مدير الوكالة الوطنية للنفايات كريم وامان لـ’’المساء":

تلقينا 3600 شكوى وسيتم إقحام القطاع الخاص في التسيير

تلقينا 3600 شكوى وسيتم  إقحام القطاع الخاص في التسيير
مدير الوكالة الوطنية للنفايات كريم وامان
  • القراءات: 1381
حوار: زهية. ش حوار: زهية. ش

تقوم الوكالة الوطنية للنفايات بعمل هام في مجال تسيير النفايات المنزلية وتثمينها، من خلال مرافقة الجماعات المحلية ميدانيا، وإشراك المواطن في هذا المسعى، لتوفير الإطار المعيشي المناسب، والذهاب بعيدا في التسيير العصري للنفايات في انتظار إقحام القطاع الخاص في تسيير النفايات، وجعلها موردا اقتصاديا هاما، وهو ما يوضحه مدير الوكالة الوطنية لتسيير النفايات محمد كريم وامان، في هذا الحوار لـ "المساء".

في البداية، ما هو دور الوكالة الوطنية في تسيير النفايات؟

الوكالة هي هيئة عمومية تحت وصاية وزارة البيئة، أنشئت عن طريق مرسوم تنفيذي، من مهامها الأساسية مرافقة الجماعات المحلية لتحسين الأداء في مجال تسيير النفايات المنزلية، والمؤشرات في هذا المجال؛ لأنه لا يمكن التسيير أو التخطيط أو وضع استراتيجيات بدون مؤشرات في هذا الميدان، لذلك الوكالة أنشأت منظومة معلوماتية متكاملة، تجمع كل الفاعلين الذين يزوّدون الوكالة بكل المعلومات حول النفايات ومرافقة الجانب العلمي، من خلال اتفاقيات إطار مع عدة جامعات على المستوى الوطني، إضافة إلى الجانب التوعوي والتحسيس؛ لأنه لا يمكن أن يكون تسيير ناجح بدون توعية أو تحسيس مستمر. ويُنتظر أن يتم فتح مكاتب جهوية تابعة للوكالة، منها واحد سيُفتح قريبا بولاية غرداية للعناية بتسيير النفايات بكل ولايات الجنوب، ومكتب آخر بولاية قسنطينة للتكفل بتسيير النفايات بكل ولايات الشرق، إضافة إلى المكتب المتواجد بوهران غرب الوطن، والتابعة كلها للإدارة المركزية بالعاصمة، وهذا لا يمنع، طبعا، من وضع مكاتب محلية عندما تقتضي الضرورة.

❊ كيف تتعاملون مع الجماعات المحلية في ما يخص ملف النفايات؟

أولى المهام الأساسية للوكالة هي مرافقة الجماعات المحلية، حيث توجد اتفاقية إطار مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، لتجسيد هذه المرافقة، بوضع أسس التسيير العصري للنفايات، الذي يرتكز على التخطيط، وطرق تمويل تسيير النفايات، ومرافقة مراكز الردم التقني؛ فهي مرافقة شاملة تعنى بكل ما يدور حول تسيير النفايات المنزلية، والتي ستتوسع إلى الأنواع الأخرى من النفايات، على غرار النفايات الاستشفائية والصناعية، والتي نعمل على تجسيدها على أرض الواقع؛ من خلال عمل جواري على مستوى كل ولايات الوطن، لتوضيح كيف تتم عملية التسيير الفعلي للنفايات المنزلية.

وما هي المشاريع المبرمجة للتجسيد قريبا؟

نحن نكلَّف بإنجاز مشاريع من طرف وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، حيث يوجد برنامج كبير للتخلص من المفارغ العشوائية، وهو قيد التنفيذ، إضافة إلى برنامج كبير لتزويد 33 مركزا  للردم التقني، بمحطات لمعالجة عصارة النفايات وبرامج للفرز الانتقائي، وكل ما لديه علاقة بتسيير النفايات. كما يتم القضاء على النقاط السوداء، على غرار مفرغة وادي السمار التي انتهى العمل بها، وكذلك مفارغ أخرى بوهران، وبرج بوعريريج، وميلة، والمدية، ومستغانم وغيرها، والتي ستخضع لإعادة التهيئة، وتتحول كلها إلى فضاءات للنزهة.

❊ هل هذه المراكز كافية لاستيعاب كمية النفايات؟

الحديث عن إنتاج 13 مليون طن من النفايات المنزلية سنويا عبر الوطن، يتطلب، على الأقل، 400 هكتار من العقار لاستيعاب هذه الكمية من النفايات وفي الشمال وحده؛ حيث يقطن 65 بالمائة من المواطنين، تتطلب 265 هكتار؛ ما يبين أن إنجاز مركز ردم يتطلب مساحات أرضية كبيرة، وهذا يستدعي اللجوء إ لى فرز النفايات لتقليص كمية النفايات التي توجَّه نحو مراكز الردم التقني. وفي آخر الأعمال التي قامت بها الوكالة من أجل تثمين النفايات، قمنا بعمل ميداني مدة سنة كاملة، لمعرفة كمية ونوعية النفايات التي أُنتجت خلال السنة الماضية، وحجم الاسترجاع في الجزائر. وتم التوصل إلى نتيجة مفادها أن المجتمع أصبح لديه نمط استهلاكي؛ إذ إن 32 بالمائة من النفايات المنزلية هي مغلّفات، و54 بالمائة عبارة عن نفايات عضوية قابلة للتثمين؛ ما يقلص، بشكل كبير، من حجم النفايات التي تحوَّل إلى مراكز الردم التقني، بينما لم يتم بعد تحديد ما ينتجه المواطن من نفايات سنويا؛ إذ العمل لايزال جاريا في هذا المجال، لتكون المعلومة الخاصة بهذا الجانب، متوفرة قبل نهاية فصل الربيع.

كيف تساهم الوكالة في دعم الشباب والمؤسسات الراغبة في الاستثمار في تسيير النفايات؟

مجال تسيير النفايات واسع جدا. وللشباب دور كبير في ذلك من خلال العمل في مختلف المراحل التي تمر بها عملية جمع النفايات المنزلية، التي تنطلق من مكان إنتاجها إلى موقع التخلص منها نهائيا؛ إذ تمر من الجمع والنقل والفرز والرسكلة، إلى التثمين، بالإضافة إلى الوسائل التي تتطلبها العملية؛ حيث يتم خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة. كما إن للتكنولوجيا دورا كبيرا في مجال تحسين تسيير النفايات، الذي يُعد مجالا واسعا، وله قدرات كبيرة في خلق مناصب شغل مستدامة.

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن تثمين النفايات، هل لنا أن نعرف كمية استرجاعها؟

بالنسبة للاسترجاع، فقد أظهر آخر عمل للوكالة، أن استرجاع النفايات لا يتجاوز 10 بالمائة من النفايات المنتجة، وهذا يدل على أن المجال مايزال واسعا لخلق ثروة ومناصب شغل؛ من خلال الاستثمار في هذا المجال، وتوسيع الفرز الانتقائي للنفايات، خاصة أن مراكز الردم التقني لا يمكنها استيعاب كمية النفايات التي توجَّه إليها؛ إذ تم إنشاء 101 مركز تقني للنفايات عبر الوطن، و90 مفرغة مراقبة، و11 مركز فرز و39 مستودع فرز للقضاء على المفارغ العشوائية، التي لها مخاطر وانعكاسات على البيئة، لما تفرزه من مواد عضوية، وانبعاثات غازية، وانجراف للتربة وغيرها.

تعمل الوكالة على التقريب بين المواطن والإدارة في مجال تسيير النفايات، كيف ذلك؟

للتقريب بين الإدارة والمواطن حاولنا أن نكون همزة وصل بين الطرفين، خاصة الجماعات المحلية، في مجال تسيير النفايات المنزلية؛ لذلك وضعنا نظاما للرصد والإنذار، والذي يمكّن المواطن من خلال الهاتف الذكي، من تحميل تطبيق "نظيف" للتبليغ عن أي خلل أو تذبذب في جمع النفايات أو الرمي العشوائي أو نقص الحاويات؛ حيث استقبلت الوكالة 23 ألفا و13 تحميلا خاصا بهذا التطبيق. وتوجَّه شكاوى المواطنين مباشرة للمعنيين، حيث هناك تجاوب كبير من الطرفين الإدارة والمواطن الذي استحسن هذا العمل، الذي سمح له لأول مرة، بالتبليغ عن النقائص وباستعمال الصور، فضلا عن الرقم الأخضر 30-07 المخصص، هو الآخر، لتبليغ الشكاوى في إطار تحسين تسيير النفايات المنزلية؛ حيث وضعت الوكالة هذا التطبيق؛ باعتبارها وسيطا بين المواطن والإدارة، في إطار مرافقتها الجماعات المحلية، للتبيلغ عن مختلف التجاوزات المتعلقة بالبيئة؛ بهدف تحسين الإطار المعيشي للمواطن؛ من خلال الكشف عن النقاط السوداء والمفرغات العشوائية. وتلقت الوكالة في آخر إحصائيات السنة المنقضية، أكثر من 3600 شكوى مقسمة على 2133 شكوى متعلقة بالتذبذب في عملية جمع النفايات، و1497 شكوى عن وجود مفرغات عشوائية ونقاط سوداء، حيث شكلت النفايات المنزلية أعلى حصيلة بنسبة 58 بالمائة، وتمكنت الجماعات المحلية بفضل نظام الرصد والإنذار، من معالجة 300 شكوى، فيما قامت الوكالة الوطنية للنفايات بـ 14 تدخلا ميدانيا رفقة الجماعات المحلية؛ من أجل القضاء على النقاط السوداء والمفرغات العشوائية.

❊ وما هي آفاق تحسين تسيير النفايات وتثمينها؟

وزارة البيئة لديها استراتيجية تمتد إلى 2035، وتكلف الوكالة الوطنية لتسيير النفايات بتنفيذها، والتي ترتكز، أولا، على تفعيل الفرز وتقويته، لتمديد عمر المكبات. ولأول مرة تتحدث هذه الاستراتيجية عن إقحام القطاع الخاص في تسيير النفايات، إلى جانب المؤسسات العمومية للنظافة، لتقديم إضافة تقنية ومادية في مجال تسيير النفايات، وذلك ضمن هذه الاستراتيجية التي تمتد إلى آفاق 2035.

❊ كيف تقيّمون حصيلة نشاط الوكالة لسنة 2020؟

  نشاطنا في السنة الماضية تأثر بجائحة كورونا على غرار معظم النشاطات، لكن هذا لم يمنعنا من تنفيذ سياسة وزارة البيئة على أرض الواقع؛ إذ استمررنا في مرافقة الجماعات المحلية والقيام بالعمل الميداني والتحسيسي. وتم التطرق خلال وباء كورونا، للنفايات الاستشفائية، لتوعية المواطنين وكل الفاعلين، وإعطائهم الإرشادات اللازمة لتفادي الأخطار التي تنجم عن النفايات بكل أنواعها. ونحن بصدد مواصلة العمل، وتجسيد البرنامج المسطر لتثمين النفايات وتقليص حجمها إلى أبعد الحدود.