أحواش سيدي موسى

السكان يطالبون بعقود الملكية

السكان يطالبون بعقود الملكية
  • القراءات: 1425
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

يعلق سكان الأحواش ببلدية سيدي موسى في العاصمة، آمالا كبيرة على المجلس الشعبي البلدي، لتسوية عقود سكناتهم وتحسين إطارهم المعيشي، وهي المسألة التي أرقت هؤلاء منذ زمن طويل. كما يطالب سكان مناطق الظل في المنطقة، بتنفيذ المشاريع التنموية المخصصة لهم بأمر من السلطات العليا، إلى جانب عرض انشغالات عديدة، رد عليها ”المير” علال بوثلجة في لقاء خص به ”المساء”.

الزائر لبلدية سيدي موسى، يلاحظ التوسع العمراني الذي عرفته في السنوات الأخيرة، والكثافة السكانية التي ارتفعت بعد انتهاء سنوات الجمر بمختلف الأحياء، غير أن ذلك لم ترافقه وفرة في المرافق والهياكل الضرورية التي أصبحت مطلبا ملحا لسكانها، وهو الانشغال الذي حملته ”المساء” إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي علال بوثلجة، الذي كشف  عن أهم الإنجازات المحققة خلال الثلاث سنوات الماضية، إلى غاية الوقت الراهن.

أحياء بحاجة للتهيئة

الزيارة التي قادتنا إلى بلدية سيدي موسى، جعلتنا نلاحظ النقائص الكثيرة الموجودة بالأحياء، وفي مختلف المجالات التجارية والصحية والخدماتية، على غرار انعدام التهيئة ونقص المرافق الحيوية، لكن نظرات الأمل رُسمت على وجوه السكان الذين تحدثت إليهم ”المساء”، حيث أكد لنا العديد منهم، أن هذه المدينة بحاجة إلى عدة مشاريع، رغم الجهود التي تبذلها السلطات المحلية، في حين أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي، السيد علال بوثلجة، أنه يعمل على استكمال المشاريع التي انطلقت منذ ثلاثة سنوات، مشيرا إلى وجود العديد من الأحياء التي تعاني من غياب التهيئة، وقال بأنها تجري بوتيرة جيدة، حيث تم القضاء على عدة نقاط سوداء، لكن في المقابل، لا زالت هناك مشاكل أخرى تتطلب التهيئة، حسبه، مبرمجة خلال العهدة الحالية.

السكان يستحسنون

ونحن نتجول بوسط مدينة سيدي موسى، اقتربنا من بعض المواطنين لجس نبضهم حول ما قدمه المجلس الشعبي البلدي، خلال عهدته الحالية، فأكد البعض أن رئيس البلدية يستقبل المواطنين ويهتم بانشغالاتهم، ووعدهم بأخذها بعين الاعتبار، على أمل أن لا تكون هذه الوعود مجرد حبر على ورق، مثلما جرت العادة، مضيفين أن رئيس البلدية انطلق في تجسيد بعض المشاريع التي كانت متوقفة، بخروجه إلى أرض الميدان، وزار العديد من الأحياء التي تغيب عنها التهيئة، مثل حوش ”قدور” الذي أرسل إليه مؤخرا، فريق عمل استعجالي لإعادة تعبيد طرقاته المهترئة.

بدوره، أكد المسؤول الأول بالبلدية، أنه يعتمد على استراتيجية مبنية على محاور عديدة تتعلق بالنظافة والمحيط، المدرسة والتمدرس، التنمية المحلية، البنى القاعدية، الشباب، الثقافة والرياضة، والاستثمار في الطفل كمصدر للثروة المستقبلية، إضافة إلى تقديم الخدمة العمومية، وكل هذه المنظومة تتماشي مع التوجهات العامة للدولة، المبنية على مساهمة البلدية في تحسين مداخيلها، لتخفيف الضغط على ميزانية الدولة.

إنجاز عدة مشاريع تنموية

أكد رئيس بلدية سيدي موسى، علال بوثلجة، أن مصالحه سجلت إنجاز عدة مشاريع تنموية متنوعة، على غرار إنجاز مساحة خضراء، والعديد من محاور طرقات داخل الأحياء، قائلا: ”انطلقنا في تهيئة حي المكتوب، والنقيب ساعد، وأتممنا إنجاز طرقات في حي برسيان بتكلفة قدرها 8 ملايير سنتيم، مع تسجيل أشغال انطلاق الشطر الأول بحي الثورة الزراعية بقيمة 6 ملايير سنتيم، والشطر الثاني مشرف على الانتهاء بقيمة 8 ملايير سنتيم”.

مشيرا في نفس السياق، إلى إنجاز شبكة الطرقات على مستوى الرايس غرب بوعافية وحي لهواورة غرب، بالإضافة إلى طرقات وأزقة الحي، وهي المشاريع التي جسدت منذ نهاية 2019 و2020، إلى جانب إنجاز منافذ بدون مخارج بقيمة مالية قدرها 14 مليون دينار، وتهيئة 7 أخرى.

في قطاع الأشغال العمومية، برمجت البلدية بحيي المكتوب و النقيب ساعد ـ حسب نفس المسؤول البلدي- مشاريع وعمليات تنموية لتهيئة الطرقات، والإنارة العمومية، بالإضافة إلى شبكات الصرف صحي، والمياه الصالحة للشرب، حيث تم ربط حوالي ألف بيت بشبكة الصرف الصحي، ومياه الشرب بأحياء الرايس، 52 قطعة، الرايس غرب، ومموش اسماعيلي، وتجديد الشبكة بحيي الزواوي، والمكتوب.

سكان الأحواش يطالبون بتسوية العقود

فيما لاحظت ”المساء”، في إطار جولتها لأحياء البلدية، انتشار العديد من الأحواش، وهو المشكل الذي لازم السكان منذ الاستقلال إلى اليوم، حيث يشتكي قاطنو هذه المواقع من عدم ترحيلهم، أو تسوية العقود التي تمكنهم من إعادة تهيئة منازلهم التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية.

من جهته، أكد رئيس بلدية سيدي موسى، أنه تم تسجيل 800 عائلة تقطن بالأحواش، مشيرا إلى أن الظروف التي كانوا يعيشونها صعبة جدا، لكن الحكومة تكفلت بانشغالاتهم، خاصة إنجاز شبكة الطرقات والصرف الصحي وتوفير الإنارة العمومية، وغاز المدينة والكهرباء، وفي المقابل، يطالب السكان بتسوية وضعية العقود من خلال إصدار قرار حكومي يمكنهم من ذلك.

عن برنامج إعادة الإسكان، قال بوثلجة بأن القرار الأخير في ذلك، يعود لمصالح ولائية الجزائر، مذكرا أن آخر عملية ترحيل كانت بحي الدهيمات، حيث تم استرجاع قطعة أرضية مخصصة لإنجاز متوسطة، وهناك 100 عائلة لا تزال تنتظر نصيبها من هذا البرنامج، موزعة عبر 3 مواقع.

19 منطقة ظل تستفيد من 35 مشروعا تنمويا

أكد رئيس البلدية أنه تم إحصاء 19 منطقة ظل بسيدي موسى، وتسجيل 35 مشروعا يتمثل في إنجاز شبكات الصرف الصحي، وقنوات المياه الصالحة للشرب، مشيرا إلى انطلاق العديد من المشاريع في الميدان، وأخرى انتهت أشغالها، ومنها ما هو قيد الإنجاز وبنسب متقدمة في الأشغال. كما خصص مقابل ذلك، مبلغ 55 مليار سنتيم للتكفل بكافة انشغالات المواطنين في مناطق الظل، حيث ستتم الاستفادة منها قبل نهاية السنة الجارية، على غرار أشغال الإنارة العمومية، وشبكتي مياه الشرب والصرف الصحي، والتهيئة العامة.

تحدث نفس المسؤول، عن منطقة الظل الأكبر المتمثلة في ”أولاد علال”، وحاجتها لدراسة تجديد الشبكات التحتية، بالإضافة إلى إنجاز الطريق الاجتنابي الرابط بين أولاد علال والطريق الوطني رقم 61، بقيمة مالية قدرها 20 مليار سنتيم.

تجهيزات المدارس

في حين استفادت بلدية سيدي موسى، بخصوص إعادة الاعتبار لقطاع التربية بالمنطقة، من مشروع إعادة تهيئة 15 مدرسة ابتدائية، تم تجهيزها بقيمة مالية قدرها 5 ملايير سنتيم، حيث مست العملية تهيئة الساحات والمراحيض ودروات المياه والأقسام.

كما تم خلال الثلاث سنوات المنصرمة، اقتناء أكثر من 1200 طاولة، بالإضافة إلى تجهيز كل المدارس بالمكاتب والخزانات، وإعادة إصلاح وتجديد كل السبورات وتصليح ألف طاولة، واسترجاع ألف أخرى بعد التصليح.

كما تجري دراسة، حسب بوثلجة، لإنجاز مطعم مدرسي  ”الشهيد سي بلعيد”، حيث ستنطلق العملية خلال الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى تخصيص قيمة مالية للمشروع قدرت بـ18 مليون دينار.

الرياضة من أولويات البلدية

تحدث بوثلجة في السياق، عن إنجاز ملعب جواري بحي 300 مسكن، وآخر معشوشب اصطناعيا بحي الدهيمات، حيث قال في هذا الصدد: ”نحن بصدد إنجاز مشروع جواري بحيي متيجة ومزالي، كما أن الأشغال التي انطلقت لإنجاز مسبح شبه أولمبي، تتقدم بوتيرة مقبولة في حدود 60 بالمائة، وسيتم استلامه في صيف 2021”. وقد تم إنجاز قاعتين رياضيتين بحي الزواوي والهواورة، وأخرى بأولاد علال، كلها عمليات تدخل في إطار التكفل بمناطق الظل وترقيتها.