حي 1440 مسكنا ببابا احسن

المؤسسات التربوية والنقل تتصدر مطالب السكان

المؤسسات التربوية والنقل تتصدر مطالب السكان
حي 1440 مسكنا ببابا احسن
  • القراءات: 1443
م. أجاوت م. أجاوت

يطالب السكان القاطنون بحي 1440 مكسنا اجتماعيا في بلدية بابا احسن (غرب العاصمة)، بالتفاتة السلطات المحلية المعنية، لانشغالاتهم من النقائص المسجلة في عدة مجالات، أبرزها تلك المتعلقة بالمجال التربوي، إلى جانب ترقية الشغل ومحاربة البطالة، خاصة في أوساط الشباب وخريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني.

رصدت "المساء" من بين انشغالات سكان هذا الحي المسجل ضمن صيغة الاجتماعي الإيجاري، جملة من النقائص التي يعانون منها، بالنظر إلى غياب مشاريع المرافق المختلفة، رغم العدد الكبير للعائلات القاطنة بهذا الحي.

مؤسسات تربوية لم تنجز بعد

ركز السكان في جملة مطالبهم المسجلة، على ضرورة الإفراج عن مشاريع المؤسسات التربوية التي استفادت منها أحياء البلدية، ويتعلق الأمر ـ حسب ما علمته "المساء" ـ بمشاريع تربوية تخص إنجاز ابتدائية وإكماليتان وثانويتان، يكون جزء منها من نصيب سكان هذا الحي، إلا أنه لم يتم بعد إنجاز هذه المرافق التعليمية. فيما تمت الإشارة إلى أن هذه المشاريع مدرجة ضمن دفتر الشروط، والدراسات التقنية، في إطار الهياكل المرفقة مع هذا الحي، لكن الواقع أثبت العكس، حيث يضطر التلاميذ إلى التنقل نحو المدن المجاورة لمزاولة الدراسة، وهو ما لم يستسغه أولياء هؤلاء التلاميذ.

غياب النقل يستعجل محطة جديدة

يضاف إلى هذه الانشغالات، مشكل النقل، حيث أضحى موضوع إنجاز محطة جديدة لنقل المسافرين أكثر من ضرورة، بحكم تشبع المحطة القديمة وعدم تلبيتها لطلبات سكان هذا الحي بالقدر الكافي، الأمر الذي يجعله في معزل عن المدينة، حيث يكتفي سكانه بالاستعانة بسيارات الأجرة أو "الكلونديستان" في غالب الأحيان، لبلوغ مقاصدهم.

ذكر العديد من سكان بابا احسن، أن محطة نقل جديدة، كانت مطلبا طرح في السابق، ولم يؤخذ بعين الاعتبار، إذ لم تترجم الوعود التي قدمها المسؤولون المحليون في هذا الإطار، إلى واقع ملموس. علاوة على أن كل المعطيات المتوفرة تشير إلى ازدياد النمو الديمغرافي بالمنطقة، الأمر الذي يتطلب توسيع محطة النقل المتواجدة التي تفتقر إلى أدنى متطلبات التنقل المريح.

اقتراح توسيع المصلى إلى مشروع مسجد

فيما اقترح سكان حي 1440 مسكنا ببابا احسن، مباشرة أشغال توسيع المصلى الحالي وتحويله إلى مسجد، لتمكين القاطنين والسكان المجاورين، من تأدية صلواتهم، لاسيما صلاة الجمعة، علما أن المصلى الموجود لا يستوعب عدد الوافدين عليه، حيث أشاروا إلى مشروع سابق لإنجاز مسجد، لكنه توقف أو طاله التجميد، مؤكدين أن المشكل الرئيسي يكمن في غياب رخصة رسمية لتجسيد هذا المشروع، الذي بقي حبيس الأدراج ـ على حد تعبير الكثير منهم-، داعين إلى وجوب إيجاد حل نهائي لهذا الانشغال.

المطالبة بفروع وملحقات للهيئات الخدماتية

يشتكي سكان هذا الحي، بعد مقرات العديد من المؤسسات والهيئات العمومية الخدماتية عن مقر سكناهم، على غرار مراكز البريد، ومصالح البلدية، ومراكز الدفع الخاصة بـ"سونلغاز"، "سيال" وغيرهما، الأمر الذي يحتم عليهم التنقل إلى المقرات الرئيسية الأم، للقيام بتعاملاتهم الإدارية المختلفة. وطالبوا بالمناسبة، بفتح فروع أو ملحقات لهذه المؤسسات الخدماتية والإدارية، تكون قريبة من الحي المذكور، لتسهيل تنقل القاطنين وقضاء انشغالاتهم دون عناء.

الشباب يطالبون بمشاريع "أونساج" و’’كناك"

تعرف بلدية بابا احسن، كغيرها من بلديات غرب العاصمة، نقصا ملحوظا في توفير مناصب الشغل وتشغيل الشباب البطال وحاملي الشهادات، خاصة بالنسبة لخرجي الجامعات ومراكز التكوين المهني والتمهين، وهو الوضع الذي أدخل هؤلاء الشباب في دوامة البطالة، حيث طالبوا بالمناسبة، بحقهم في الإدماج وإقحامهم في عالم الشغل، عبر مؤسسات وهيئات المرافقة والدعم، كوكالات دعم وتشغيل الشباب، والتأمين عن البطالة، باعتبار أن غالبيتهم من حاملي المشاريع الاستثمارية في شتى القطاعات التنموية. فيما طالب بعض الحرفيين بدعم ومساعدة نشاطهم الحرفي وتوسيعه أكثر، وجعله رافدا من روافد التحصيل المالي على المستوى المحلي بشكل عام.

اقترح العديد من الشباب حلولا لإخراجهم من دائرة البطالة، التي عانوا منها كثيرا، تتمثل في تمكينهم من قروض مالية دون فوائد من إنشاء مشاريعهم الاستثمارية ومؤسساتهم المصغرة، أو مرافقتهم من قبل مديرية النشاط الاجتماعي، بالتنسيق مع البلديات، في إطار البحث عن مناصب الشغل ودمجهم فيها بشكل تعاقدي، في انتظار تنصيبهم بشكل رسمي دائم فيما بعد.

الربط بالشبكات الضرورية... مطلب ملح

فيما تشهد العديد من الأحياء التابعة لبلدية بابا احسن، غياب ربط منازلها بالشبكات الضرورية، كشبكة الغاز الطبيعي، ومياه الشرب، والصرف الصحي، رغم وضعية بنائها القانوني، حيث لازال سكانها يلحون على ضرورة تمكينهم من الاستفادة من هذه الشبكات بالشكل اللازم، رغم الشكاوى العديدة التي رفعوها للجهات المعنية.

كما يضاف إلى ذلك، مشكل الربط العشوائي للمنازل بالكهرباء، الذي أضحى انشغالا كبيرا وخطرا محدقا يهدد حياة السكان، ويعرضهم للموت المحقق، وأشار في هذا الصدد، بعض القاطنين، إلى أنهم اتصلوا بالمصالح التقنية لمؤسسة "سونلغاز" لتدارك الوضع، لكن الأمر لم يتغير، حيث تمت معاينة المكان واتخاذ الإجراءات اللازمة، لكن ذلك لم يضع حدا لهذا الخطر المتربص بحياة العائلات القاطنة.

شاغلو البيوت القصديرية يستعجلون الترحيل

في شأن آخر، لا زالت العائلات القاطنة بالبيوت القديرية والهشة في بلدية بابا احسن، خاصة بحي "الكاريار"، والتي لم تستفد من عمليات الترحيل نحو سكنات اجتماعية جديدة، تطالب بانتشالها من بيوت الصفيح، وإعادة الكرامة لها بالتعجيل في ترحيلها، لاسيما مع مواجهتها خطر انزلاق التربة واحتمال سقوط هذه المنازل، في ظل عدم تحرك السلطات المحلية لتدارك الوضع.

اشتكت في هذا الصدد، ما يزيد عن 50 عائلة حرمانها من حقها المشروع في السكن، رغم إدراج العديد من المشاريع السكنية في إقليم البلدية، بمختلف الصيغ، خاصة الاجتماعية الإيجارية، التي لم تستفد منها العائلات القاطنة ببيوت الصفيح، مناشدة مسؤولي المقاطعة الإدارية لدائرة الشراقة، بإدراج أسمائها ضمن القوائم المرشحة للترحيل في أقرب وقت. مع العلم أن اللجان المكلفة بمعاينة سكنات هذه العائلات، زارت هذا الحي وأعدت تقاريرها حول الموضوع، لكن حسب المعنيين، لا جديد يذكر.

تعلق هذه العائلات آمالا كبيرة على الوعود التي قطعها والي العاصمة يوسف شرفة، بترحيل 7 آلاف عائلة على 3 مراحل، قبل نهاية السنة الجارية 2020، متمنية أن يكون لها نصيب في هذه الحصة السكنية الهامة، خاصة أن الأولوية في الإسكان تعود إلى السكان القاطنين بالمنطقة.

البلدية تعد بالتدارك على مراحل وحسب الأولوية

بدورها، وأمام جملة هذه الانشغالات التي أرقت السكان كثيرا، أوضحت مصالح بلدية بابا احسن، أن النقائص المطروحة في أحياء هذه الجماعة المحلية، لاسيما حي 1440 مسكنا عموميا إيجاريا، تم أخذها بعين الاعتبار، وسيتم تداركها بالتدريج، حسب ما تقتضيه الضرورة والأولوية.

ستقوم البلدية في هذا الإطار، بتدارك غياب المرافق الضرورية بهذا الحي، بالتنسيق مع شركة الإنجاز ومكتب الدراسات، حيث عملت "المساء" في هذا الصدد، أن عدم التمكن من تجسيد المرافق اللازمة بهذا الموقع السكني، يعود إلى مشاكل مالية (ديون لم تتحصل عليها الشركة المنجزة) منذ ما يزيد عن العام. وهو الأمر الذي تم رفعه لوالي العاصمة يوسف شرفة، الذي وعد ـ حسب البلدية- بالتكفل بهذا الموضوع، بما يسمح بتسديد الديون المترتبة عن كل ذلك للهيئة المشرفة على أشغال الإنجاز.

كشف مسؤولو البلدية في هذا السياق، عن أن المشكل الرئيسي الذي رهن استكمال المرافق الملحقة بهذا الحي وباقي الأحياء بالبلديات المجاورة، يكمن في ضعف شبكة الطرق والمسالك التي تربط هذا الحي بوسط المدينة والمدن الأخرى الواقعة في إقليم غرب العاصمة.

يجري العمل، حسب المشروع الذي أعدته الولاية، بالتنسيق مع بعض البلديات، ومنها بلدية بابا احسن، على فك عزلة هذا الموقع السكني، وإعادة الاعتبار لعدة مشاريع تخص قطاع الطرق بغرب العاصمة، منها مشروع استكمال إنجاز الطريق السريع الاجتنابي الشمالي بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، في بلدية المعالمة (المقاطعة الإدارية لزرالدة)، ناهيك عن مشاريع أخرى ثانوية تصنف كمشاريع تدعيمية له، على غرار مشروع إنجاز منفذ العناصر الرابط بين الطريق السريع الجنوبي (سيدي امبارك والصفصافة) على مستوى الطريق الوطني رقم "1" بالقبة، التابع للمقاطعة الإدارية حسين داي، كما يضاف إلى ذلك، تفعيل جزء من منفذ الطريق الخاص بوادي أوشايح المؤدي إلى غاية مدخل ولاية البليدة.