المبدعة نادية بوخلاط لـ"المساء":

الكتابة شغفي وكورونا أملت نمطا تواصليا جديدا

الكتابة شغفي وكورونا أملت نمطا تواصليا جديدا
الصحفية والكاتبة نادية بوخلاط
  • القراءات: 841
حاورها: رضوان.ق حاورها: رضوان.ق

تعدّ الصحفية والكاتبة نادية بوخلاط من الأسماء القليلة التي تمكّنت من الجمع بين مهنة الصحافة والكتابة الأدبية وأصدرت عدّة مؤلفات وروايات ساهمت في التعريف بالإبداع الجزائري الشاب، وحازت جوائز هامة، التقت بها "المساء" وحاورتها عن تجربتها الأدبية ومشاريعها وتطلعاتها لمستقبل الكتابة الروائية في الجزائر في ظل الرهانات الكبيرة المطروحة على الساحة.

❊ معروف أنك صحفية واشتغلت بعدة جرائد.. لكن ما قصتك مع الكتابة الأدبية؟

❊❊ تجربتي في الكتابة الأدبية كانت مجرد هواية ولدت معي وعطية من الله، ففي سن مبكرة كنت شغوفة بالمطالعة وأطالع أي شيء مكتوب تطاله يدي من قصاصات جرائد، مجلات، لافتات، ودخلت إلى ذلك العالم الجميل وزاد شغفي خلال سنوات الدراسة حيث أحببت مادة التعبير وكنت أتحصل فيها على أعلى العلامات، وفي سن 12 عاما بدأت تتبلور لديّ الرغبة في ترجمة أفكار كانت تتزاحم داخل مخيلتي فكنت أكتب خواطر وقصصا قصيرة وبعض الأشعار وظلت تلك الكتابات الطفولية التي كانت تنسجها مخيلتي مدونة في كراس خصصته لذلك.

واكتشفت "الجمهورية الأسبوعية" فقرّرت أن أرسل إليهم ببعض الكتابات والقصص، التي تفاجأت بنشرها فزاد حماسي ورغبتي في الإبداع أكثر وكنت أتلقى تشجيعا من المسؤولين على ركن

"إبداعات" وظلت الكتابة ذلك الهاجس الذي يسكنني وتطوّر مع مرور السنين أسلوب كتابتي خصوصا بعد انخراطي في نادي "أكتب" الذي كان يشرف عليه الكاتب والقاص روان علي الشريف، وزاد هذا الاحتكاك في تطوير موهبتي وصقلها لأصبح بعدها اسما فاعلا في الساحة الثقافية في وهران.

❊ وماذا عن مؤلفاتك؟

❊❊ كنت أرغب بالمشاركة في مسابقة أدبية فكتبت مجموعة من القصص القصيرة وقصة مطولة ولدت كمعجزة، إن صحّ التعبير، فقصة "امرأة من دخان" كتبتها في يوم واحد ولم أكن أتوقع حين بعثت بها للمشاركة في مسابقة مهرجان "همسة الدولي للفنون والآداب" في مصر سنة 2015 أن تتوّج  بالجائزة الأولى في صنف الرواية، هذا التتويج كان بالنسبة لي مفاجأة لم أكن أتخيلها يوما وبعدها بحوالي شهرين بعثت بها إلى الأردن بفضل الكاتبة دالي يوسف مريم من تلمسان ولأن النشر كان متاحا دون تكاليف أرسلت لهم الرواية ونشرت وبعدها رأت مجموعتي القصصية "عازفة الماندولين" النور، ما فتح شهيتي للإبداع أكثر وكان إيذانا بميلاد روايتين في وقت لاحق وهما "اليد اليمنى للكولونيل" و«طوق البنفسج".

❊ ماذا حدث بعد تتويجك بجائزة في مصر؟

❊❊ لا أخفي بمرارة، أنّه حين توّجت في مصر بالجائزة الأولى كنت أتوقع أن يتم الاحتفاء بي وتكريمي نظير تشريفي للجزائر، ليس لكوني كاتبة فحسب بل لكوني صحفية لطالما كنت متابعة لكل شاردة وواردة في الثقافة بوهران من خلال حواراتي وتغطياتي لمجمل الأحداث الثقافية في وهران، لكن لا شيء من هذا حدث، فمرّ تتويجي مرور الكرام، وهذا خيّب ظني في أهل الحل والعقد في الشأن الثقافي، وحدث هذا الإقصاء بسبب استطلاع أنجزته عن واقع الثقافة والمثقف في وهران وبسببه صنّفت في الخانة الحمراء وصرت من "المغضوب عليهم" فأقصيت من المشاركة في ملتقى "شموع لا تنطفئ" بعدها وأشياء كهذه تحبط عزيمة المبدع فما بالكم إن كان مبدعا وصحفيا.

❊ ومن كرمك من غير الجهات الرسمية بوهران؟

❊❊ بخصوص التكريمات، فقد كرمتني جمعية "وحي المثقفين"، كما كرمت بهدية قيمة وتقدير كبير من السيد عبد الهادي مهدي مدير دار الثقافة الجديدة "أمحمد اسياخم" بولاية غليزان على هامش البيع بالتوقيع لروايتي "امرأة من دخان" ومجموعتي القصصية "عازفة الماندولين"، وصرت بفضل الله اسما من الأسماء الثقافية بهذه الولاية التي اضطرتني مشكلة عائلية إلى الإقامة فيها، كما كرّمت من قبل المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية غليزان كعربون إشادة لتغطيتي لجميع نشاطات هذا الصرح الثقافي الذي يستضيف أسماء ثقيلة في الأدب والثقافة والإبداع، وتم التكريم على هامش تقديم روايتي "اليد اليمنى للكولونيل" التي صدرت لي عن دار الماهر بالعلمة بولاية سطيف.

❊ ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

❊❊ فيما يتعلّق بمشاريعي فأنا اشتغل على نص روائي جديد بعنوان "محطة قطار"، يختلف في أسلوبه وطريقة الصياغة كنوع من التجربة الروائية الجديدة فضلا عن الاشتغال على ديوان شعري لم أضع له عنوانا بعد، كما أشتغل على مجموعة مشاريع لا زالت مجرد أفكار حاليا.

❊ فرض جائحة كورونا نمطا جديدا في التواصل والفعل الثقافي، كيف تعاملت مع ذلك؟

❊❊ أملت جائحة كورونا نمطا جديدا على المثقفين، وكان من الضرورة بمكان إيجاد حل بديل يسمح للمثقفين بالالتقاء والتواصل، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تجسيد ذلك المشروع وميلاد الملتقيات الافتراضية التي وفّرت فرصة لإرسال إبداعاتهم، وميزة هذه الملتقيات الأدبية أنها تمكّن من التعارف والتواصل بين المبدعين من كلّ ربوع قطرنا الوطني وصارت هناك مبادرات لإعطائها بعدا مغاربيا وعربيا، ما يوسع آفاق التعارف والتبادل بين المبدعين في شتى أنواع الإبداع من شعر وقصة وخواطر، ولم تقتصر المنصات الافتراضية على الأدب بل امتدت إلى المسرح والحفلات الموسيقية، حيث خصّصت دور الثقافة في مختلف ولايات القطر والمسارح حيزا لتقديم نشاطاتها ونقلها إلى العالم الافتراضي ونشرها على صفحاتها على "الفايسبوك"، وقد سمح هذا العالم بتنشيط الحركة الثقافية في ظل هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيشه، كما تسبب الوباء في تراجع ملحوظا وشلل في القطاع الثقافي على غرار القطاعات الأخرى التي أصابها الركود.