محمد الإبراهيمي إمام المسجد القطب عبد الحميد بن باديس بوهران لـ«المساء»:

المجتمع الجزائري محصّن ضد التشيّع والأحمدية

المجتمع الجزائري محصّن ضد التشيّع والأحمدية
  • القراءات: 46313
حاوره / رضوان.ق حاوره / رضوان.ق

يتوقع الأستاذ محمد الإبراهيمي، إمام مسجد القطب عبد الحميد بن باديس بوهران، أن تكون لجامع الجزائر الأكبر رسالة ضخمة نحو شمال المتوسط وإفريقيا، وأن إمامته رسالة ثقيلة تتطلب طاقما علميا مؤهلا.بخصوص ظاهرتي التشيّع وطائفة «الأحمدية» قال الإمام الإبراهيمي، في حديث لـ«المساء» إنه لا يخشى على المجتمع الجزائري لأنه محصّن بوحدته ومرجعيته المذهبية والفقهية. مضيفا أن هذه المذاهب وغيرها لم ولن تجد في الجزائر البيئة الحاضنة لها، مثلها مثل ظاهرة التطرف التي عصفت ثم مرت، ثم ولت إلى غير رجعة.عن الجرائم في المجتمع على غرار اختطاف الأطفال، قال إن علاجها يتمثل في محورين، الأول توعوي تربوي وعلاجي، والثاني ردعي صارم يستدعي القصاص.

ماذا يمثل لكم مشروع جامع الجزائر الكبير الذي يشرف على الانتهاء من أشغاله؟

مشروع جامع الجزائر الكبير صرح معماري ومنارة دينية وعلمية يفتخر بها كل الجزائريين ومكسب ثمين يضاف إلى المكاسب والإنجازات الضخمة للدولة، ولعله من أضخم الإنجازات الدينية للدولة منذ الاستقلال، ونحن نستذكر الذكرى الـ62 لاندلاع ثورة التحرير المباركة وهذا من أثارها الطيبة، وأتوقع أن تكون له رسالة ضخمة على مستوى ضخامته نحو شمال المتوسط وإفريقيا وداخليا نحو عموم المجتمع الجزائري وتاريخه ومرجعيته الفكرية والثقافية والفقهية، خصوصا في الظروف الحالية التي تتميز بالصراعات والخلافات والتمزق الداخلي في بلادنا العربية.

كيف ترون أهمية إمامة هذا الجامع وشروطها؟

الإمامة رسالة ثقيلة ومسؤولية دقيقة ولا شك أن موقع الجامع الكبير ومكانته ورسالته والدور الذي ينتظر منه أن يمارسه الإمام فالآمال تعلق على ناصيته وتقتضي من الإمام أن يكون في مستوى هذا التطلع وتلك الآمال وذلك الدور ولاشك بأن القائمين على الشأن الديني كلهم واعون ومدركون بهذه الرسالة، كما يتطلب الجامع الأعظم طاقما علميا مؤهلا.

انتشرت في المدة الأخيرة ظاهرة فوضى بناء المساجد وغياب الطابع العمراني الأمر الذي شوّه المنظر العام، ما رأيكم؟

انتشار بناء المساجد وتوسعتها ظاهرة صحية في المجتمع الجزائري يجدر الإشادة بها لما للمسجد من أهمية ودور مباشر في علاج أمراض المجتمع، والتقليل من الآفات التي تحتاج كذلك إلى ترشيد ومتابعة ومرافقة، وعلى الوزارة الوصية القائمة على قدم وساق من خلال تأطير عمليات البناء وتكليف لجان دينية ودوريات التفتيش التي يقوم بها أعوان المديريات بالولايات وهو ما يمكّن من رفع تحسين النوعية وإنجاز مساجد تتوفر على كامل الشروط العمرانية والدينية مستقبلا إن شاء الله.

رغم أن القانون يمنع جمع التبرعات بالمساجد فإن بعض المساجد لا زالت تجمع الأموال يوم الجمعة، كيف تعلقون على ذلك؟

الذي أعرفه هو وأنا متيقن منه أنه لا يمكن جمع التبرعات إلا بقرار رسمي من وإلي الولاية، ولا يمكن للإمام أن يقوم يوم الجمعة بجمع الأموال إلا بموجب مرسوم ممضى من والي الولاية لتتم العملية بشكل شرعي.

كيف تنظرون إلى ظاهرة التشيّع وظهور ما يسمى بطائفة «الأحمدية» وغيرها من الأفكار الطائفية؟ وفي اعتقادكم كيف يمكن تحصين المجتمع من هاتين الظاهرتين للحفاظ على المرجعية الدينية في الجزائر والتي هي المالكية؟

من صفات المجتمع الجزائري الوحدة الدينية والمذهبية والفقهية، فحتى القراءة موحدة «رواية ورش» وهذا ما ساعد الجزائريين في تآلفهم ووحدتهم طوال سنين رغم الأزمات التي مرت بها الجزائر، فالمجتمع الجزائري محصّن بوحدته ومرجعيته وهذه المذاهب لم ولن تجد البيئة الحاضنة لها لأنها معزولة عن تاريخ وهوية وثقافة المجتمع. فكل فكرة تحتاج إلى بيئة حاضنة تكون لها صلة امتداد لنموها وهذا ما لا تتوفر شروطه في مجتمعنا كظاهرة التطرف التي عصفت ثم مرت وولّت إلى غير رجعة لذات الأسباب. كما أن المساجد والزوايا هما الحصنان اللذان يجب أن يقويا لضمان وحدة المجتمع وتلاحمه.

انتشرت في المدة الأخيرة ظاهرة اختطاف الأطفال وجرائم ضرب وقتل الأصول. ما هي أسباب ذلك في نظركم وما هو العلاج؟ وهل أنتم مع المنادين بتطبيق القصاص في مرتكبي هذه الجرائم.

انتشار الجرائم في المجتمع ظاهرة غير صحية تقتضي إعادة النّظر في المناهج التربوية و منظوماتنا الثقافية والإعلامية وتقتضي دراسات علمية أكاديمية جادة لعلاج هذه الظواهر المرضية.

وعلاجها يتطلب محورين، محور توعوي تربوي وعلاجي ومحور ردعي صارم يمنع تطور الظاهرة وامتدادها، وهو ما نصّت عليه الشريعة في آية القصاص عملا بقوله تعالى «ولكم في القصاص حياة» 

بورتري

الأستاذ محمد ميقاتي، المدعو محمد الإبراهيمي مولود بتاريخ 26 مارس 1972 بمدينة بريكة بولاية باتنة، حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة من عمره ببلدية أولاد إبراهيم بولاية المدية، تلقى دراسته الجامعية في العلوم الإسلامية بكلية العلوم الإسلامية بباتنة،

متحصل على شهادة الماجستير في الكتاب والسنّة ويعد لتقديم رسالة دكتوراه في التفسير.

مؤذن القناة الوطنية الأولى، قارئ بالقناة الخامسة للقرآن الكريم، صاحب المصحف الرسمي المسموع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف برواية ورش، إمام خطيب بعدة مساجد «مسجد أول نوفمبر الكبير بباتنة ـ والجامع الكبير بالعاصمة ومسجد البشير الإبراهيمي ببراقي بالعاصمة وحاليا مسجد القطب ابن باديس بوهران».

متحصل على الجائزة الأولى في تجويد القرآن بالمغرب سنة 2008، كما تلقى دورة تكوينية في مناهج الدعوة بجامع الأزهر الشريف سنة 2003.