أعراب عبد الناصر مدير التكوين المهني بتيزي وزو لـ’’المساء":

جودة التكوين شجعت إقبال الشباب وطاقة الاستقبال تفوق 12 ألف مقعد

جودة التكوين شجعت إقبال الشباب وطاقة الاستقبال تفوق 12 ألف مقعد
  • القراءات: 40198
حاورته/ سميرة زميحي حاورته/ سميرة زميحي

أكد مدير قطاع التكوين والتعليم المهنيين لولاية تيزي وزو، عبد الناصر أعراب لـ«المساء"، أن نوعية التكوين التي توفرها مختلف معاهد ومراكز التكوين بالولاية شجعت الشباب على الإقبال  للتسجيل في تكوينات وتخصصات مختلفة، حيث يتخرج سنويا نحو 8000 متربص، مع تحقيق زيادة تتراوح بين 5 إلى 10 بالمائة كل سنة في عدد المتخرجين، بحوزتهم شهادة تكوينية، مؤكدا أن قطاع التكوين يستجيب بنسبة مائة بالمائة لكل المستويات و95 بالمائة بالنسبة لمستوى تقني سام، مع حرصه على تقريب مؤسسات التكوين من المرأة الماكثة في البيت، وكذا استقطاب ما بين 4000 إلى 5000 متربص متسرب من المدرسة، وغيرها من الإنجازات التي ينتظر أن تعزز القطاع بفتح مركز امتياز بوادي فالي، وكذا عمليات توسيع مؤسسات مفتوحة وإنجاز مراكز تكوينية جديدة، بإدراج تخصصات تستجيب لكل منطقة ولخصوصيات الولاية، التي من شأنها الرقي بقطاع التكوين للاستجابة لعالم الشغل عبر تكوين يد عاملة مؤهلة وذات كفاءة.

❊ قطاع التكوين بتيزي وزو حظي باهتمام كبير. عدة هياكل جديدة يجري إنجازها، تضاف إلى تلك الموجودة، سمحت بتلبية رغبات العديد من الشباب في مجالات مختلفة، ما مدى تغطية هذه المؤسسات التكوينية الهامة؟

— قطاع التكوين المهني قطاع يهتم كثيرا بفئة الشباب، حيث وسعيا إلى توفير ووضع مراكز تحت تصرف الشباب الراغبين في الاستفادة من تكوين، تم فتح عدة مؤسسات تكوينية، إذ تنشط حاليا 35 مؤسسة، منها 31 مركزا للتكوين المهني موزعة على بلديات الولاية، إضافة إلى 4 معاهد، مكنت من توفير طاقة استيعاب تفوق 12 ألف مقعدا تكوينيا، مشيرا إلى أن مؤسسات التكوين في الولاية موزعة بطريقة منتظمة بكل إقليم ولاية تيزي وزو. إلى جانب 10 ملحقات تابعة لمراكز التكوين، تم فتحها في المناطق النائية بغرض تقريب مؤسسات التكوين من سكان المناطق المعزولة وتمكينهم من الاستفادة من تكوينات في تخصصات مختلفة، خاصة بالنسبة للمرأة الماكثة في البيت.

❊ تجري أشغال إنجاز العديد من المؤسسات التكوينية وتوسيع نطاق التخصصات. إلى أين وصلت الأشغال وماذا ستضيف للقطاع في الولاية؟

— تجري على مستوى تراب ولاية تيزي وزو أشغال ما بين 5 إلى 6 مؤسسات تكوينية جديدة، حققت نسب إنجاز جد متقدمة، منها مشروع إنجاز معهد للتكوين المهني متخصص بأزفون، سيتم توجيهه للتكوين في حرف لها علاقة بالسياحة والفندقة،  تتلاءم وتستجيب لطابع المنطقة الساحلية. ونظرا للمشاريع التنموية المختلفة المنجزة ـ خاصة ما تعلق بمناطق التوسع السياحي، والتي تتطلب مع الوقت توفير يد عاملة ـ قررت مديرية التكوين تخصيص هذا المعهد الذي تقدر طاقة استيعابه بـ 350 مقعدا بيداغوجيا لفائدة المهتمين الذين يريدون التوجه نحو مجال الفندقة والسياحة، يتوفر على كل الإمكانيات المطلوبة والمتاحة لتمكينهم من اجتياز فترة التكوين في جو مناسب. كما ننتظر خلال الأيام القليلة القادمة استئناف أشغال إنجاز معهد آخر متخصص بالقطب الجامعي تامدة، يكون هذا الصرح نافذة جديدة للراغبين في التكوين في مجال السمعي البصري، إضافة إلى مركز التكوين المهني لبلدية إعكوران المسجل في طور الإنجاز والذي يتسع لـ250 منصبا بيداغوجيا، سيتم تدعميه بمجموعة تخصصات تناسب خصوصيات المنطقة. كما يتم إنجاز مركز تكوين جديد ببلدية تيزي وزو، موجه لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، ويكون متخصصا في التكوين المتواصل، تم تدعميه بكل الإمكانيات والمرافق، من إقامة خاصة بالذكور وأخرى بالإناث، الإطعام وغيرها، إلى جانب إعادة بناء مركز التكوين المهني لبلدية جمعة صهاريج بعد هدم المركز القديم، وسيكون بنفس البطاقة البيداغوجية للمركز السابق وغيرها من المشاريع التي ينتظر أن تعزز من نشاط قطاع التكوين عبر تمكين أكبر قدر ممكن من الشباب، من الاستفادة من تكوين، وفقا للتخصص الذي يريده بمنطقته دون الانتقال إلى بلدية أخرى.

❊ وماذا عن مواعيد استلام هذه المشاريع، لاسيما أنها حققت نسبا متقدمة في وتيرة الإنجاز؟

— يجب التذكير أولا بمختلف المشاريع التي استلمها القطاع خلال الدخول المهني لدورة سبتمبر 2016، والتي سمحت للولاية بتدشين منشآت تكوينية، منها معهد جديد ببلدية تيزي وزو الذي دخل حيز الاستغلال، واستقطب المتربصين منذ دورة أكتوبر الماضي، يضاف إلى مجموعة من المشاريع المرتقب استلامها، منها مشروع مركز امتياز بوادي فالي قريبا، وكذا معهد التكوين لأزفون، خاصة بعدما سجل تقدما بنسبة 70 بالمائة، وسنعيد تقييم الغلاف المالي للمشروع الذي تم الحصول عليه مؤخرا، ليتم مباشرة الأشغال ويدخل حيز الاستغلال في سبتمبر 2017، نفس الشيء بالنسبة لمركز التكوين لبلدية جمعة صهاريج وإعكوران اللذين حققا نسبة تقدم بنحو 65 بالمائة، ليستغلا خلال دورة سبتمبر المقبلة.

❊ أشرتم في حديثكم عن المشاريع المنجزة، إلى استفادة تيزي وزو من مشروع مركز تكوين "مركز امتياز" بوادي فالي، إلى أين  وصل المشروع؟ ولماذا سمي بـ«مركز امتياز"؟

— أجل، استفادت ولاية تيزي وزو من مشروع إنجاز مركز للتكوين المهني بمثابة "مركز امتياز للتكوين"، تكفلت مؤسسة صينية بإنجازه على مستوى قطب الامتياز وادي فالي بالمخرج الغربي لتيزي وزو. المشروع تصل قدرة استيعابه إلى 500 مقعد، حقق تقدما في وتيرة الإنجاز بنسبة 90 بالمائة، وينتظر استلامه في فيفري 2017، حيث سيقدم هذا الصرح دعما وأهمية كبيرة لقطاع التكوين بالولاية. ولا يخفى عليكم أن تيزي وزو تعتبر من الولايات القليلة التي استفادت من عملية إنجاز هذا المركز، مشروع خصصت له قطعة أرضية بقطب الامتياز وادي  فالي، إذ أنه في بداية الأمر كان المشروع عبارة عن معهد للتعليم المهني، ليتقرر تحويله إلى مركز امتياز متخصص في الهندسة الكهربائية والتبريد، بما يتناسب مع خصوصيات قطب الامتياز الذي يتم إنجازه بالتنسيق ومشاركة المؤسسات والشركات الكبرى الموجودة في الولاية، منها مصنعي "أونال" بفريحة و«أونيام" بوادي عيسي اللذين يحتاجان ليد عاملة متخصصة في مجالات تستجيب لطلبها، حيث سيمنح هذا المركز فرصة التكوين للمتربصين من المستوى واحد إلى غاية المستوى الخامس، كما سيتم تدعيم هذا المركز بأساتذة ذوي كفاءة عالية.

❊ إنجازات قطاع التكوين لا تتوقف على المشاريع المنجزة فسحب، بل هناك عمليات توسيع تمكّن مختلف مؤسسات التكوين من الاستفادة من تخصصات جديدة ورفع قدرة الاستيعاب، ما هو البرنامج المسطر بالنسبة للسنة التكوينية 2016 /2017؟

— طبعا، قطاع التكوين يعمل من أجل توفير كل الظروف والإمكانيات الضرورية للمتربصين، فزيادة على الإنجازات المختلفة والأشغال الجارية بكل إقليم الولاية، في مجال تمكين كل شباب الولاية من الاستفادة من مقعد تكويني، تمت برمجة عملية توسيع مجموعة من مراكز التكوين، كما هو الحال بالنسبة لمركز التكوين المهني بذراع بن خدة، وكذا معهد التكوين المتخصص بوادي عيسي، ومركز التكوين بسيدي نعمان وبني دوالة، وغيرها من عمليات التوسيع المسطرة التي من شأنها رفع قدرة الاستيعاب وفتح المجال لإدراج تخصصات تكوينية جديدة. 

❊ قلتم بأن مستوى التغطية في المؤسسات التكوينية بالولاية جيد.. هل يمكن القول بأن الاستجابة لطلبات المتربصين بلغت نسبة مائة بالمائة؟

— نعم، استطاع قطاع التكوين المهني لتيزي وزو الاستجابة لطلبات المتربصين بنسبة مائة بالمائة بخصوص المستويات من 1 إلى 4، كما تشير إليه المعطيات المسجلة لدى المديرية، في حين تم تسجيل نسبة 95 بالمائة استجابة القطاع بشأن طلبات تلاميذ في مجال "تقني سامي" المستوى الثالث، حيث واجهت المديرية مشاكل في هذا المستوى لتقوم مديرية التكوين بتوجيه تعليمات لمسؤولي المعاهد، بغية بذل جهود تضمن امتصاص كل الطلبات وما تبقى تم توجيهه لنمط التمهين.

❊ ما هي التخصصات الأكثر استقطابا للشباب في الولاية؟

— أكثرها تلك التي لها علاقة لها بالبناء كالطلاء، التدفئة المركزية، الترصيص، كهرباء العمارات وغيرها من التخصصات التي تشجعها المديرية. أما في مجال تقني سامي، فإن التخصصات المطلوبة هندسة داخلية، أشغال عمومية، إضافة إلى تقنيات الإدارة والتسيير التي تضم 26 تخصصا، وكذا تخصصات في مجال الإعلام الآلي التي تعرف إقبالا كبيرا، لاسيما أن مراكز التكوين تحرص على الاهتمام بنوعية التكوين، ومن جهة أخرى، عقدنا اتفاقية مع مديرية التشغيل لتحديد التخصصات والحرف المطلوبة التي تسجل عجزا ونقصا في اليد العاملة، ليتم توجيه الشباب إلى التكوين فيها. كما سطرنا في إطار اتفاقية ممضية مع مديرية التشغيل خلال جوان الماضي،  برنامج لقاءات واجتماعات بين مديري مؤسسات التكوين ومسؤولي اللجان المحلية لمديرية التشغيل وإجراءات التشغيل "أونجام"، "أونساج" وغيرها، بغية تحسيس وتوجيه خريجي مؤسسات التكوين.

❊ يتخرج سنويا من مؤسسات التكوين عدد من المتربصين ومعهم شهادات تكوينية، هل هناك تزايد في العدد أم تراجع من سنة لأخرى؟

— قطاع التكوين لولاية تيزي وزو يشرف كل سنة على تخرج نحو 8000 متربص في مختلف التخصصات بحوزتهم شهادة تكوينية، هذا الرقم معيار القطاع، لكن هناك تزايد من سنة لأخرى يتراوح بين 5 إلى 10 بالمائة فيما يخص نمط التكوين الإقامي، بينما يعرف نمط التكوين التأهيلي بدوره تخرج عدد كبير من المتربصين سواء في مجال التكوين التأهيلي بالمؤسسة أو إقامي في المركز.

❊ ما هي إستراتيجيتكم في سبيل تشجيع المتسربين من المدرسة، للإقبال على مراكز التكوين والحصول على شهادة لبناء مستقبلهم؟

— طبعا قطاع التكوين يفتح أبوابه لكل شاب يرغب في التكوين في تخصص معين، وبالنسبة للمتسربين من المدرسة، سيتم استدعاء ما بين 4000 إلى 5000 شاب سنويا للتوجه إلى مراكز التكوين بغية تسجيلهم في أي تخصص يريدونه، نحن نتعاون مع قطاع التربية بغرض تقديم قوائم أسماء المتسربين أو المفصولين من المدرسة، تتكفل مديرية التكوين باستدعائهم للإقبال على مؤسسات التكوين، إلى جانب الشباب الذين يقصدون مؤسسات التكوين طواعية برغبة منهم للتسجيل الذي تحقق بفضل حملات التحسيس والتوعية.

❊ بشأن تقريب مؤسسات التكوين من المرأة الماكثة في البيت، هل تم فتح فروع تسمح لهذه الشريحة من الاستفادة من تكوينات في تخصصات مختلفة؟

— بهذا الخصوص، وجهنا تعليمات لكل مديري المؤسسات التكوينية من أجل العمل على فتح فروع منتدبة بالقرى تكون تابعة لمراكز التكوين، تضمن تقريب مؤسسات التكوين من المرأة الماكثة في البيت، والذي يتحقق بفضل التنسيق مع لجان القرى والمنتخبين المحليين، من خلال تخصيص قاعة تتكفل مديرية التكوين بتجهيزها وتدعميها بأستاذ يسهر على تعليم المرأة الماكثة في البيت حرفا مختلفة، حيث تجري على مستوى بلدية آيت خليلي عملية البحث عن قاعة لدعمها بكل الإمكانيات قصد تمكين نساء المنطقة من تعلم حرفة صناعة الفخار التي تمارس بالمنازل، لضمان استمرار هذه الحرفة ومنعها من الزوال، ونعمل على تعميم العملية لتمكين النساء الماكثات في البيت من الاستفادة من تكوين في حرف مختلفة عبر فتح فروع منتدبة بالقرى، تكون تابعة لمراكز التكوين الموزعة بعدة بلديات الولاية،  منها الأربعاء ناث إيراثن، تيزي راشد، أقرو، ماكودة وغيرها.