‘’المساء" تقضي يوما معهن بـ’’ليدين" ببولوغين

نسوة يطالبن بشاطئ لهن فقط

نسوة يطالبن بشاطئ لهن فقط
  • القراءات: 645
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

أخذت بعض الشواطئ منعرجا آخر في طريقة استقطاب مصطافيها، فبعد أن ألف الجميع رؤية الرجال والنساء في البحر، رفع بعضها شعار "للنساء فقط"، ورغم أنها في مرحلة النشوء إلا أنها تلقى إقبالا كبيرا من الجنس اللطيف كشاطئ "ليدين" ببولوغين، غرب العاصمة، الذي زارته "المساء"، والمخصص للنساء من الساعة السادسة صباحا الى غاية الثانية زوالا.

ترغب السيدات في الاستمتاع بزرقة مياه البحر بعيدا عن أعين الرجال لعدة أسباب، أهمها الهروب من التحرش والإزعاج من قبل المنحرفين بالشواطئ، بالإضافة إلى رغبتهن في السباحة بمفردهن، فبعد شاطئ بنواحي "مارينا" ببرج البحري شرق العاصمة، ها هو شاطئ "ليدين" ببولوغين يفتح أبوابه هذه السنة، حيث كتب عند مدخل بوابته "للنساء فقط" كل يوم ثلاثاء صباحا، وهو الذي يلقى إقبال نساء وفتيات من مختلف الأعمار للاستجمام.

الفكرة لقيت استحسانا كبيرا

فتح شاطئ "ليدين" ببولوغين المخصص للنساء كل ثلاثاء، جعل العائلات تتنفس الصعداء لفكرة فصل الجنسين في بعض الشواطئ حتى يجد الكل راحته، حيث أكدت إحدى السيدات لـ«المساء"، التي اختارت المكان رفقة صديقة لها، أنها قضت لأول مرة جو الاستجمام على شاطئ خاص بالنساء، الذي يتميز بكثير من الخصوصية والراحة النفسية، في حين أن السيدة "فلة"، قالت "أنا لست متحجبة، لكنني أفضل هذا النوع من الشواطئ، كما أنني أحتار حين يحصر البعض الفصل بين الجنسين في منظور التشدد، كون بعضا من الأماكن العمومية تحتاج فعلا لهذه المبادرة، كذلك يتمتع الشاطئ".

"شواطئ النساء" بين الاستحسان والاستهجان

تقربنا من بعض السيدات اللواتي كن على الشاطئ للاستجمام، فأكدت إحداهن أن تخصيص شاطئ مثل "ليدين" للنساء عموما وليس للمحجبات فقط أمر ضروري، في ظل ما تشهده الشواطئ العامة من تدني للخدمات وغياب الأمن وانتشار للسلوكيات السيئة، حيث تلاحقك نظرات الرجال كسهام في جسدك علاوة على التحرش الذي لا تسلم منه أي امرأة مهما كان لباسها"، وتضيف المتحدثة: "قدمت للمرة الثانية على التوالي، وأجد هنا كل ما يريحني، ودون أن يعكر مزاجي أو يلاحق أحد جسدي بنظراته".

ويستحسن بعض الرجال، وجود شواطئ خاصة بالنساء فقط، حيث يرى تاجر وجدناه عند مدخل الشاطئ ينتظر زوجته وبناته، بأنه مطمئن على عائلته في هذا المكان بعد اطلاعه على الإجراءات الأمنية المتخذة، حيث يقول: "وجدنا في هذا المكان "الحرمة" و«الاحترام"، وأستطيع أن أترك أفراد عائلتي هنا دون خوف من أن يصيبهم أي سوء"، وعن سبب اختياره لهذا الشاطئ يضيف محدثنا: "إن زوجتي مريضة ونصحها الأطباء بممارسة السباحة، لهذا فهي تداوم على زيارة هذا المكان كلما سنحت الفرصة لذلك"

ومقابل ذلك، يستهجن البعض وجود شواطئ للنساء فقط، معتبرين ذلك تراجعا عن المكاسب التي حققتها المرأة الجزائرية، حيث يعتقد أحدهم، أن مثل هذه الأفكار التي تفصل بين الرجل والمرأة غريبة عن المجتمع الجزائري.

المطالبة بتخصيص شاطئ للنساء على مدار السنة

طالبت النسوة اللواتي التقينا بهن في الشاطئ، بفتح شاطئ خاص بالنساء على مدار السنة، وعدم تخصيص يوم واحد فقط لذلك، حيث أكدت إحداهن: "نريد الاستمتاع بزرقة البحر بعيدا عن الرجال، وأعجبتنا المبادرة التي قام بها أبناء حي ببولوغين كثيرا بتخصيص يوم الثلاثاء لفائدة النساء، مشيرة في نفس السياق، الى أن نصف يوم غير كافي للتمتع بالسباحة.

وتبنى بعض الشباب، فكرة تخصيص يوم للنساء بشاطئ بولوغين، وكلهم فخر أن بناتهم تمارسن السباحة في عزلة تامة عن الرجال، يقول أحدهم مهتم بالتنظيم والحراسة، حيث يتجمع شباب الحي كل يوم وينقسمون إلى فرق بعضها يتولى النظافة والآخر يتكفل بالحراسة، وكثيرا ما تقع معارك مع شبان أحياء مجاورة يرغبون في مزاحمة "نساء الشاطئ"، وتشدد إحدى السيدات، أنها تقصد هذا الفضاء هربا من ضوضاء الشواطئ المفتوحة على كل الفئات، كما توفر لها هذه المبادرة فضاء ومتنفسا ملائما.