رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين "محمد الأخضر السعداوي" لـ"المساء":

نقص الهياكل الثقافية طمس الوجه الحقيقي لتقرت

نقص الهياكل الثقافية طمس الوجه الحقيقي لتقرت
  • القراءات: 6091
إيمان كافي إيمان كافي
أعرب عدد من المثقفين والأدباء من أبناء مدينة تقرت في مناسبات كثيرة عن تخوفهم الشديد من تراجع المستوى الثقافي لهذه المنطقة، التي لم تعد تحتفظ سوى ببقايا موروث ثقافي عظيم مهدد بالزوال. ولمناقشة الموضوع، ارتأينا الحديث مع السيد "محمد الأخضر سعداوي"، رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين بتقرت.
❊❊ المساء: بداية، لماذا تختفي معالم الوجه الثقافي لمدينة تقرت برأيك؟
❊ محمد الأخضرالسعداوي: في الحقيقة إن المعالم الثقافية ترتبط ارتباطا كبيرا بالهياكل الثقافية، فمن الطبيعي أن يغيب الوجه الثقافي لهذه المدينة الكبرى التي اختفت بها الملامح الدالة على عراقتها، كما يساهم النقص المسجل بالهياكل الثقافية في طمس الوجه الحقيقي لها... فللأسف، تقرت اليوم من دون مركز ثقافي حتى،... ومع ذلك المبدع المحلي لا يزال يناضل ويواصل عمله في صمت وتحد.. إننا نلتقي في المقاهي وفي بيوتنا، وفي دور الشباب أيضا التي تفتح لنا أبوابها على الرغم من أنها ذات طابع شباني أكثر منه ثقافي.
ـ ❊❊ وهل يعود ذلك لركود الحركة الثقافية بالمنطقة؟
❊ أؤكد أن الحركة الثقافية لم تعرف للحظة ركودا، لأننا لازلنا نستشعرها من خلال إبداعات أبناء المنطقة، والحقيقة أننا كمبدعين نعاني بشكل أو بآخر من التهميش غير المبرر من قبل القائمين على القطاع بالولاية والذين حرصوا على عزل المبدع المحلي وضرب كل أفكاره ومقترحاته عرض الحائط وإقصائه في العديد من التظاهرات الثقافية التي لم تحظ تقرت بشرف تنظيم أي منها، والدليل على ذلك أننا عملنا تطوعا منا وبإمكانات معدومة تقريبا، بل في كثير من الأحيان بإمكاناتنا الخاصة في ظل تنكر المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي لكل عمل ثقافي جاد في المدينة، على تقديم كل الإصدارات الأدبية تقريبا لأصحابها الذين لبوا دعوتنا بعد تأسيس نادي القلم للإبداع الفكري والأدبي عام 2002 ونادي اليراع للفكر والإبداع، إلى جانب الزملاء أحمد بوسنينة وعبد الحكيم علاوة وبوعلام بادو بدار الشباب "الأمير خالد" تقرت.
ـ ❊❊ ماذا أضاف تأسيسكم لفرع اتحاد الكتاب الجزائريين؟
❊ في الواقع إن تأسيس فرع لاتحاد الكتاب الجزائريين لأول مرة في تاريخ تقرت يعد مكسبا ثمينا بالنسبة لأدباء المنطقة، وقد سمح بفتح مجالات واسعة أمام إصداراتنا المحلية، حيث انطلق بنفس جديد ومكّن المبدع المحلي من المشاركة في عدة تظاهرات وطنية، وصدرت لعدد من مبدعينا نصوص في مجلة الكاتب التي يصدرها الاتحاد، كما وفقنا أيضا في إطلاق تجربة فريدة من نوعها عبر الوطن، وهي مبادرة: "إقرأ كتابا وخذه هدية"، والتي نستدعي من خلالها الجمهور إلى إحدى الساحات العامة بالمدينة ونوزع عليهم كتبا متنوعة ويجلسون للقراءة بشكل جماعي، وفي الأخير يأخذ كل قارئ كتابه هدية من الفرع، وهي مبادرة عرفت نجاحا منقطع النظير وثناء وطنيا وحتى عربيا من طرف العديد من المثقفين هنا وهناك، وتمكنا بعدها من تنظيم ثلاث طبعات من هذه المبادرة ونطمح لتنظيم الطبعة الرابعة قريبا.
ـ ❊❊ هل تأملون في تغيير الواقع الثقافي للمنطقة بعد ترقيتها إلى ولاية منتدبة؟
❊  طبعا، نحن نطمح إلى تجسيد العديد من المشاريع الثقافية بالمدينة نظرا لوجود جمهور مهتم ومتابع وطبقة اجتماعية تستقبل العمل الثقافي بمحبة واحترام، وعدد هام من المبدعين في كل المجالات، وتخطي كل العقبات التي تحول بيننا وبين التجسيد القريب لهذا الطموح.