لازالت العديد من المساحات الخضراء المنتشرة عبر ربوع بلديات ولاية قسنطينة، تعرف وضعية مزرية، رغم الإعانات المالية الممنوحة للمؤسسات العمومية الثلاث ذات الاختصاص في مجال المساحات الخضراء على مستوى الولاية، والتي فاقت إلى غاية السنة الفارطة، أزيد من 167 مليار سنتيم، وجهت لإنجاز مساحات خضراء جديدة، مع تأهيل المساحات الخضراء القديمة وصيانتها.

رغم الإعانات المالية الممنوحة لهذه المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسة العمومية لإنجاز وصيانة المساحات الخضراء "اديفكو"، وكذا المؤسسة العمومية البلدية لتسيير وتنمية المساحات الخضراء ببلدية قسنطينة، ومؤسسة "ايسيف" لبلدية الخروب، إلا أنها لم تسجل أية عمليات لصيانة وإنشاء مساحات خضراء جديدة، حيث أرجع أعضاء لجنة التعمير وتهيئة الإقليم بالمجلس الولائي مؤخرا، السبب إلى العدد القليل لعمال هذه المؤسسات، الذين لم يتعد عددهم الـ242 عاملا، منهم 89 يعملون لدى مؤسسة "ايديفكو"، حيث يسيّر العمال قرابة 110 هكتارات، منها 90 هكتارا تسيرها مؤسسة "اديفكو" لوحدها، أي أن كل عامل منهم، حسب أعضاء اللجنة، يسير لوحدة أزيد من أربعة آلاف متر مربع، وهو الأمر الذي اعتبره الأعضاء بغير المنطقي وغير المتوازن، في ظل تخرج المئات من الطلبة سنويا والمختصين في مجال البيئة وتسيير المساحات الخضراء والنفايات، وغيرها من مراكز التكوين المهني والتمهين، وحتى الجامعات. 

حسب الأرقام التي تحوز عليها "المساء"، فقد بلغ عدد المتخرجين من معاهد التكوين المهني في شعبة الفلاحة، خلال الخمس سنوات الفارطة، 475 مكونا في مجال البستنة وزراعة الأشجار المثمرة والمكننة الفلاحية، وغيرها من التخصصات الأخرى، وهو نفس الحال بالنسبة لخرجي الجامعة، حيث تضم كلية تسيير التقنيات الحضرية لجامعة "صالح بوبنيدر" لوحدها أزيد من 400 طالب في مرحلة الماستر، وغيرها من المختصين في مجال البيئة.

ليطالب الأعضاء في توصياتهم، بضرورة إبرام اتفاقيات شراكة بين مديرية التكوين المهني والمؤسسات العمومية البلدية والولائية ومديرية الغابات، بالإضافة إلى اتفاقية بين معهد التعمير والهندسة، ومعهد تسيير التقنيات الحضرية بجامعة "صالح بوبنيدر"، ولجنة التعمير بالمجلس الولائي، لتوفير اليد العاملة المؤهلة بالمؤسسات، وبذلك إدخال تقنيات جديدة وحديثة في المجال.

"أونساج" مول 310 مؤسسات ... 60 بالمائة لخريجي مراكز التكوين المهني

بلغ عدد المؤسسات الممولة من قبل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أونساج" فرع قسنطينة، 310 مؤسسات تم تمويلها خلال السنة الجارية، مما مكن أصحابها من خلق 775 منصب شغل، وأكدت مسؤولة الإعلام والإصغاء الاجتماعي بالوكالة، السيدة نور الإيمان فيسلي، أن المؤسسات المصغرة والممولة من طرف الوكالة المحلية، في الفترة الممتدة بين الفاتح جانفي إلى غاية 30 أكتوبر الفارط، أغلبها مؤسسات خاصة بخرجي مراكز التكوين والتعليم المهنيين بنسبة 60 بالمائة، فيما سجلت نسبة 40 بالمائة لمؤسسات خاصة بخريجي الجامعات.

حسب تصريح المتحدثة في اتصال بـ«المساء"، فإن أغلب المؤسسات المصغرة المستحدثة التي تم خلقها، كانت في مجال القطاع الصناعي الذي احتل المرتبة الأولى بتسجيل 93 مؤسسة، يليه قطاع الخدمات بتسجيل الوكالة لتمويل 92 مؤسسة، و38 في قطاع المهن الحرة، و35 بالقطاع الفلاحي، فضلا عن إنشاء 31 مؤسسة بقطاع البناء والأشغال العمومية، مشيرة في السياق، إلى أن العنصر النسوي بات يعرف إقبالا كبيرا على استحداث مؤسسات مصغرة، من خلال الملفات المودعة وحتى المؤسسات المستحدثة، حيث سجلت الوكالة المحلية استحداث 68 مؤسسة مصغرة نسائية في العديد من القطاعات.

من جهة أخرى، أضافت المكلفة بالإعلام بـ«أونساج"، أن الوكالة تعمل جاهدة على تشجيع خريجي مراكز التكوين المهني والتمهين، وكذا الجامعيين، على إنشاء مؤسسات مصغرة، الهدف منها تنويع النسيج الاقتصادي على مستوى الولاية، حيث اعتبرت المتحدثة أن الدورات التكوينية التي تقوم بها بالجامعات خير دليل، باعتبار أن هدفها مساعدة الطالب على تجسيد أفكاره، في إطار تشجيع الاستثمار المنتج وغرس روح المقاولاتية، مع ضمان مرافقة أفضل للراغبين في تحقيق مشاريع، خصوصا  لدى الشباب حاملي المشاريع، مشيرة إلى أن وكالتها قامت طيلة السنة الجارية بالعديد من الدورات والاتفاقات، على غرار الدورة التكوينية بالمدرسة العليا للبيوتكنولوجيا لفائدة 35 طالبا، مع إمضاء اتفاقية،  والمدرسة متعددة التقنيات، فضلا عن مساهمة "أونساج" في مشروع "يبدأ" بجامعة قسنطينة "3"، وهو المشروع المشجع للنشاطات الخاصة بالمؤسسات الخضراء، والتي تعمل في الرسكلة وجمع النفايات.