفعيل التجارة الجزائرية وايصالها الى الأسواق الإفريقية وتوطيد الروابط الاقتصادية مع دول غرب افريقيا. ويأتي الشروع في إنجاز طريق تندوف – ازويرات ليعكس مرحلة جديدة في العلاقات التاريخية بين الجزائر وموريتانيا، ومن شأن هذا المشروع الاستراتيجي فتح محاور طرق دولية هامة والسماح للمتعاملين الجزائريين بالولوج إلى الأسواق الإفريقية مرورا بموريتانيا.  وسيسمح طريق تندوف – ازويرات أيضاً بتعزيز التعاون الاقتصادي بين المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين وتنشيط الحركية الاقتصادية وانسيابية المبادلات التجارية.

المعبر الحدودي الشهيد بن بولعيد طريق نحو غرب إفريقيا

معبر مصطفى بن بولعيد هو معبر حدودي بري بين الجزائر وموريتانيا ويقع بين ولاية تندوف وموريتانيا، يعتبر أول معبر حدودي رسمي بين البلدين، تم التوقيع على إنشائه بتاريخ 2 نوفمبر 2017 بنواكشوط، بين وزيري داخلية الدولتين.ومن شأن المعبر أن "يفتح للجزائر ممرا حيويا نوعيا إلى العمق الإفريقي ويربط كذلك موريتانيا بالسوق الجزائرية ونحو العالم عبر البحر الأبيض المتوسط، ويستعمل المعبر لتنقل الأشخاص.

تحول عمراني وحضري بتندوف

   كان لزيارة السيد رئيس الجمهورية لولاية تندوف أواخر عام 2023 الأثر الإيجابي على التنمية المحلية للمنطقة و ظهرت ملامحها في التحسين الحضري والجمالي الذي باتت تعرفه الولاية مقارنة مع السنوات الماضية بالإضافة الى الورشات التنموية المفتوحة على أكثر من جبهة وتخص انجاز العديد من المشاريع السكنية والخدماتية.

  وقد لاحظت "المساء" أثناء اعدادها لهذا التقرير الطفرة النوعية التي تعرفها التهيئة الحضرية بمدينة تندوف في الآونة الأخيرة، حسبما شوهد خلال جولة الى معظم شوارع مدينة تندوف التي تغيرت بشكل إيجابي نحو الاحسن، كما أكد الكثير من سكان الولاية أن مدينة تندوف أصبحت تتسارع بخطى متوزانة مع التنمية المحلية التي مست عدة قطاعات حيوية كالسكن والانارة العمومية. وتراهن السلطات المحلية للولاية على تحويل المدينة الى قطب تجاري واقتصادي من خلال تفعيل ورشات انجاز المشاريع التنموية الكبرى كخط السكة الحديدية الرابط ولاية بشار بولاية تندوف مرورا بولاية بني عباس نحو منجم غار اجبيلات ومشروع تفعيل واستغلال منجم غار أجبيلات الذي تجري الاشغال به على قدم وساق .

كما تكثف السلطات المحلية منذ فترة جهودها حول التهيئة الحضرية وتغيير وجه الاحياء والشوارع الرئيسية وحتى الشوارع داخل الاحياء السكنية الحديدة على غرار حي الحكمة وحي المستقبل والوفاق والوئام تنفيذا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية. ويتابع مواطنو تندوف هذا التحول السريع الذي بدأت ملامحه تتجلى في عدة مناح كالطرقات والانارة العمومية وتجديد شبكات الصرف الصحي وايصال الماء الشروب للأحياء بعد تجديد الشبكات مؤخرا من طرف الجهات المعنية. المواطن متفائل لما يتم إنجازه مقارنة مع السنوات الماضية ويعزو البعض ذلك التحول الى الأرصدة المالية الممنوحة للولاية ضمن البرنامج التكميلي الذي ضخ أموالا طائلة خصصت للتكفل بتحسين الإطار المعيشي للساكنة وخلق تنمية محلية متوازنة تمس كل الأصعدة.