الدكتور سامر أبو صاع من مستشفى سان دوناتو بميلانو لـ"المساء":

على الجزائريين التحلي بالمسؤولية لتأمين الانتقال إلى ما بعد الحجر

على الجزائريين التحلي بالمسؤولية لتأمين الانتقال إلى ما بعد الحجر
الدكتور سامر أبو صاع
  • القراءات: 1764
حوار: شريفةعابد حوار: شريفةعابد

نصح الطبيب الأخصائي بمستشفى سان دوناتو بميلانو الإيطالية، الدكتور سامر أبو صاع، في حوار مع "المساء"، الجزائريين باغتنام فرصة الرفع الجزئي للحجر في مرحلته الأولى التي بدأت أمس، تمهيدا للمرحلة الثانية المقررة الاسبوع القادم بالتقيد الصارم بالمسؤولية المجتمعية والالتزام بكل تدابير الوقاية، مشيرا إلى أن الإجراءات الجزائية التي فرضتها الحكومة الجزائرية على المخالفين اعتمدت أيضا بإيطاليا من أجل تحقيق انتقال آمن. واعتبر العودة للحياة الطبيعية حتمية، أمام استحالة الاستمرار في الغلق، مقدرا بأنه من الأحسن التعايش مع الفيروس الذي بدأت خطورته تتراجع سواء على مستوى حدة الإصابات أو انتشار والعدوى، فيما ذكر بأن الأبحاث الجارية بشأن اللقاحات لاتزال مستمرة بالنظر لعدم الفصل التام في مدى فعالية الأجسام المضادة داخل جسم الإنسان.

* المساء: دخلت الجزائر، أمس، المرحلة الأولى من رفع  الحجر جزئي على بعض الأنشطة الحرفية والتجارية، استعدادا للمرحلة الثانية التي ستكون يوم 14 جوان الجاري، كدكتور عايشت تجربة فيروس كورونا وأصبت به وعايشت نجاح رفع الحجر بإيطاليا، بماذا تنصح الجزائريين حتى يحققون انتقالا إلى مرحلة ما بعد الحجر دون مخاطر ؟

** الدكتور سامر أبو صاع: على الجزائريين اغتنام الفرصة للعودة للحياة الطبيعي بشكل آمن، وذلك من خلال تحمل مسؤوليتهم المجتمعية، التي تكون طبعا باحترام مسافة التباعد في الأماكن العمومية ولبس الأقنعة الواقية وغسل الأيدي مع التقيد التام بشروط النظافة والاحتراز.

فينبغي على الجزائريين النظر إلى مستقبل بلدهم وتطور اقتصاده.. وهذا الأمر بين أيديهم، لأن الإغلاق سبب مشاكل كثيرة، بينما هناك اليوم حتمية للعودة للنشاط وللحياة العادية.

لابد للفرد في المجتمع أن يتحلى بقدر من المسؤولية المجتمعية ويراعي المصلحة العامة من خلال تحليه بالسلوك المناسب خلال فترة الرفع الجزئي للحجر، حتى يؤمن الانتقال نحو الرفع الكلي للحجر، مثلما تقوم به العديد من البلدان التي يحرص مواطنوها على الخروج من أزمة كورونا بسلام .

* هل فرضت على الإيطاليين غرامات مالية وعقوبات لضمان نجاح رفع الحجر ؟

** نعم فرضت عليهم عقوبات صارمة من أجل ضمان العودة إلى الحياة الطبيعية دون أية خروفات.

* هناك دراسات حديثة حول فيروس كورونا، أشارت إلى أن المناعة ضد فيروس كورونا قد تختفي بعد 6 أشهر فقط، وأن تحقيق مناعة القطيع يعد أمرا صعبا بسبب الفقدان السريع للمناعة الواقية، ما مدى صحة هذه الدراسات والعالم يستعد للخروج من الحجر الصحي ؟

**  بالنسبة للسؤال الخاص بالمناعة ومدتها في جسم الإنسان، أقول أنه في هذه الأيام، يجري بحث علمي بجامعة "بافيا" بايطاليا بالتعاون مع المركز الأوروبي لمكافحة السرطان، يجتمع حوله أكثر من 48 مختبرا من أهم المختبرات الإيطالية، لدراسة تحول المضادات الحيوية داخل الجسم، وقدرتها على حماية الجسم من العدوى من جديد ومدة بقائها فيه.

وإلى حد الآن لا توجد دراسات تثبت أن العدوى تنتهي بعد 6 أشهر أو بعد سنة.. ولهذا إذا أثبتت هذه البحوث أن المناعة تنتهي بعد فترة بسيطة، فالأسف لن يفيد مناعة القطيع، ولكن لا توجد دلالات بأنها تنتهي في هذه المدة وما يقال في هذا المجال عبارة عن إشاعات..

* ما رأيكم في الجدل الذي وقع في الآونة الأخيرة حول "هيدروكسي كلوروكين" والذي شططت في نجاعته منظمة الصحة العالمية قبل أن تتراجع في الفترة الأخيرة ؟

** فعالية هذا العقار ثابتة اليوم في إيطاليا، رغم أن الأطباء والعلماء منقسمون بشأنه، فهو دواء يستخدم ضد الملاريا ولا نعرف مدى فعاليته الكاملة ضد هذا الفيروس، لكننا لحسن الحظ، نعرف أن الكثير من المرضى تعافوا بعد استعماله، حتى وإن كان من الناحية العلمية لا يوجد شيء يثبت أن من أكبر عدد المتعافين من الفيروس هم أولئك الذين تعاطوا هذا الدواء. وفي الوقت الحالي هناك دراسة تجري على 821 مريضا لمعاينة مدى فعالية هيدروكسي كلوروكين.

* لازالت هناك فئة من الباحثين والعلماء الذيم ينكرون وجود الفيروس.. ما رأيكم ؟

** بالنسبة للأقوال التي تنكر وجود فيروس كورونا، أنا اعتبرها خرافات غبية تصدر من أناس لا يدركون ما يقولون.. هذا الفيروس سبب كوارث وقتل الألاف من الأشخاص في العديد من الدول وشاهدنا الموتى بأعيننا.. في المقابل، هناك تناقض حول كيفية علاجه ومدى خطورته، وأنا مع من يشكك في هذا الجانب من الموضوع، فنحن راينا أن المتوفين بكورونا عندهم مشاكل صحية مزمنة أو هم من كبار السن..

ربما لم يكن ضروريا اللجوء إلى كل هذا الإغلاق والرعب.. ولكن رغم ذلك نقول أنه للأسف فيروس جديد، بم نكن نعرف عنه أي شيء. أما الأن فنلاحظ أن خطورة الفيروس بدأت تقل..

في المستشفى الذي أعمل به، لم نشاهد حالة إصابة بالتهاب حاد في الرئة منذ قرابة شهر، وضع المصابين بالفيروس أصبح بسيطا. كل ما لديهم هو القليل من الحرارة، ويمكن معالجتهم في البيوت. وهذا ما يثبت بأن الفيروس حصل له شيئ وربما خفت حدته، لأنه لا يوجد هناك تفسير علمي لما يحصل الأن، حيث أن عدد الإصابات قل وخطورة العدوى تراجعت والانتشار أصبح ضعيفا أيضا.

لكن بالرغم من كل هذا لا ينبغي التراخي في التعامل مع الفيروس، كما يمكن أن تكون درجة خطورة الفيروس تختلف من بلد إلى لآخر.

* في اعتقادكم هل التعايش مع الفيروس ممكن ؟

** نعم ممكن، نحن في إيطاليا نتعايش مع الفيروس منذ شهر لكننا نتقيد بتدابير الوقاية الكاملة ولذلك قلت العدوى. ويجب التعايش الفوري مع الفيروس لأنه لا يمكن الاستمرار في الإغلاق الكامل للحياة.

* هل هذا يعني أن الكرة في مرمى الشعب ؟

** حسب رأيي الحكومات عملت ما عليها، والآن يجب على الشعب أن يتحمل مسؤوليته. كما يجب رفع الحجر لتسير الحياة كما كانت عليه من قبل، دون تراخي ودون التقليل من درجة الحيطة والحذر..

ما هو جديد اللقاحات الخاصة بالفيروس ؟

** هناك أكثر من لقاح يجري اختباره الآن، وهناك لقاحات اثبت نجاعتها في إنتاج الأجسام المضادة. ولكن الإشكالية التي تطرح اليوم كما سبق و أن أشرت إليه هو كم تبقى الأجسام المضادة داخل الجسم؟  لأنه لا يمكن أن نعتمد لقاحا لمدة 6 اشهر وبعدها تذهب أثاره. فالبحوث لا تزال مستمرة ولا يوجد حتى الآن أي  لقاح موثق علميا بشكل نهائي .

* ما مدى صدق الطرح القائل بأن هذا الفيروس عبارة عن مجرد بكتيريا؟

** نعم قال البعض أن هذا الفيروس هو مجرد عملية تخثر للدم ، وأنه بكتيريا..وذلك بعد أن اتضح لدى بعض المتوفين الذين تم تشريح جثثهم وجود تخثر في الدم، بكن هذا لا يعني بأن هؤلاء ل يكونوا مصابين بالفيروس وبالتخثر في الدم في آن واحد..

كما أن هناك من المرضى الذين كانوا موضوعين على الأسرة، ونحن نعلم أن من يكون في هذه الوضعية تحصل لديه تلقائيا تخثرات في الدم، ولكن نفس المرضى كان لديهم التهاب رئوي حاد وتجلطات دموية وهي الّأعراض التي يسببها فيروس كورونا، والذي أعتقد بانه من الغباء اعتباره مجرد بكتيريا.