بعد يوم واحد من إعلان السلطات عن نيّتها فتحَها

نزوح جماعي إلى الشواطئ والشمسياتُ تحتل سواحل وهران

نزوح جماعي إلى الشواطئ والشمسياتُ تحتل سواحل وهران
  • القراءات: 1735
رضوان. ق رضوان. ق

شهدت معظم شواطئ ولاية وهران وخاصة الواقعة بدائرة وهران، أول أمس الخميس وبعد يوم واحد من إعلان السلطات العليا للبلاد نيّتها فتح تدريجيا الشواطئ، شهدت نزوحا جماعيا للمواطنين الذين قدموا من كل بلديات الولاية، للاستجمام بالشواطئ التي امتلأت عن آخرها في غياب شروط الوقاية والتباعد الصحي، في وقت سارع أصحاب الشمسيات إلى أخذ أماكنهم بالقرب من السواحل، وخلف فوضى عارمة وتزاحم للمصطافين؛ ما يهدد بخطر عودة انتشار العدوى بشكل واسع.

تحولت معظم شواطئ ولاية وهران الواقعة بدائرة وهران وعين الترك خلال يومي الأربعاء والخميس، إلى محج للمواطنين القادمين من مختلف بلديات الولاية وحتى من خارج الولاية للاستجمام بالشواطئ، بعد قرار السلطات العليا للبلاد التوجه تدريجيا إلى فتح الشواطئ أمام المواطنين بعد شهرين عن قرار إغلاقها في وجه المصطافين؛ تجنبا لانتشار وانتقال وباء كورونا كوفيد 19 بين المصطافين.

وقد وقفت "المساء" خلال جولة ميدانية ببعض شواطئ دائرة وهران، على نزوح جماعي للمواطنين إلى الشواطئ التي امتلأ بعضها عن آخره، فيما شهدت أخرى ازدحاما كبيرا داخل الشاطئ، مع عودة ظاهرة الشمسيات التي نافست المواطنين عليه؛ ما أدى إلى تدافع والتصاق بين المصطافين بالسواحل وداخل البحر، وهو الأمر الذي يكشف عن خطورة الوضع، حسب بعض المتتبعين للشأن الصحي بوهران، التي لاتزال تحتل المراتب الأولى من حيث إجمالي الإصابات والأعداد اليومية للمصابين.

ووقفنا خلال الجولة الميدانية ببعض الشواطئ المعروفة بالمنطقة، والتي تعرف سنويا إقبالا من طرف المصطافين؛ حيث كانت المفاجأة كبيرة بعد أن وصلنا إلى المنطقة؛ إذ لم نتمكن من ركن السيارة بسبب الأعداد الكبيرة للمركبات التي كانت متواجدة بالحظيرة وعلى غير العادة؛ حيث لم يجد بعض المصطافين مكانا لركن السيارات، والتي تُركت على بعدة مسافة طويلة من الشاطئ، ليتم النزول للاستجمام.

وكشف حارس إحدى الحظائر بأن أغلب المواطنين وصلوا إلى الشاطئ في ساعة مبكرة من الصباح. وبالتوجه نحو الشاطئ كانت المفاجأة كبيرة؛ حيث شعرنا بأننا في ذروة موسم الاصطياف بوجود مئات الشمسيات التي وضعت على الشاطئ وحولها مئات الأشخاص من المصطافين، وخاصة الأطفال، والعائلات التي تفضل المنطقة المعروفة بتوفر الأمن فيها.

كما شهدنا عشرات الأشخاص داخل الماء يسبحون بشكل متقارب جدا، بدون اهتمام بالتوجيهات التي كانت السلطات طالبت بها منذ انتشار الوباء، وخاصة ما تعلق بالتباعد الاجتماعي وتفادي كل أشكال التواصل الجسدي، وهو ما لم نشاهده بالشواطئ. ولم نجد كذلك أي شخص يرتدي كمامة، فيما تقربنا خلال إنجاز التحقيق من بعض المصطافين، الذين أعربوا عن ارتياحهم لقرار السلطات بفتح الشواطئ رغم أن القرار لم يصدر بعد رسميا.

وقال أحدهم يجب حاليا القضاء على ظاهرة احتلال الشواطئ من طرف أصحاب الشمسيات، الذين يتسببون، حسبه، في وقوع فوضى وتزاحم داخل الشواطئ، ويضعون الشمسيات والطاولات في ساعات مبكرة، مانعين المواطنين من وضع شمسيتاهم وطاولاتهم بأماكن قريبة من الشاطئ، خاصة أن أغلب المصطافين عائلات قدمت للاستجمام رفقة أطفالها وتبحث عن أماكن بالقرب من الشاطئ لحراسة أبنائها.

وحول التباعد الاجتماعي أكد المتحدث أنه لا يمكن فرضه داخل البحر على المواطنين، خاصة بوجود الآلاف. وتوقع المتحدث نزول المزيد من الأشخاص إلى الشواطئ خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ ما سيكون تحديا للسلطات.

كما كشف بعض المواطنين أنه لا يمكنهم لبس الكمامات داخل الشاطئ والسباحة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأكد المتحدثون أن وعي المواطنين خلال هذه الظروف سيكون الفارق في القضاء على الوباء والنزول إلى الشواطئ بكل وعي، فيما دعا متحدث الجمعيات والفاعلين إلى المساهمة في عمليات التحسيس بالشواطئ، وتوزيع الكمامات.

ومن جانبه، أكد شخص يقوم بتأجير الشمسيات والطاولات بأحد الشواطئ القريبة، أن القرار جاء في وقته خاصة أن معظم شباب المناطق الساحلية كانوا من المتضررين من قرارات الحجر، ولم يتم إدراجهم ضمن المتضررين من ذلك؛ لأنهم لا يملكون سجلات ولا بطاقات حرفي. ويعتبر النشاط المرتبط بموسم الاصطياف المدخول الرئيس لهم لمدة الأشهر الثلاثة من موسم الصيف، وأغلب الشباب أرباب أسر، ونفس الشيء بالنسبة لمسيري وحراس المرائب والحظائر. ودعا المتحدث السلطات إلى العمل على وضع برنامج خاص يضمن للشباب مداخيل، خاصة باستمرار قرار الإغلاق وعدم دخول قرار فتح الشواطئ حيز التطبيق رسميا إلى غاية اليوم؛ حيث يبقى أصحاب الشمسيات مهددين بحجز عتادهم. كما تشهد بعض الشواطئ انتشارا كبيرا للنفايات ومخلفات سكان المناطق الساحلية والمصطافين، والتي لم يتم رفعها منذ أيام، حسب المواطنين، وهو ما وقفنا عليه بأحد الشواطئ من انتشار للروائح.