يقدّمون قيمة اقتصادية مضافة ببومرداس

10 آلاف حرفي في مواجهة تحدي التحول الرقمي

10 آلاف حرفي في مواجهة تحدي التحول الرقمي
  • 342
حنان. س حنان. س

❊ كل نشاط حرفي يشكل فرصة استثمارية حقيقية لفتح مؤسسة مصغرة 

❊ إمضاء اتفاقية مع الحماية المدنية لتنظيم تكوين في الإسعافات الأولية للحرفيّين   

❊  يوم دراسي بالتنسيق مع الجمارك والضرائب والتجارة حول وسم المنتوج الحرفي

ينشط بولاية بومرداس قرابة 10 آلاف حرفي في مختلف مجالات الحرف والصناعة التقليدية. هؤلاء يواجهون، اليوم، تحديات جمة، لا سيما ما تعلق بالتحول الرقمني، الذي أصبح حتمية أمامهم من أجل التطور، وبهدف التوسع؛ على اعتبار أن النشاط الحرفي مهما كانت طبيعته، يدرُّ دخلاً مادياً. وباستغلال التسهيلات المقدمة في مجال إنشاء مؤسسات مصغرة، فإنه يمكن الجزم بتحول الصناعات التقليدية لمؤسسات اقتصادية مُدرّة للقيمة المضافة.

لا يمكن أيّاً كان أن ينكر كل الآليات والتسهيلات التي وضعتها الدولة لتطوير فكر المقاولاتية، وفي كل المجالات. ولا يُستثنى من ذلك مجال الحرف والصناعة التقليدية. حيث تسعى الجهات المختصة من خلال جملة الحملات التحسيسية والأبواب المفتوحة المنظمة بين الفينة والأخرى بالتنسيق مع وكالات دعم التشغيل، إلى ترسيخ الفكر المقاولاتي لدى المجتمع الحرفي، ليدخل هذا المجال بخطى ثابتة.

وتشير المعطيات المتوفرة إلى وجود 338 نشاط حرفي من بومرداس ضمن المدونة الوطنية الخاصة بنشاطات الصناعة التقليدية والحرف. وكل نشاط يشكل فرصة استثمارية حقيقية؛ حيث يوفر هذا القطاع تنوعا كبيرا للحرف اليدوية والخدمات التي يمكن أن يقوم صاحبها بتوسيعها، وجعلها مؤسسة مصغرة، يقول مدير الغرفة الولائية للحرف والصناعة التقليدية لبومرداس، بلعيد ماضوي، موضحا أن مصالحه تضمن لكل حرفي يسعى لتحقيق هذا الهدف، المرافقة؛ من خلال تأطير مساعيه وفق النظم القانونية المعمول بها، والتي تشكل له الحماية المطلوبة؛ حتى يتمكن من تحويل حرفته إلى مؤسسة مصغرة في مجالها. 

وأضاف المسؤول على هامش الاحتفال باليوم الوطني للحرفي المصادف للتاسع نوفمبر من كل سنة في احتفالية نُظمت بدار الصناعة التقليدية لمدينة بومرداس اختير لها شعار "الصناعة التقليدية ..تراث، أصالة وإبداع"، أن من ضمن آليات المرافقة التعريفُ بأهمية الحصول على العلامة أو "لابال" للمنتوج الحرفي اليدوي، وفق معايير محددة تضمن النوعية؛ ما يعني إضفاء الصفة القانونية للنشاط الحرفي. ففي الوقت الذي مايزال ثلة من الحرفيين يطرحون انشغالات غياب فضاءات التسويق وغياب مع غلاء أسعار المادة الأولية أو حتى غلاء التصريح الضريبي السنوي بالأنشطة الممارسة للعمال غير الأجراء، التحدي الحقيقي الذي يُطرح في المقابل، يكمن في التحول الرقمي الذي أصبح أكثر من ضرورة. حيث لفت في هذا الصدد، الى ضعف الاستجابة بالولاية من قبل الحرفيين، لهذا الأمر، فيما وضعت المديرية متجرا إلكترونيا بكل مركز للصناعة التقليدية بالولاية، على الحرفي التسجيل به؛ حتى تتمكن الإدارة من الترويج الإلكتروني لمنتوجه الحرفي من خلال إشهار مناسب. 

ومن جهة أخرى، يُطرح التكوين أو الرسكلة كتحدٍّ آخر يُطالب المجتمع الحرفي بمواكبته في ظل التطور الكبير الذي تشهده مختلف المجالات، وليس فقط تحدي التحول الرقمي، يهدف الى الخروج من "التقليدي" في التسيير وفق منهجية "قديمة" لا ترقى للتحديات الاقتصادية الجديدة. ومثال ذلك توسيع النظرة الاستشرافية للحرفي للارتقاء بحرفته وصناعته اليدوية، من خلال تلقّي فنون التسويق العصرية، ليس فقط إلكترونيّا ولكن، أيضا، من ناحية تعلم كيفية وسم المنتوج، والتعريف بمكوناته ضمن "كودابار"، ومن ثم طرق التعليب والتغليف وفق المقاييس المعمول بها؛ تحسبا لتسويقه وطنيا وحتى تصديره، يقول، من جهته، محمد شارف رئيس اللجنة الوطنية للتكوين والصناعات التقليدية والتأهيل والحرف التابعة للجمعية الجزائرية للتجار والقوى المنتجة.

وأوضح السيد شارف في تصريح لـ«المساء" ، أن اللجنة التي يرأسها ستنظم خلال الأسابيع القادمة، أياما تحسيسية لفائدة الحرفيين بولاية بومرداس، حول هذه النقاط التي يراها أساسية، لتتحول الحرفة والصناعة التقليدية إلى مؤسسة اقتصادية بالتنسيق مع كل من الجمارك الجزائرية، ومنظومة الضرائب، ومديرية التجارة، فيما لفت إلى تواصل التكوين لنيل رتبة "حرفي تمهيني" في كل المجالات؛ حتى يصبح الحرفي ذو الصنعة اليدوية الأصيلة، مُكوّنا في ورشته، علما أنه تخرّج منذ انطلاق سلسلة التكوينات هذه عبر 3 دفعات، 70 حرفيا في مختلف المجالات الحرفية والصناعة التقليدية بولاية بومرداس، فيما تسعى نفس اللجنة لإمضاء اتفاقية مع مديرية الحماية المدنية، لإطلاق دورات تكوينية لصالح كل حرفي، برتبة مُعلم تمهيني في مجال الإسعافات الأولية؛ على اعتبار أن هؤلاء يستقبلون متربصين في ورشهم. وعليه فإن هذه الدورات مهمة في المجال.


بلعيد ماضوي مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية بومرداس:

حماية المنتوج الوطني مربوطة بوسم "لابال"

أكد مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية بومرداسّ، بلعيد ماضوي، أن الاحتفال باليوم الوطني للحرفي جاء كاهتمام بشريحة الحرفيين. وهو بمثابة عيد سنوي يُحتفل به على الصعيد الوطني؛ اعترافا بالمجتمع الحرفي؛ للمحافظة على الحرف والأنشطة اليدوية الآيلة للزوال، معتبرا أن حماية المنتوج الحرفي الوطني، مربوط بوسم "لابال".

وأوضح السيد ماضوي أنّ هناك برنامجا مسطرا بالتنسيق مع مديرية السياحة لتنظيم مجموعة من المعارض على مستوى جميع هياكل الصناعة اليدوية، بكل من بومرداس، وبرج منايل ودلس، سيضم توزيع شيكات الدعم، تقدمه مختلف هيئات الدعم للحرفيين، موجهين لثلاثة حرفيين كمبادرة رمزية، وهي توزع المئات في السنة في إطار المرافقة الصحية للمجتمع الحرفي، بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للصحة والأمل، وكذا مع المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لبومرداس، مشيرا الى أنه سيتم خلال الصالون الدولي للصناعة التقليدية بقصر الثقافة "مفدي زكريا" في طبعته 26 والمستمر حتى 15 نوفمبر الجاري منذ التاسع منه، اختيار 5 حرفيين؛ حرفي واحد في الخزف الفني، و4 حرفيات مختصات في التحف الفنية، والخياطة التقليدية، والمجوهرات التقليدية. وهو مناسبة للتأكيد على أن الحرفة التقليدية الوطنية لها جذور تاريخية، وهي عبارة عن عادات متوارَثة؛ فالأصالة تعكس الجانب الهوياتي من مختلف المنتوجات الحرفية اليدوية. وهي إبداع؛ باعتباره قطاعا يتطور ويتجدد مع العصر الحالي دون الإخلال بالتراث الوطني.