إذا لم تكتسب أصول الطهي عن أمها أو حماتها

الأنترنت سبيل يحفظ ماء وجه الزوجة

الأنترنت سبيل يحفظ ماء وجه الزوجة
  • القراءات: 1318
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

يرتبط فن الطبخ بالمرأة، حيث تجد ضالتها في تلك الغرفة للإبداع والتفنن في طبخ أطباق بأشكال وألوان مختلفة لإمتاع الأسرة. وأصول الطبخ من الفنون المكتسبة التي تتعلّمها المرأة مع الوقت، غالبا ما تأخذها عن الأم، لكن دلع أخريات الكبير يحرمهن من تعلّم تلك المهام ليجدن أنفسهن لا يفقهن شيئا عند دخولهم عش الزوجية، فتتحمل الحماة أحيانا مهمة تعليم الكنة كيفية الطبخ، أما اللواتي يعشن بعيدا عن بيت العائلة الكبيرة فيجدن أنفسهن مضطرات للبحث عن سبل تعلّم الطبخ بأيّ طريقة كانت. ويعدّ شهر رمضان من أكثر المناسبات التي تخضع المرأة لهذه التجربة، وتجد النساء اللواتي لا يجدن فنون الطبخ ولا يعرفن معاييره الأساسية صعوبة في ذلك.

وعن هذا الموضوع حدثتنا الحاجة خيرة (40 سنة زواج)، قائلة "لا يزال زوجي إلى حدّ اليوم يلقي تعاليقه عن الأكل، فإرضاء الزوج أحيانا تكون غاية لا تدرك، فعشقه الكبير للأكل يجعله يحب الدلع ويختار ما يريد أكله ويمتنع عما يكرهه"، فالزوجة مع مرور السنوات تسهل عليها المهمة، حيث أنّها من جهة تكتشف كل ما يحبه الزوج وما يكرهه، وبدوره يعتاد على طبخها، لدرجة تجعله لا يأكل أطباق بناته ويفضّل دائما ما تحضّره الزوجة. وأضافت أنّ أول رمضان يجمع الزوجين ليس مهمة سهلة، خصوصا إذا كانت الزوجة لا تعرف أصول الطبخ، لاسيما ما يتعلق بالأطباق التقليدية التي تزيّن مائدة رمضان، لأنّه مهما كانت سبل تعلم الطبخ لديها متوفرة إلاّ أنّ التمرّس لابدّ منه لإنجاح طبق معين.

وأشارت إلى تجربتها مع ابنتها في أوّل سنوات زواجها، حيث كانت دائما ما تتّصل بها للسؤال عن الوصفات، ودائما ما يكون الاتصال بعيدا عن آذان الزوج، حتى لا يدرك أنّها لا تعرف الطبخ.

وأضافت أنّ الوسائل اليوم متوفرة أكثر، فهناك الأنترنت وكتب الطبخ المختلفة التي تتخصّص في كلّ شيء، بين الأكل التقليدي العصري، السهل، الاقتصادي، المغربي، المشرقي، ومن ربوع العالم، فضلا عن الكتب الخاصة باللحوم وأخرى للخضار أو التحليات، فما على المرأة إلاّ قراءة تلك الصفحات، أو تصفح الأنترنت لإخراج الوصفة وتحضيرها، عكس ما كان عليه الوضع في الماضي، حيث كانت المرأة مجبرة على تعلم الطبخ من محيطها أساسا من عند الأم، ثم محاولة حمل الوصفات من هنا وهناك سواء عند الجارة أو الأقارب أو الحماة..، فسابقا كانت المهمة أصعب مما هي عليه اليوم، وكان أول رمضان للمرأة أصعب لأنه ليس لها سبيل لمعرفة وصفة معينة إذا كانت تجهلها، وكان الزوج أيضا أقل تفهما ولا يراعي مشاعر المرأة في التعبير عن عدم رضاه بالطبخ، ولا يساعد بتاتا زوجته في المطبخ، إلا أنّ اليوم بعض الرجال وكثيرا منهم  يشاركون زوجاتهم في أعمال المطبخ والطهي ولا يعتبرونها عبئا إضافيا بقدر ما يرونها متعة شخصية وطريقة للمساهمة في التخفيف عن شريكة الحياة، إلا أنه سابقا ما كان يحقق نجاح العلاقات هي تحمل كل طرف ضغوط الطرف الآخر والصبر وإيجاد حلول تمكنهما من إيجاد أرضية للتفاهم.