خصصت مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية البليدة تحسباً لدورة أكتوبر، 8464 منصب بيداغوجي، بعد قيام مصالحها بزيارة أكثر من 50 مؤسسة صناعية واقتصادية عبر الولاية، بهدف رصد احتياجاتها، ومعرفة التخصصات المطلوبة في سوق الشغل، حسبما كشف عن ذلك المكلف بالتسيير الإداري والمالي للمديرية، محمد عديدي.

أكد محمد عديدي في تصريح لـ "المساء"، أن العروض التكوينية المسطرة لهذه الدورة، تأتي استجابة لخارطة الطريق التي رسمتها الوزارة الوصية، حيث جرى تقليص عدد التخصصات التي تعرف تشبعاً كبيراً، والعمل، في المقابل، على تشجيع المتربصين للتكوين في الشعب التقنية. 

وقد تم توزيع المناصب على مختلف مؤسسات التكوين العمومية والخاصة، بواقع 7557 منصب بيداغوجي في المراكز والمعاهد العمومية، و907 منصب بالمؤسسات الخاصة المعتمَدة.

وأضاف المتحدث أن أبرز ما يميز دورة أكتوبر، هو الشروع في تكوين المكونين لفائدة الأساتذة في المقاربة بالكفاءات، بهدف تجاوز نمط التكوين الكلاسيكي، إلى جانب تكوين المكونين في اللغة الإنجليزية.

وفي جديد هذه الدورة، أشار عديدي إلى أن مؤسسة التكوين المهني التابعة لسونلغاز، حصلت على الاعتماد، ما يمنح المتربصين فيها شهادة دولة معترفٌ بها، تمكّنهم من ولوج سوق العمل بسهولة، خاصة أن الطلب على هذا النوع من التخصصات الخاصة بالكهرباء، مرتفع. وتُعد هذه المدرسة واحدة من أربع مؤسسات مماثلة على المستوى الوطني، وهو ما يشكل إضافة نوعية للقطاع على مستوى ولاية البليدة.

كما أوضح أن قطاع التكوين المهني يتماشى مع التطورات الرقمية، حيث تتم التسجيلات عبر المنصة الإلكترونية بلا أوراق، وهو ما جعل العملية أكثر سهولة. 

وقد سُجل إلى حد الآن 4624 متربص؛ ما يمثل أكثر من 54 ٪، وهو عدد كبير مقارنة بالسنوات الماضية؛ إذ كانت التسجيلات تتم قبل الأيام الأخيرة من اقتراب موعد انتهاء التسجيل؛ ما يخلق فوضى وازدحاما قبل إغلاق باب التسجيلات في 27 سبتمبر الجاري.

وبيّن المكلف بالتسيير الإداري والمالي أن الإشكال الوحيد الذي يواجه العملية، هو عدم استكمال بعض المتربصين إجراءات التسجيل، ما يعيق المصادقة عليها، داعياً المتربصين إلى الحرص على إتمام ملفاتهم لتفادي ضياع فرصهم، خاصة في التخصصات التي تعرف إقبالاً كبيراً. واستشهد في هذا السياق، بمعهد الفنون والصناعات المطبعية الذي خُصص له 305 منصب، بينما فاق عدد المسجلين به 364 مترشح. للتذكير، تمكنت مديرية التكوين والتعليم المهني بالتنسيق مع وكالة "ناسدا" التي فتحت فروعاً لها على مستوى معاهد التكوين بالولاية، من تكوين أزيد من 100 خريج، بادر بعضهم بالتوجه نحو الوكالة لطلب تمويل مشاريعهم الخاصة، وإنشاء مؤسسات مصغرة.