صيف لمّة وآمان في عنابة

وجهة سياحية لا تُنسى

وجهة سياحية لا تُنسى
  • 170
  سميرة عوام سميرة عوام

❊ شواطئ على امتداد 122.5 كيلومتر

تعتبر ولاية عنابة، من أبرز الوجهات السياحية في الجزائر، إذ تجمع بين جمال الطبيعة وثراء التراث الثقافي، وقد شهدت بحلول موسم الاصطياف 2025، انطلاقة غير مسبوقة تحت شعار "صيف لمة وآمان"، مما يجعلها من أبرز الوجهات السياحية للمصطافين القادمين من داخل وخارج الوطن، على حد سواء. وتم التركيز هذا العام، على تطوير مختلف جوانب السياحة في الولاية، من شواطئ، مرافق سياحية وخدمات متكاملة، بالإضافة إلى ذلك، جاء هذا الموسم بتطورات كبيرة من حيث البنية التحتية، تنظيم الأنشطة الثقافية والرياضية، والاهتمام بالأمان والنظافة.

تمتد ولاية عنابة على شريط ساحلي طويل يبلغ 122.5 كيلومتر، ما يجعلها تمتلك مجموعة متنوعة من الشواطئ التي توفر للزوار، خيارات متعددة؛ انطلاقا من الاستمتاع بشواطئ رملية ناعمة، إلى أماكن ذات طابع صخري ومياه صافية، توفر الشواطئ هنا مشهدا رائعا للسباحة والغوص، مما يجعل عنابة وجهة سياحية غير قابلة للمنافسة، تضم الولاية 28 شاطئا، منها 23 شاطئا مسموحا للسباحة، وتتميز مياهها بصفاء مذهل.. الشواطئ المفتوحة للسباحة توفر مساحة إجمالية تصل إلى 271,710 متر مربع، مما يتيح للمصطافين من مختلف الأعمار، الاستمتاع بتجربة سباحة رائعة.

ورغم أن بعض الشواطئ قد تحتوي على صخور، أو قد يكون الوصول إليها صعبا، إلا أن العديد من الشواطئ الأخرى تتمتع بتجهيزات متكاملة، مثل مظلات، كراسي للاسترخاء، ومناطق مخصصة للأنشطة المائية. وهذا يشير إلى التنوع الكبير في الخيارات المتاحة للزوار.

جهود تنظيمية وقرارات تساهم في لإنجاح الموسم

منذ وقت مبكر، شرع والي عنابة، عبد القادر جلاوي، في اتخاذ خطوات عملية لتنظيم موسم الاصطياف الحالي، وضمان سيره على أكمل وجه، حيث أصدر 13 قرارا ولائيا، بهدف تنظيم الشواطئ، وتطوير مرافق المدينة، وضمان تقديم تجربة سياحية رائعة وآمنة، وتضمن هذه القرارات، تحديد مواعيد العمل، فتح منافذ جديدة للأنشطة الثقافية والرياضية، بالإضافة إلى تعزيز الأمن والنظافة في الأماكن العامة.

قامت السلطات المحلية بتشكيل لجان متخصصة، تعمل على تنفيذ القرارات في الميدان، بالتعاون مع الهيئات الأمنية والبلدية، لضمان متابعة دائمة ومستوى عال من الخدمة. هذه الجهود التنظيمية تمثل خطوة أساسية في تحقيق نجاح موسم الاصطياف.

عمليات تأهيل واسعة

من أبرز التحسينات التي عرفها موسم الاصطياف الحالي في عنابة؛ عمليات التأهيل الشاملة لجميع الشواطئ المسموحة للسباحة، إذ تم تخصيص استثمارات ضخمة لتطوير هذه الشواطئ، حيث بلغت التكلفة الإجمالية لعمليات التأهيل أكثر من 400 مليون دينار جزائري. هذا المبلغ الكبير، يعكس أهمية المشروع، وشمل عمليات التأهيل إضافة مرشات مياه جديدة، تحسين الأرصفة والممرات المؤدية إلى الشاطئ، وتجهيز الأماكن للاستجمام.

على سبيل المثال، خصصت بلدية شطايبي، 218 مليون دينار جزائري لإعادة تأهيل 8 شواطئ في المنطقة، ما ساعد على تحسين الوجهة السياحية هناك بشكل كبير. وفي بلدية البوني، تم تخصيص 181 مليون دينار لإعادة تأهيل الواجهة البحرية في سيدي سالم، ليصبح هذا المكان واحدا من أكثر المناطق جذبًا للمصطافين في الولاية.

مرافق متكاملة لضمان راحة المصطافين

في إطار تقديم أفضل تجربة للمصطافين، لقيت شواطئ عنابة تحسينات واسعة في المرافق العامة، تم في شأنها، إنشاء 22 حظيرة سيارات جديدة، لتسهيل حركة المصطافين وتنظيم مواقف السيارات بشكل جيد، بالإضافة إلى ذلك، تم إضافة 158 مرشة مياه جديدة، مما يعزز راحة الزوار ويساعدهم على التخلص من حرارة الصيف.

من جهة أخرى، تم تخصيص 132 مرفق صحي على طول الشواطئ، لتلبية احتياجات الزوار وضمان راحتهم التامة. ولم يقتصر التحسين على هذه المرافق فحسب، بل تم بناء 21 برج مراقبة على الشواطئ، لمتابعة الوضع وضمان الأمان الكامل للمصطافين.

كما تم تعزيز الخدمات الأمنية، عبر إنشاء 22 مركزا للحماية المدنية، و13 مركزا للدرك الوطني، مما يساهم في ضمان الأمان على مدار الساعة، وتجنيد 142 عون إضافي للنظافة، بهدف الحفاظ على نظافة الشواطئ طوال الموسم.

الأمن وسلامة المصطافين من الأولويات

أعطت سلطات ولاية عنابة، اهتماما كبيرا لسلامة المصطافين، حيث تم تعزيز فرق الإنقاذ والمراقبة على الشواطئ، من خلال نشر 170 عون من الحماية المدنية بشكل دائم، إضافة إلى 300 عون موسمي بهدف العمل على مراقبة الشواطئ وضمان سلامة السباحين، وتم أيضًا، تجنيد 17 غطاسا محترفا لمتابعة حالة المياه وضمان سباحة آمنة بها.

وفي سياق تعزيز الأمن الصحي، أجريت 137 تحليل بكتيرولوجي لمياه البحر، حيث كانت جميع النتائج إيجابية، ما يعكس جودة المياه المتاحة للسباحة. كما تم تنفيذ 14 تحليلًا فيزيكيميائيًا للمياه، وكانت جميع النتائج ضمن المعايير الصحية المطلوبة.

تسهيلات لوجستية لضمان تنقل المصطافين

من أجل تسهيل التنقل بين الشواطئ والمرافق السياحية، تم تفعيل 13 خطا للنقل العمومي في ولاية عنابة، هذه الخطوط توفر 260 حافلة بطاقة استيعابية، تصل إلى 23370 مقعد يوميًا، ما يضمن راحتهم أثناء التنقل. علاوة على ذلك، تم إعادة تشغيل خط السكك الحديدية بين سرايدي وسيدي عمار، لتسهيل الوصول إلى الشواطئ البعيدة.

كما تم تفعيل "التلفريك" الذي يربط عاصمة الولاية ببلدية سرايدي السياحية، وتعتبر هذه الوسيلة، من أبرز وسائل النقل السياحية في المدينة، حيث يتيح للزوار الاستمتاع بمشاهد المدينة البانورامية الخلابة، إلى جانب الشواطئ، من ارتفاعات شاهقة.

صيف مليء بالإثارة

لم يقتصر موسم الاصطياف الحالي على الأنشطة الشاطئية فحسب، بل شهد أيضًا مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية، التي تستهدف جميع الفئات العمرية. تم تنظيم 27 نشاطًا ثقافيًا محليًا ووطنيا، بالإضافة إلى 10 أنشطة سياحية، تهدف إلى تعزيز السياحة الداخلية.

كما تم تخصيص 11 نشاطًا موجهًا للشباب، بما في ذلك مسابقات رياضية، مع عروض موسيقية، وعروض فنية، إلى جانب برنامج تبادل شبابي مع عدة ولايات من الجنوب. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تعاون مميز مع الجمهورية الصحراوية العربية، لتنظيم فعاليات ثقافية مشتركة بين شباب البلدين.

الرقابة لضمان الجودة ومكافحة الغش

في سياق ضمان تقديم أفضل مستوى من الخدمات، تم تشكيل 22 فرقة مراقبة لمتابعة الأنشطة التجارية والفندقية في الولاية. هذه الفرق تعمل على مراقبة جودة الخدمات المقدمة في الفنادق والمطاعم، كما تقوم بمتابعة جودة المنتجات الحرفية المعروضة على الشواطئ. وتهدف هذه الجهود إلى ضمان أن يكون كل ما يقدمه السوق السياحي في عنابة على أعلى مستوى.

رقمنة الصناعات التقليدية وتسهيل الخدمات

من ضمن التحديثات التي عرفها موسم الاصطياف، تم رقمنة قطاع الصناعات التقليدية في عنابة، ما يسهل على السياح شراء المنتجات الحرفية المحلية عبر الأنترنت. هذا التحول الرقمي يساهم في دعم الحرفيين المحليين وزيادة دخلهم، في الوقت الذي يقدم للسياح تجربة تسوق مريحة وسهلة.

كما تم رقمنة العديد من الخدمات السياحية الأخرى، مثل نظام الحجز الفندقي، ما يسهل على الزوار التخطيط لإقامتهم في المدينة، والاستعانة بأفضل الخيارات التي تناسب احتياجاتهم.

صيف عنابة.. تجربة لا تُنسى

خلال موسم الاصطياف، تبرز ولاية عنابة كمقصد سياحي مميز على الصعيدين المحلي والدولي. بفضل جهود السلطات المحلية في تحسين البنية التحتية، تطوير الخدمات السياحية، وتعزيز الأمان، يمكن القول بثقة، إن عنابة أصبحت وجهة لا تُنسى للمصطافين.