قادة حميدي المتوَّج في مهرجان الفيلم "المحفّز على التطوع" بوهران لـ "المساء":

حلمي أن أُخرج فيلم تحريك إسلامي للأطفال

حلمي أن أُخرج فيلم تحريك إسلامي للأطفال
  • القراءات: 3047
خ. نافع خ. نافع

تُوّج مؤخرا حميدي قادة الشاب المحب للسينما في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للفيلم المحفّز على التطوع الذي احتضنته وهران مؤخرا، وذلك بمبادرة من "جمعية الجزائريين المتفائلين"، وحاز فيلمه "القطعة المفقودة" على الجائزة الأولى، وهي الفرصة التي جمعتنا بالمتوَّج في حوار تطرقنا من خلاله لكل ما يتصل بالسينما وواقعها ببلادنا.

من هو حميدي قادة؟ وكيف بدأ فن السينما؟

أنا من مواليد 27 أوت 1981 بمدينة غريس ولاية معسكر. حاصل على ليسانس في تخصص المحاسبة دفعة 2006. أعشق الرسم منذ أن كنت في السادسة من عمري، كما كنت شغوفا بأفلام الكرتون، ليتطور ميولي هذا نحو أفلام "الأنيميشن" الحديثة التي تعتمد على الرسومات ثلاثية الأبعاد الأمريكية.

دخلت عالم السينما من باب الهواية، لتتطور وتتحول إلى تخصص، لاسيما أن للفيديو والصورة صدى واسعا بسبب انتشار الأنترنت ووسائل الاتصال، على غرار مواقع التواصل الاجتماعي كالفايسبوك، تويتر وغيرهما.

بدأت أبحث عن البرامج التي تعرض هذا النوع من الأفلام، واتصلت بمصممين في 3دي، كان منهم غربيون ناجحون، حينها وجهّوني لدروس مكثفة عبر الأنترنت، وتحولت بذلك موهبة الرسم عندي إلى فن ثلاثي الأبعاد وفق برامج منها "cinema 4d -after effects-boujou-nuke".

كوّنت نفسي طيلة 8 سنوات من العمل المتواصل ببيتي عبر دروس بالأنترنت. وفي سنة 2012، بدأت بالمشاركة في منافسات مع مصممين عبر العالم للتصميم عبر الأنترنت، وتحصلت على مراتب جيدة بها، من بينها تصميم صورة المدخل لموقع "شيس 4 أرابس.آ أو"، وهو موقع إماراتي متخصص في منافسات الشطرنج العربية. وفزت بالمرتبة الأولى والثانية في جوان 2013، ثم فزت بجائزة "أيباد ومجموعة من الساعات" في مسابقة ساعات الحرمين للأذان بالمملكة العربية السعودية في سبتمبر 2014؛ حيث صممت فيديو دعاية إعلانية للساعات، وعرضت بشاشات بمكة والمدينة ومدن كثيرة بالسعودية. كما أتيحت لي فرصة التعامل مع شركة إعلانية بمدينة شيكاغو الأمريكية "chi to che"؛ حيث قمت بتركيب الفيديو كليب بتأثيرات 2دي و 3دي.

كيف استقبلت تتويج فيلمك "القطعة المفقودة"؟

لا أستطيع أن أصف السعادة التي غمرتني حينها وأنا أسمع قرار لجنة التحكيم عن جائزة "عدسة التفاؤل الذهبية" قد عادت لي من بين 36 فيلما مشاركا، هي فرحة لا تضاهيها فرحة حينما يتوَّج الشخص في بلده.

هل كانت مشاركتك الأولى بالجزائر؟

شاركت من قبل في عدة تظاهرات سينمائية على المستوى الوطني، منها مهرجان الفيلم القصير بولاية تندوف المنظم في شهر ديسمبر 2014، وفزت بأحسن سيناريو عن فيلمي "المفقود"، والذي تناولت فيه مسألة تأثير التكنولوجيا على الشباب، ثم فزت مجددا في جوان 2015 بجائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي"، وكرمني السيد ميهوبي وزير الثقافة خلال حفل بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية. كما نلت "جائزة الشاب المتميز" بولاية معسكر في الذكرى 53 لعيد الاستقلال شهر جويلية الماضي.

 

كيف تقيّم الأفلام القصيرة التي شاركت في هذا المهرجان؟ 

حسب رأيي فإن جميع الأفلام المشاركة كانت هادفة وقدمت أفكارا إنسانية تستحق التشجيع. وأنا أعتبر مشاركتي في المهرجان إضافة لمشواري المهني.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟ 

أكيد لدي أفكار كثيرة أحاول تجسيدها سينمائيا، وأطمح للذهاب بعيدا في هذا المجال الذي يعرف تطورا رهيبا في التقنيات، والتي أصبحت تساهم بشكل كبير في صناعة السينما بشكل راق وجميل. 

سأشرع قريبا في تصوير فيلم مشترك مع المخرج المشارك في المهرجان التطوعي "زكريا عكازي" صاحب فيلم "الطلقة"، في برامج حديثة لننتج فيلما به محاكاة لمشاهد حقيقية وثلاثية الأبعاد بوسائل بسيطة جدا، وستكون إن شاء الله مفاجأة لها صدى أكيد فانتظروه. كما أطمح لإخراج فيلم تحريك إسلامي موجه للأطفال باللغتين الإنجليزية والعربية.

كيف ترى أهمية صناعة الأفلام الموجهة للأطفال عندنا؟

مهم جدا أن يهتم مخرجون جزائريون بصناعة الأفلام الموجهة للطفل على الرغم من أنها صناعة تدخل في خانة السهل الممتنع، وصناعة السينما للطفل الجزائري بقيم المجتمع الجزائري المسلم هي أكثر من ضرورة؛ لأن أطفالنا يتلقون فقط ما تصنعه لهم سينما الغرب البعيدة عن قيم وثقافة مجتمعنا العربي المسلم. 

وماذا عن واقع السينما بالجزائر؟

إنه حقا سؤال في محله، حقيقة واقع السينما ببلادنا متواضع، وهناك فرق كبير بين صناعة السينما خلال سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات وما هو الآن، وطبعا كان لفترة العشرية السوداء نصيب في هذا التراجع. وأنا أرى أن الأفلام الجزائرية المنتَجة حاليا لازالت تستعمل الوسائل البسيطة الكلاسيكية، وحتى الأفكار والمشاهد نجدها تتكرر في كثير من الأفلام.

نحتاج لاكتساب خبرة الدول الرائدة في مجال صناعة السينما، منها الاستفادة من خبرة المخرجين الكبار الذين يزورون الجزائر، ونفس الحال بالنسبة للبرامج التقنية المستعملة في تركيب الأفلام الجزائرية؛ فهي عادية ولا تُستعمل فيها مؤثرات 3دي، كما هي الحال بالنسبة للأفلام الغربية وأفلام هوليوود؛ حيث أصبحت لا تستغني عن تركيب المشاهد الخيالية، وتجد المتفرج يعيد مشاهدة الفيلم أكثر من مرة من شدة انبهاره بتلك الدقة.

باستثناء الفيلم القصير، هل تنوي تجريب نمط سينمائي آخر؟

أفلامي بتقنية "أنيميشن" أو أفلام التحريك؛ لذلك أطمح دوما لأن أتقن الفكرة لتصل المتلقي ويفهمها بسهولة. وأكيد سأواصل مشواري بفضل الله بأفلام وريبورتاجات هادفة لنشر الخير والتطوع والإحساس بالغير، وأحرص على أن تكون هناك أفلام ذات طابع إسلامي هادف.

موضوع مرض "التوحد" جاء صدفة أم أنك عايشت الحالة عن قرب؟

هناك صديق لي له ابن مصاب بالتوحد، ولأشاركه الحالة فكرت في إخراج فيلم يعالج مرضا تعانيه الكثير من العائلات الجزائرية. حقا هناك حالات كثيرة من أطفالنا مصابة بالتوحد، لكن لانعدام الثقافة والتوعية عند الأسر نجد هؤلاء يعاملون المصاب وكأنه حالة شاذة، وقد يقسون عليه، والمشكل أنه حتى المريض نفسه لا يفهم ولا يدرك معنى حالته.

وضحت كل ذلك في فيلمي المتوَّج، وأشرت إلى أن التوحد قد يتجاوز المرض ويصبح دافعا للنبوغ والنجاح مع تقديم أمثلة عن ذلك التحدي.

في سياق الحديث عن السينما، ما رأيك في مهرجان الفيلم العربي الذي تحتضنه وهران؟ 

المهرجان مكسب كبير للباهية كمدينة متوسطية تحمل جميع مواصفات عواصم الدول الكبرى التي تحتضن المهرجانات السينمائية. هي تجربة تستحق التشجيع من قبل وزارة الثقافة لتأخذ طابعا عالميا وليس عربيا فقط.