لتطوير النسيج العمراني بعنابة
نقاش حول آفاق التهيئة والتعمير

- 79

ناقشت اللجنة الولائية الاستشارية للهندسة المعمارية والتعمير والبيئة المبنية، خلال اجتماعها المنعقد مؤخرا، جملة من الملفات الحاسمة، المتعلقة بتطوير النسيج العمراني، وتحسين الإطار المعيشي بولاية عنابة، في ظل التحديات المتزايدة التي تعرفها المدن الكبرى في مجال التهيئة الحضرية، واستغلال العقار، ومرافقة النمو الديمغرافي.
وقد تركزت أشغال اللجنة حول المراجعة الثانية للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لما بين بلديات عنابة، وسرايدي، والبوني، والحجار، وسيدي عمار. وهو وثيقة مرجعية، من شأنها ضبط آفاق النمو العمراني على المديين المتوسط والبعيد، وتحديد طبيعة الاستغلالات المستقبلية للأراضي، بما يراعي التوازن بين الكثافة السكانية، والمرافق العمومية، والأنشطة الاقتصادية.
كما تم خلال الاجتماع التطرق لمشروع القطب الحضري بالكاليتوسة ببلدية برحال؛ باعتباره أحد المحاور التنموية الجديدة التي تعوّل عليها الولاية لتخفيف الضغط عن مركز المدينة، وخلق أقطاب جذب حضرية متكاملة، إضافة إلى دراسة المراجعة الثانية لمخطط التهيئة والتعمير لبلدية واد العنب، الذي يمثل، بدوره، أداة تخطيط أساسية لتوجيه التوسع العمراني بطريقة منظمة، ومستدامة.
وتضمّن جدول الأعمال أيضا، عرضا مفصلًا حول مشروع تهيئة الواجهة البحرية على مستوى الخروبة وواد بقرات. وهو مشروع استراتيجي يجمع بين الجاذبية السياحية والبعد البيئي. ويشكل رهانا حقيقيا لتحسين العلاقة بين المدينة وساحلها، واستثمار الإمكانات الطبيعية التي تزخر بها عنابة.
كما عرفت الجلسة تقديم عدد من المشاريع المرتبطة بالترقية العقارية في سياق دعم القطاع السكني، وتشجيع الاستثمار العمراني المنظم، بالتنسيق مع مختلف القطاعات المعنية؛ لضمان احترام المعايير التقنية والجمالية، ومراعاة الأطر القانونية. وترأّس الاجتماع فقراوي عبد الحكيم، الأمين العام للولاية والمكلف بتسيير شؤون ولاية عنابة، الذي أكد في كلمته، على أهمية العمل التشاركي، وتوحيد الجهود بين جميع الفاعلين المحليين من إدارات ومؤسسات وهيئات منتخبة، من أجل إرساء تخطيط عمراني عقلاني يراعي خصوصيات كل منطقة، ويستجيب لاحتياجات السكان في ظل التحولات التي تعرفها الولاية في مختلف المجالات.
وحضر الاجتماع الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ذراع الريش، ورؤساء دوائر عنابة، والبوني، والحجار، وبرحال، بالإضافة إلى رؤساء المجالس الشعبية البلدية لبلديات عنابة، وسرايدي، والبوني، والحجار، وسيدي عمار، وبرحال، وواد العنب، إلى جانب مديري وممثلي قطاعات التعمير، والسكن، والفلاحة، والبيئة، والنقل، والطاقة، والثقافة، والتجارة، والسياحة، وأملاك الدولة، وغيرهم من الإطارات التقنية والإدارية ذات الصلة. كما يُعد هذا اللقاء محطة تنظيمية وتنسيقية هامة ضمن سلسلة الاجتماعات القطاعية التي تهدف إلى تعزيز التخطيط المندمج، وتحقيق تنمية حضرية متوازنة تراعي البعد البيئي والاجتماعي والاقتصادي في ولاية عنابة، التي تطمح لأن تكون قطبا حضريا متقدّما على المستوى الوطني.