في إطار التدابير المتخذة بأدرار لمواجهة الوباء

4 آلاف متطوع للحد من انتشار كورونا

4 آلاف متطوع للحد من انتشار كورونا
  • القراءات: 1051
❊بلقاسم بوشريفي ❊بلقاسم بوشريفي

يواصل أكثر من 4 آلاف متطوع ينتمون لمختلف الجمعيات المدنية والموظفون بمختلف القطاعات بولاية أدرار، جهودهم وعملهم الميداني في التحسيس والتوعية بخطورة فيروس كورونا وكيفية الوقاية منه، باتخاذ جملة من التدابير والإجراءات التي سطرتها السلطات العمومية بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني عبر كافة بلديات الولاية، بفضل خلايا اليقظة المنصّبة، التي تسهر على متابعة الوضعية الصحية بالولاية، مع إصدار بيانات دورية لإزالة القلق والإشاعات، وهو ما تجاوب معه المواطنون بشكل إيجابي، خاصة التزامهم بشعار "خليك في دارك" أو "ابقَ في منزلك".

تستمر بولاية أدرار عملية تعقيم وتنظيف مختلف المساحات العمومية والشوارع ونقاط تجمّع المواطنين التي انطلقت منذ الأسبوع المنصرم، بمشاركة مصالح النظافة بالبلديات وديوان التطهير والحماية المدنية، ومتطوعين من جمعيات محلية مختلفة، حيث تشهد بلديات الولاية في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا، عمليات تطهير وتعقيم شاملة، مست مكاتب البريد والمؤسسات الصحية والعيادات الخاصة والمحلات التجارية والأسواق، بقيادة مصالح المديرية الولائية للحماية المدنية، التي جنّدت كافة أعوان وإطارات وحداتها الرئيسة والثانوية؛ بوضع نحو 700 عون يسهرون على عمليات التعقيم والتطهير.

وتشارك في هذه العملية مكاتب حفظ الصحة والأجهزة الأمنية والهلال الأحمر الجزائري ومديرية البيئة؛ حيث تم في هذا الشأن، تعقيم سوق وشارع بودة وساحة الشهداء بأدرار ومعظم شوارع وساحات مقرات البلديات ووحدات الحماية. كما تم تعقيم فندق "قورارة" بمدينة تيميمون المخصص للحجر الصحي، والذي استقبل إلى حد الآن، أزيد من 60 عاملا من المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين؛ تزامنا وحملات التحسيس والتوعية التي تنظمها السلطات الولائية وتنفذها مصالح الحماية المدنية وقوات الدرك والأمن الوطنيين بالتنسيق مع الهلال الأحمر. ففي 11 بلدية، تم تنظيم حملة تعقيم واسعة، شملت المرافق العامة والمساجد والمدارس القرآنية والمحلات التجارية، إلى جانب مواصلة حملات تحسيس وتوعية المواطنين بخطورة انتشار هذا الوباء، وضرورة التقيد بالتوجيهات والتعليمات الصحية الكفيلة بمحاربته، وذلك بالتنسيق مع جمعيات محلية ولائية فاعلة. كما تم إطلاق مبادرة خياطة الكمامات بمركز التكوين المهني برقان؛ من أجل المساهمة في الوقاية من الفيروس، والشروع في توزيع مواد معقمة ومواد استهلاكية على العائلات المعوزة والفقيرة عبر عدة بلديات في انتظار أن تشمل العملية كافة بلديات الولاية.

وبالموازاة مع كل ذلك، بادرت جمعيات فاعلة في المجتمع، بتأسيس هيئة ولائية تسهر على تحسيس وتطبيق حملة "خليك في دارك، ونحن نخدمك، ونوفر لك احتياجاتك"، خاصة في المناطق النائية. كما تم إرسال لوازم نظافة وتطهير إلى 1500 عائلة تقطن بمناطق الظل بالولاية؛ بغية تحسيسها بخطورة الفيروس. ويبقى عمل المبادرات مفتوحا بأدرار، لتوحيد جهود الجميع في محاربة هذا الوباء الفتّاك؛ حيث انخرطت فيها، مؤخرا، مؤسسات خاصة، تسهر على تقديم خدمات تتعلق بالوقاية والتعقيم.

وأمام كل هذا فإن سكان المنطقة متفائلون بسلامة المنطقة من هذا الفيروس لعدة خصوصيات؛ أولها، حسب آراء مختصين في مجال الصحة العمومية، الحرارة المرتفعة، بالإضافة إلى عدم دخول المنطقة أي مهاجر من خارج الوطن، وإلغاء جل الأعراس الجماعية والوعدات السنوية والمهرجانات؛ كإجراء احترازي، يهدف إلى الوقاية من الاحتكاك بين الناس، لتفادي احتمال انتشار هذا الفيروس الخطير.

تأسيس الهيئة الإنسانية "خليك في دارك"

في جانب آخر، أطلق عدد من النشطاء والفاعلين في الحركة الجمعوية بولاية أدرار، مبادرة تأسيس هيئة ولائية إنسانية تحت شعار "خليك في دارك"؛ بهدف التحسيس والتوعية من مخاطر فيروس كورونا والحد من انتشاره في أوساط الناس؛ بوضع آليات عملية، تسمح من خلالها هذه الهيئة الولائية، بالنزول إلى جل البلديات والقصور لتفعيل مخطط الوقاية، وتقديم مساعدات إنسانية لفائدة المعوزين وكبار السن وغيرهم من المواطنين. كما تهدف المبادرة إلى دعوة المواطنين والسكان إلى البقاء في منازلهم، خصوصا في هذا الظرف الذي يعرف فيه الفيروس انتشارا كبيرا، مع السهر على توفير كل الحاجيات والمستلزمات الضرورية لهم، لا سيما بالنسبة للقاطنين بالمناطق النائية والمعزولة، وهذا بتنصيب خلايا وفروع بلدية جوارية، تسهر على خدمة المواطنين؛ بتقديم المواد الغذائية وغيرها من الخدمات، حسبما صرح بذلك رئيس جمعية حماية المستهلك بأدرار وأحد مؤسسي الهيئة عامر رابح، الذي أكد أن هذه الهيئة تتكون من الاتحاد الولائي للتجار والحرفيين والهلال الأحمر الجزائري وجمعية "جزائر الخير" و«كافل اليتيم" وتنسيقية جمعيات أحياء بلدية أدرار؛ إذ بادروا كلهم باجتماع التأسيس لتسطير برنامج استعجالي وبأهداف متباينة، منها وضع آلية تساعد المتطوعين في هذا الظرف العصيب، على ضمان توفير التموين بالمواد الأساسية للمواطنين عبر مختلف المحلات التجارية المنتشرة بأحياء قصور  وبلديات ولاية أدرار، مع تأطير المتطوعين عبر الأحياء لمساعدة المسنين والمرضى العاجزين عن قضاء حاجياتهم الأساسية بدون أن يتنقلوا خارج بيوتهم، بالإضافة إلى ضمان توفير وسائل النقل للحالات المرضية الطارئة بالأحياء، في ظل توقف وسائل النقل العمومي وسيارات الأجرة، والتنسيق مع مختلف المبادرات لتوحيد جهود العمل الخيري لخدمة المواطن في هذا الظرف الاستثنائي.