فيما تواجه المشاريع قلة الأوعية العقارية

نقص فادح في مرافق الترفيه والتسلية بحسين داي

نقص فادح في مرافق الترفيه والتسلية بحسين داي
  • القراءات: 2110
زهية.ش زهية.ش

لايزال نقص مرافق الترفيه والتسلية وكذا المرافق الثقافية على مستوى بلدية حسين داي، من بين انشغالات السكان، خاصة المقيمين بالأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، أغلبهم من الأطفال والشباب الذين لا يجدون مكانا مريحا وآمنا يقضون فيه أوقات فراغهم، خاصة خلال العطلة الصيفية رغم بعض المشاريع التي برمجها المجلس الشعبي البلدي في إطار تجسيد برنامجه، والتي اصطدمت بعراقيل، على رأسها غياب المساحات العقارية التي تحتضن هذه المشاريع.

زائر بلدية حسين الداي وشوارعها وأحيائها الشعبية، يلاحظ بدون شك، أن العديد من الأطفال يقضون أوقات فراغهم في الشارع، حيث يجدون ضالتهم في اللعب رغم المخاطر التي تحدق بهم في غياب البديل، خاصة ببعض الأحياء الشعبية، على غرار عمار حميتي ومحمد الطاهر سنوسي وعبد الكريم شبوط؛ إذ يقضي أغلب الأطفال وحتى المراهقين أوقاتهم خارج البيت. كما يعاني الشباب نفس المشكل؛ فلا يجدون هياكل الرياضة والترفيه المناسبة لهم باستثناء ملعب الزيوي الذي لا يستوعب كافة المقبلين عليه.

أطفال يواجهون خطر الطريق.. والصابلات

وحسب بعض الأولياء، فإن النقص الفادح في مرافق الترفيه والتسلية، وفي مقدّمتها مساحات اللعب والترفيه للأطفال، بالإضافة إلى تدهور وضعية الملاعب الجوارية التي تمت تهيئتها، مما جعل أبناءهم يواجهون فراغا رهيبا خلال العطلة الصيفية، التي تحولت من نعمة الى نقمة، خاصة بالنسبة لبعض المراهقين، الذين وجدوا في شاطئ الصابلات القريب نوعا ما من مقرات سكناتهم وجهة مفضلة، معرضين أنفسهم لخطر الطريق السريع الذي يعبرونه، ومخاطر الغرق الذي يحدق بهم في غياب الرقابة، خاصة أن أغلبهم يلتحق بمثل هذه الأماكن خفية عن أوليائه.

وقد أدى الفراغ الكبير الذي يعيشه شباب مختلف الأحياء وانعدام المرافق الحيوية، إلى الانتشار الواسع للآفات الاجتماعية، خاصة تعاطي المخدرات بشكل واسع وسط شباب في مقتبل العمر بالنظر إلى الغياب الكلي لمرافق الترفيه والتسلية والرياضة بأغلب الأحياء باستثناء بعض الفضاءات الصغيرة التي تم استحداثها مؤخرا في المساحات المسترجعة من ترحيل العائلات التي كانت تقطن العمارات القديمة، وهي فضاءات لا تستجيب للمعايير اللازمة، وتدهورت وضعيتها بسرعة، على غرار فضاء الراحة الذي تمت تهيئته بحي شبوط عبد الكريم، الذي تحوّل إلى مكان يلتقي فيه بعض المنحرفين عوضا عن الأطفال والعائلات.

وإذا كان أطفال حي عميروش استفادوا من فضاء للعب عوضا عن الملعب الجواري، فإن نظراءهم بالأحياء الأخرى وجدوا ضالتهم بحظيرة الألعاب الصغيرة التي فتحها أحد الخواص في الساحة المقابلة لمسجد حسين داي، حيث أصبحت قِبلة للأطفال مرفقين بأوليائهم رغم غلاء سعر بعضها؛ إذ يمتلئ المكان في نهاية اليوم في انتظار تجسيد بعض المشاريع التي وعدت بها المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تسيير البلدية، آخرها كان إنجاز مسبح شبه أولمبي بحي ”سونطراوا”، الذي بقي حبرا على ورق، ليتبخر حلم الأطفال والشباب المحبين للسباحة.

حديقة الحامة والصابلات تنقذان الموقف

وقد وجدت بعض العائلات ضالتها في حديقة التجارب بالحامة، من أجل الراحة والترفيه، ساعدها في ذلك توفر وسائل النقل مثل الترامواي والميترو، غير أن تكاليف الدخول التي ارتفعت في الفترة الأخيرة، لم تسمح للعائلات بزيارة هذا الموقع الهام، الذي أصبح من أهم وجهات الراحة والاستجمام بالنسبة للعائلات، حيث تجد العائلات ميسورة الحالة أن التسعيرة مرتفعة جدا بالنظر إلى دخلها الشهري. أما العائلات التي ليس لها دخل فلا يمكنها اصطحاب أبنائها إلى هذه الحديقة، التي تضم مناظر طبيعية جذابة جدا؛ ما جعلها تلجأ إلى منتزه الصابلات، الذي أصبح من الوجهات الأكثر استقطابا للعائلات بالعاصمة والولايات الأخرى.

رئيس البلدية يعترف بنقص المرافق

من جهته، اعترف رئيس بلدية حسين عبد القادر بن عيدة في لقاء خص به ”المساء”، بنقص الملاعب الجوارية المتوفرة ومحدوديتها مقارنة بالكثافة السكانية المرتفعة بالبلدية، مشيرا إلى أن ملعب زيوي أنقذ الموقف؛ كون العديد من الشباب وحتى الأطفال يلجأون إليه لقضاء بعض الوقت وممارسة رياضتهم المفضلة، والذي يضم مرافق رياضية، سمحت للأطفال بممارسة رياضتي الكاراتي والجيدو، فضلا عن المركب الخاص بكرة السلة واليد وملعب جواري بحي عميروش، موضحا أن حسين داي بلدية صغيرة لا تحتوي على منشآت كافية للرياضة والترفيه، حيث تضم فقط حدائق وفضاءات صغيرة لا تستوعب العدد الكبير من الأطفال والعائلات، التي لا تجد مكانا مناسبا لقضاء أوقات مريحة مع أبنائها، خاصة خلال العطلة الصيفية.

وفي هذا الصدد أشار إلى أن المجلس الشعبي البلدي سطر منذ بداية عهدته، برامج هامة في قطاع الشباب والرياضة، متمثلة في مسبح شبه أولمبي وقاعة متعددة الرياضات، يسعى لتجسيدهما على أرض الواقع، خاصة بالنسبة للمسبح الذي سبق أن تم اختيار الأرضية الخاصة به للانطلاق في الأشغال، غير أنه اتضح أن العقار الذي خُصص للمشروع ملك لأحد الخواص؛ ما أدى - حسبه - إلى البحث عن مكان آخر لإنجاز المسبح الذي أصبح أكثر من ضرورة، خاصة أن العديد من الشباب وحتى الأطفال، يلجأون إلى مسبح القبة، الذي أصبح، هو الآخر، لا يستوعب العدد الهائل من محبي السباحة.

وحسب المتحدث، فإن الموقع الذي يحتضن مشروع المسبح سيكون من الأرضيات المسترجعة وبعض العقارات الموزعة على أشخاص مجهولين، حيث تسعى السلطات المحلية لحسين داي، حسب رئيس البلدية ومصالح مسح الأراضي وأملاك الدولة، للحصول على أرضية لتجسيد المشروع في هذه البلدية التي تعاني نقصا كبيرا في العقار؛ كون مساحتها صغيرة، فضلا عن محاولة الحصول على أرضية من أحد المستودعات المغلقة، على غرار موقع المؤسسة الوطنية للعجائن الواقعة بالقرب من خط السكة الحديدية، التي تبقى إلى حد الآن مهملة، في الوقت التي تبقى العديد من المشاريع حبيسة الأدراج؛ لقلة العقار.

وفي هذا الصدد أشار رئيس البلدية إلى شكاوى المواطنين المتعلقة بنقص المرافق الثقافية، حيث تضم البلدية المركز الثقافي عيسى مسعودي فقط، والذي يحتضن عددا من النشاطات التي تبقى غير كافية، مشيرا إلى أن المجلس برمج بعض المرافق على غرار مكتبة.

انطلاق برامج للتحسين الحضري

على صعيد آخر، أشار المسؤول الأول عن البلدية، إلى برنامج التحسين الحضري بالبلدية، المتمثل في وضع الإنارة المشغّلة بالطاقة الشمسية في المدارس، والتي تتواصل بالأحياء؛ حيث ستكون بلدية حسين داي في آفاق 2020، مزودة كلها بالطاقة الشمسية، حسبما أكد المتحدث، موضحا أن العملية انطلقت من شارع قدور رحيم إلى بوجمعة موغني وشارع عميروش، والتي سيتم تعميمها على جميع أحياء البلدية. كما أشار إلى الانطلاق في تهيئة الأحياء من حيث الأرصفة والطرق، منها شارع قدور رحيم وبوجمعة موغني والإخوة مختاري وعميروش، بمجموع حوالي سبعة شوارع، سيتم تجديد وإعادة تعبيد طرقها وأرصفتها والذي سينطلق في الأيام القليلة المقبلة.