بئر العرش بسطيف

300 عائلة بمداشر بلهوشات تعاني العطش

300 عائلة بمداشر بلهوشات تعاني العطش
  • القراءات: 954
منصور حليتيم منصور حليتيم

تتواصل معاناة سكان مشتتي لمحاميد ولحرامل بمنطقة بلهوشات بلدية بئر العرش بولاية سطيف، مع المياه الصالحة للشرب؛ فلايزال سكانها يعتمدون على اقتناء الصهاريج للتزود من هذا المورد الحيوي. ورغم استفادة البلدية من عدة مشاريع في مختلف البرامج التنموية لتزويد المنطقة بالمياه، إلاّ أن أغلبها لم يجسَّد على أرض الواقع، لأسباب منها تقنية، ولاصطدامها بمعارضة بعض السكان.

كشفت عريضة شكوى وُجهت للمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بولاية سطيف، أن أزيد من 300 عائلة من سكان مشتتي لمحاميد ولحرامل ببلهوشات التابعتين إداريا لبلدية بئر العرش، شرق سطيف، لايزالون يعتمدون على بعض الوسائل البدائية للتزود من مياه الشرب في ظل قلة هذا المورد الحيوي، الذي بات يشكل هاجسا لسكانهما، خصوصا في فصل الصيف حيث يكثر الطلب عليه.

وحسب ممثلي السكان، فإن قرابة 200 عائلة استفادت من مد شبكة التوزيع سنة 2016؛ بغلاف مالي يقدر بـ 700 مليون سنتيم، إلا أن المياه لم تزر الحنفيات بعدُ لأسباب لا يعلمها إلا المسؤولون المحليون، وتتطلب قرارا عاجلا لحل الإشكال القائم، وبالتالي وضع حد لمعاناة السكان، الذين يُجبرون يوميا على جلب مياه الشرب من الآبار الفلاحية غير المعالَجة، أو اقتنائها عن طريق شراء صهاريج المياه بمبلغ 1500 دج في بعض الأحيان.

وأكد سكان المشتتين أنهم طرقوا جميع الأبواب، ورفعوا انشغالهم هذا إلى مكاتب المسؤولين المحليين في العديد من المرات، إلا أن شكاواهم لم تجد آذانا صاغية، في ظل اعتماد منطق الطرشان من قبل ممثليهم على مستوى المجالس الشعبية المحلية؛ ما دفعهم إلى مراسلة الوالي، ومناشدته التدخل، ووضع حد لمعاناة طال أمدها.

واستنادا إلى نفس العريضة الموقعة من قبل أزيد من 150 مواطنا من أبناء المنطقة، فإن هذه الأخيرة خُصص لها عدة مشاريع محلية وقطاعية لتزويدها بمياه الشرب، آخرها مشروع توسيع الشبكة نهاية 2012، وإنجاز نقب وخزان بطاقة استيعاب 500 متر مكعب بأكثر من 4 ملايير سنتيم من برنامج قطاعي.

وأثناء دراسة المشروع تم تقسيم الخزان إلى قسمين؛ الأول بمنطقة الدواخة، بطاقة استيعاب 300 متر مكعب، تم إنجازه، والثاني بقرية أولاد عثمان لتزويدهم بمياه الشرب. وعند تعيين الأرضية سنة 2013 اصطدم المشروع بمعارضة بعض المواطنين على الأرضية، ليبقى يراوح مكانه لعدة أشهر أخرى، ويتم تحويل الاعتماد المالي لتوسيع الشبكة بقرية بلهوشات، لكن مع دخول المشروع حيز الخدمة، لم تستفد سوى العائلات القريبة من هذا الخزان، في حين بقيت معظم العائلات تعاني شح الحنفيات، على غرار التجمعات السكانية لجبابرة وريغة ولمحاميد والبيض. كما يوجد خزان قديم بطاقة استيعاب 250 مترا مكعبا بوسط القرية، مخصص لسكان الوسط، لكنه أصبح بعد تراجع منسوب المياه، غير كاف لتغطية الطلب، ولا يزود سوى بعض السكنات القريبة. وفي سنة 2017، خُصص غلاف مالي بـ 700 مليون سنتيم من خزينة البلدية، لإنجاز نقب ثان لتدعيم هذا الخزان، لكن بعد ذلك تم تحويل الاعتماد إلى مشروع آخر من قبل المجلس الحالي. كما تم خلال العهدة السابقة، وضع اقتراح لجلب قناة الجر من نقب الدواخة إلى الخزان القديم؛ حيث تم إنجاز القناة مؤخرا، وخزان ثالث بمنطقة لبيض، بطاقة استيعاب تقدر بـ 20 مترا مكعبا سنة 2018، لكن ذلك لم يقض على الأزمة.

كما استفادت البلدية خلال نفس السنة، من غلاف مالي بمليار سنتيم، لإنجاز نقب بالقرية، لتدعيم الخزان القديم من برنامج التنمية المحلية، لكن بعد نهاية أشغال النقب في منطقة لخلايف، كانت النتيجة سلبية بسبب اختيار أرضيات بدون دراسات مسبقة. ومن جهتهم، لاتزال معاناة سكان قرية لحرامل البالغ عددهم 100 عائلة، مستمرة مع المياه، ويجبَرون على اقتنائها بالاعتماد على طرق بدائية كالحمير لجر الصهاريج. ويحدث كل هذا في الوقت الذي تتوفر المنطقة على شبكة مياه منذ سنة 2008، غير أن الربط العشوائي والانكسارات المتعددة حالا دون وصول المياه إليها. ورغم تخصيص مبلغ 500 مليون سنتيم خلال العهدة السابقة لرد الاعتبار لهذه الشبكة، إلا أن مصادر المساء أكدت أن المجلس الحالي، قام بتحويل الاعتماد إلى جهة ثانية؛ بحجة أن القرية استفادت من مشروع مياه الشرب من الوكالة الجهوية للتنمية المحلية، وهو المشروع الذي جُمّد لاحقا.