المطرب فريد فراقي لـ”المساء”:

أحرص على تقديم الجميل وأكره التكرار

أحرص على تقديم الجميل وأكره التكرار
  • 2982
حاورته/ سميرة زميحي حاورته/ سميرة زميحي
أكد المطرب القبائلي فريد فراقي، أن الفنان الذي يعرف بأداء معين لا يجب أن يخرج عنه حتى لا يجد نفسه محل أو مكان فنان آخر، مشيرا إلى أنه منذ 33 سنة من العطاء الفني، لا يزال يؤدي الأغاني بنفس الطريقة، نفس الموسيقى التي عرفه بها جيل الثمانيات عندما اعتلى المنصة لأول مرة. كلمات جد معبرة وأشعار مؤثرة لا تزال تطبع أعماله التي يصبغها الحزن الذي لم ينبع عنه أي إحساس بالتشاؤم، بل أبدى عبر أغانيه قبوله لخشونة وصعوبة الحياة. رغم أنه في الـ 60 سنة من العمر، إلا أنك حين تستمع إليه تشعر بقوة أدائه، ولمعرفة المزيد عنه، التقت به ”المساء” ونقلت لكم هذا الحوار.
من يكون فريد فراقي؟
فريد ابن قرية تارا بتيزي غنيف بولاية تيزي وزو، أحب الفن منذ الصغر، وككل شاب يحب الفن ويطمح إلى تحقيق أحلامه، أخذت شيئا فشيئا في البحث عن الجديد إلى أن قررت الظهور على الساحة الفنية، وكان ذلك عام 1981، حيث أديت أول أغنية حملت عنوان ”ايول ايحملان ثولاس” ولقيت نجاحا لم أكن أتوقعه، منه ونظرا للحب والتجاوب الذي وجدته عند الجمهور، قمت بخوض عالم الفن لأنتج أكثر وأقدم عمل ينال إعجاب المستمع.
هل من جديد ينزل إلى سوق ؟
نعم لدي الجديد وهو قيد التحضير، إذ أحرص دائما على القيام بعمل لائق وجميل وأراقب جيدا الكلمات لتفادي إعادة ما سبق أن قلته أو أديت، فأنا أكره التكرار في الأغاني.
هل من جديد في ألبومك الجديد من حيث الأداء والموسيقى، مثلا؟
ألبومات فريد فراقي يعرفها الكبير والصغير، فإذا سألت أحد متتبعي ومستمعي فراقي منذ بداية مشواره الفني عن أي أغنية، سيعرف مباشرة أنها لي، لأنني معروف بأداء واحد ومميز فهو كالدم يسري في عروقي لا يمكن تغييره، وإن حاولت التغيير فسأجد نفسي مكان فنان آخر، وهذا ما لا أريده، لدي قالب معين وخاص بي منذ بداية الفن وسأظل أحافظ عليه طالما أنني أجد راحتي فيه والجمهور يحبه.
أغانيك تعبر عن مراحل حياتك، أم استنباط من محيطك وما عاشه غيرك؟
الفنان يعبر عما يعشيه ويحس به، لكنني أغني ما يحس به الغير أيضا، فأنا أعيش في مجتمع أتأثر به ويؤثر عليا، ونترجم ذلك الشعور والإحساس بكلمات معبرة، تعتبر بمثابة رسالة تصل إلى المستمع بصمتها في نفسيته لأنها ببساطة قوية لدرجة يتأثر بها.
كم عمرك الفني؟
وصلت الآن إلى 33 سنة من العطاء الفني الذي تمكنت خلاله من إنتاج وإصدار 21 ألبوما فنيا يختلف كل واحد عن الآخر في الكلمات والمعاني، لكنهم يجتمعون في الموسيقى والأداء، فمنذ أول ألبوم صدر لي إلى يومنا هذا، فقد لا تجد الفرق بين ألبوم وآخر، لكن إذا ركزت جيدا ستلاحظ الفرق والجديد بين الأعمال يكمن في الكلمات القوية التي تتغنى بالحب النقي والطاهر.
يطبع أعمالك الحزن، هل لنا أن نعرف لماذا؟
سبق للعديد من المحبين أن طرحوا علي هذا السؤال، لكن أكرر ما سبق أن قلته، لكل فنان أداء معين وموسيقى خاصة، وبطريقة أدائي يخيل للمستمع أنها أغاني حزينة، لكن هذا لا يدل على أن نفسيتي أو شعوري يتسم بالحزن، إنما هذا هو النوع الموسيقي الذي أحبه وأجد ضالتي فيه، فأنا وفيّ للموسيقى الجميلة والرقيقة. وأغاني الحب التي أقوم بتأديتها ليس لها سن معين، فأجد الكبير والصغير يسمعها لأنها تمس أعماق القلب... فعندما أرى الدموع على أحد من الجمهور أفهم أن الرسالة وصلت واستطعت دخول قلبه، فأنا مقتنع أن الفنان الحقيقي هو من يستطيع أن يمس القلوب، لأن السماع لأغاني الحب الحزينة تيقظ حتما مشاعر الحب القديمة لتدعو إلى عدم الهروب ونسيان الماضي، وإنما مواجهته.
ما رأيك في الأغنية القبائلية حاليا؟
في العالم ككل يوجد صعود وهبوط في الغناء، فكل واحد يواجه هذه الحتمية، طبعا هناك نقص في الإبداع الفني، لكن يجب وضع الثقة في الوجوه الفنية الشابة حتى تستطيع أن تبدع وتعمل أكثر في المستقبل. وعلى الفنانين الشباب المضي نحو الأمام بالأغنية القبائلية، صراحة بالنسبة لي ما أقوم به لا يشعرني بالنقص، طالما أنني أرى لكل أغنية جمهورها وهو ما يدل على أن فني يسير في طريق جيد.
كيف تشعر عند الغناء داخل أو خارج الوطن؟
الأمر سيان بالنسبة لي، داخل الوطن أو خارجه، فالجمهور صديق لي يرافقني أينما ذهبت، قمت بحفلات فنية بكندا، فرنسا وغيرها ولاحظت حب الجمهور لي وإقباله على الحفل. وهذا ليس إلا دليل على أن ما أقوم به أعجبه حتما، وحبه للغناء الذي أقدمه الذي ينتقل من القلب إلى القلب يدفعه إلى الحضور لمشاهدتي والاستمتاع بأدائي، فعندما تكون لأغنية معينة جمهور ومستمع فهذا نجاح لا مثيل له، لذلك لا يمكن التمييز أو ملاحظة الفرق بين الغناء هنا أو في مكان آخر... ويجب أن نثق في المستقبل.
بم توصي الفنانين الشباب؟
أتمنى لهم النجاح وأدعوهم إلى بذل مجهودات أكبر لإنتاج عمل أكثر، وأدعو الفنانين الشباب إلى العمل والإبداع وتقديم إنتاج في المستوى، كما يجب العمل والبحث عن الجديد، وتقديم عمل فني نظيف، لأن لا شيء سهل، نحن بحاجة لفنانين شباب والقليل من العمل... كنا في وقت سابق مطربين صغار وكل صغير يتطور ليصل إلى مرتبة فنان كبير معروف بأدائه وعمله الجميل.
كلمة أخيرة؟
شكرا لكم على إعطائي جزءا من وقتكم والفرصة للتعبير عبر الجريدة، وبمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2964، أتمنى لكم سنة سعيدة،و أن يحقق كل واحد ما يصبو إليه. كما أود الإشارة إلى أن عنوان الفايسبوك الذي يحمل اسمي ليس لي، لأنني أرى أني لست بحاجة إلى هذا الموقع للتواصل مع الجمهور الذي يراني وأراه في الحفلات.