مديرة المعهد الوطني للتكوينات البيئية لـ"المساء":

برنامج خاص بتكوين الأئمة خلال أكتوبر

برنامج خاص بتكوين الأئمة خلال أكتوبر
مديرة المعهد الوطني للتكوينات البيئية، بوعلي مليكة
  • القراءات: 5015
حاورتها: هدى. ن حاورتها: هدى. ن

كشفت مديرة المعهد الوطني للتكوينات البيئية، بوعلي مليكة، في لقاء خصت به "المساء"، عن برمجة إدارتها لدورات تكوينية في مجال البيئة لصالح أئمة المساجد، ستنطلق مطلع الشهر الجاري، بهدف تمكينهم من تحسيس المواطن في خطب الجمعة، بأهمية وكيفية الحفاظ على البيئة والمحيط، مشيرة الى وجود اهتمام تام من قبل المؤسسات الصناعية العمومية منها والخاصة، والجماعات المحلية، بتكوين العمال والإطارات في عدة تخصصات، كل حسب مجال نشاطه.

يتجه عدد كبير من المؤسسات الصناعية في الجزائر، العمومية منها والخاصة، إلى اعتماد مبدأ تكييف نشاطاتها الصناعية في مجال الحفاظ على البيئة، مع ما تفرضه القوانين ذات الصلة، ويتضح هذا التوجه أكثر، من خلال ما يصل المعهد الوطني للتكوينات البيئية، من طلبات في مجال التكوين والتحسيس لصالح العمال والإطارات، في مختلف المواضيع، من جملتها نظام تحليل الأخطار ونقاط المراقبة الحرجة، إلى جانب الأمن الوقائي.    

أكدت مديرة المعهد في هذا الصدد، على وجود عدد كبير من المؤسسات الصناعية العمومية والخاصة في الجزائر، تسعى إلى طلب التكوين في مجال البيئة لصالح مستخدميها وإاطاراتها، وفي إطار اتفاقيات يتم إبرامها مع المعهد، وتنظيم دورات تكوين لصالحهم في عدة مجالات، منها الجباية البيئية، والأمن البيئي، ونظام تحليل الأخطار ونقاط المراقبة الحرجة، وهو تخصص مطلوب بكثرة، إلى جانب الأمن الوقائي، فضلا عن تسيير النفايات الصناعية الخاصة والخطيرة، بالإضافة إلى تكوينات لصالح المؤسسات المصنفة، حول موضوع المحافظة على البيئة داخل المؤسسة، وكيفية الحفاظ على العمال، ومواضيع أخرى ذات صلة بمخلفات النشاطات الصناعية، والحفاظ على المياه، والتنوع البيولوجي، والاحتباس الحراري، وتسيير المشاريع، وعدة مواضيع تكوين يوفرها المعهد تستجيب، حسب المديرة، لاحتياجات المؤسسات والشباب والجمعيات والجماعات المحلية، هذه الأخيرة باتت تدرج ضمن طلباتها، التكوين في مجال الأمن الوقائي وجمع وتسيير ورسكلة  النفايات، بالإضافة إلى  الضرائب الإيكولوجية والطاقات المتجددة.

برامج ممولة من قبل وزارة البيئة في إطار الخدمة العمومية

تفيد نفس المسؤولة، بأن وزارة البيئة، وفي إطار الخدمة العمومية، تموّل عددا كبيرا من البرامج، في مجال التكوين البيئي، شملت مواضيع مختلفة في أكثر من 180 تخصص، استفادت منه 1262 جمعية، مشيرة إلى برنامج آخر يتم اعتماده في نفس الإطار، وهو برنامج تكويني ، منه ما يمس ما لا يقل عن 700 جمعية تنشط على المستوى الوطني في مجال البيئة، وهي جمعيات يمثلها شباب هم في اتصال دائم بالمعهد، ولهم دور فاعل في عمليات التحسيس.

وفي نفس السياق، كشفت المتحدثة، عن وجود برنامج تكويني سينطلق في أكتوبر الجاري، لصالح أئمة ومرشدات المساجد، يهدف إلى تمكين الأئمة من مختلف المعلومات المرتبطة بحماية البيئة وتحيينها لهم، حتى يتمكنوا من إيصالها إلى جميع شرائح المجتمع، وتحسيسهم بأهمية الحفاظ على البيئة والمحيط  في خطب الجمعة، وسيكون للمرشدات نفس الدور من خلال احتكاكهن بالنساء. يسجل المعهد الوطني للتكوينات البيئية، اهتمام الشباب من أصحاب المشاريع، بالجانب التكويني، لتقوية قدراتهم، من خلال التواصل بالمعهد عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار "فايسبوك"، أو الاتصال المباشر بالمديرية العامة للمعهد، أو عبر ملاحق  دور البيئة المنتشرة عبر ولايات الوطن.    

كما يتلقى الشباب المهتم بإنشاء مؤسسات مصغرة في المجال البيئي، تكوينا تمنح لهم على أثره، شهادات في مجال التخصص، والتي منها رسكلة النفايات، والطاقات المتجددة ، وعمد المعهد الى إبرام اتفاقية مع مدرسة متخصصة في مجال الطاقات المتجددة، لتمكين هؤلاء الشباب، من التكوين في المجال، وتم وضع مخبر دار البيئة لولاية باتنة للطاقات المتجددة، تحت تصرف المكونين والشباب المستفيدين القادمين من ولايات الوادي وقسنطينة وباتنة، وتمكن الكثير من المستفيدين، من الحصول على عقود عمل مع البلديات في مجال الإنارة العمومية، التي تعمل بالطاقات المتجددة.

كما أبرم المعهد، إتفاقية مع وزارة الاتصال، استفاد في إطارها، 120 صحفي من دورات تكوينية حول 6 مواضيع بيئية، تخص التنوع البيولوجي، وتسيير النفايات، والتربية البيئية، والتربية المستدامة، وتسيير المشاريع، وهو برنامج ثري تقول السيدة بوعلي، امتد بين سنتي 2019 و2022 ، وتم فيه تخصيص 10 أيام تكوين لكل ولاية، نشطها مختصون وخبراء  معتمدين من قبل وزارة البيئة. كما استفاد في إطار اتفاقية تم إبرامها مع وزارة العدل في 2018، ما لا يقل عن 4320 شاب، من التكوين داخل المؤسسات العقابية عبر 42 ولاية، حول تقنيات البستنة، وتسيير النفايات، والطاقات المتجددة، حيث أعطى هذا التكوين ثماره، كما تمكّن عدد كبير من الشباب المستفيدين، من تأسيس مؤسسات متخصصة وهم على اتصال دائم ومتواصل بالمعهد. 

13 دورة تكوينية لعمال مؤسسة "نفطال"

في مجال التحسيس والتوعية والتربية البيئية، يضطلع المعهد، بمعية دور البيئة الملحقة به، المتواجدة في 48 ولاية، بالعمل في الميدان مع الجمعيات المتخصصة، ولهذه الأخيرة دور هام في مجال لتحسيس. كما يتلقى المعهد، طلبات تكوين من مؤسسات صناعية عمومية وخاصة، لتنظيم دورات تكوينية تحسيسية لصالح العمال، حول كيفية الحفاظ على البيئة خارج وداخل  المؤسسة، على غرار مؤسسة "نفطال" لتوزيع مواد المحروقات التي استفادت من 13 دورة تكوينية، على مستوى هياكلها المتوزعة عبر التراب الوطني، نشطها خبراء في المجال من أجل تحسيس إطارات الشركة حول كيفية استعمال الزيوت والتحكم في تسييرها، والحفاظ على البيئة على مستوى محطات التزود بالوقود.

بادر المعهد من جهة أخرى، -حسب مديرته- بتجسيد 3 حدائق إيكولوجية نموذجية، وهي نموذج كندي، يتمثل في حديقة علاجية خصص لها حيز مكاني بمستشفى ين عكنون بالعاصمة، يتم فيها غرس نباتات ذات علاقة بطبيعة المرض الذي يعاني منه المرضى المتواجدون على مستوى المستشفى، ولقيت المبادرة تجاوبا من قبل المرضى، الذين باتو يعتنون بأنفسهم بالحديقة.  يتمثل النموذج الثاني، في حديقة مشتركة، -تضيف المتحدثة-، وهي مساحة خضراء تمت تهيئتها على مستوى الحي السكني "عدل" بمنطقة بومعطي، وهي محل اهتمام السكان، وتحصلت حسب السيدة بوعلي، على الجائزة الثانية في مسابقة نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "لسيسكو" بقيمة 10 آلاف دولار. كما تم فوق سطح دار البيئة لولاية تيبازة، تخصيص حيز أخضر، وهي حديقة الهدف منها بعث رسالة، توضح بأنه يمكن استغلال أسطح المنازل لإنجاز مساحات خضراء في المدن الكبرى، التي لا تتوفر على أراض مهيئة لذلك. 

تنصيب 4 آلاف نادٍ بيئي على مستوى المدارس

أبرمت وزارتا البيئة والتربية الوطنية سنة 2002، بروتوكولا، يهدف إلى إدخال مفهوم التربية البيئية في الوسط المدرسي، وجعله سلوكا مندمجا في تربية الأطفال والتلاميذ. وتم على مستوى المدارس، تنصيب نواد بيئية، عن طريق لجان محلية وأخرى وطنية، تضطلع إلى جانب مهمة التنصيب بالمتابعة والتكوين والتوجيه، وتقييم حصيلة النشاطات المنجزة، حيث تتكون اللجنة المحلية من رئيس ملحقة دار البيئة التابع للمعهد، ومديري التربية والبيئة للولاية المعنية، كما تظم اللجنة الوطنية، ممثلا عن وزارة البيئة وآخر عن وزارة التربية وممثلا عن المعهد.

يفوق عدد النوادي المنصبة، -وفق تصريح محدثتنا-، 4 آلاف ناد بيئي على المستوى الوطني، حيث تم مؤخرا، بقاعة "الأطلس" بالعاصمة، تنصيب أكثر من 100 نادٍ، بحضور وزيرة البيئة.  يقوم المعهد، حسب مديرته، بتكوين منشطي النوادي، الذين هم في الأصل أساتذة ومدرسون يعملون بالمؤسسة التعليمية المعنية، حول تقنية التنشيط والبستنة وكيفية الحفاظ على البيئة والمساحات الخضراء، وكل ما يخص التربية البيئية، لتقوية قدراتهم في المجال البيئي، وإرسائها في سلوكيات التلاميذ، من خلال التلقين النظري، والخرجات الميدانية البيداغوجية، التي تجعل الطفل يقف في الميدان على أهمية حماية البيئة، ويتحول من مستقبل للمعلومة، إلى فاعل في مجال التحسيس في وسط العائلة والمجتمع برمته.