قرية المزاير ببلدية القنار نشفي (جيجل)

منطقة معزولة... بمحاذاة الطريق وسكة القطار

منطقة معزولة... بمحاذاة الطريق وسكة القطار
  • القراءات: 1048
نضال بن شريف نضال بن شريف

يعاني سكان قرية المزاير ببلدية القنار نشفي بولاية جيجل، من نقص فادح في المشاريع التنموية المخصصة لمنطقتهم، إلى جانب الغياب شبه الكلي والتام لمختلف الهياكل الحيوية والضرورية للعيش الكريم، على غرار انعدام الغاز الطبيعي، والنقل المدرسي، وغياب قنوات الصرف الصحي... وغيرها من النقائص التي أثرت سلبا على حياة قاطني القرية .

لعل أهم مشكل طرحه سكان القرية في حديثهم إلى ”المساء”، اهتراء الطريق الرئيس الذي يربط قرية المزاير بمركز البلدية؛ إذ يشهد هذا الطريق تدهورا كبيرا خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار؛ إذ تتحول القرية بمجرد سقوط قطرات قليلة من المطر إلى برك مائية يستحيل معها المشي على مستوى هذا الطريق البلدي، إضافة إلى انعدام الطرق الفرعية؛ فهي عبارة عن مسالك ترابية يصعب السير فيها، خاصة في فصل الشتاء، وهي طرق ضيقة لا تصلح حتى للمشي عليها، فما بالك بمرور المركبات عليها، إضافة إلى عدم وجود ممر علوي للراجلين فوق السكتين الحديديتين والطريق الوطني المزدوج؛ مما يشكل خطرا على حياة الأطفال المعرضين للموت في أي لحظة تحت عجلات المركبات.

وأكد السكان أنهم يواجهون مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي أزمة مياه الشرب؛ فهم  يعانون العطش على مدار السنة في ظل انعدام شبكة المياه الصالحة للشرب. ورغم الشكاوى المرفوعة إلى السلطات المعنية ـ يقول المواطنون ـ إلا أنهم لا يجدون آذانا صاغية، مما دفعهم إلى جلب المياه من الينابيع المتواجدة بالجبال، أو الاستنجاد بمياه الصهاريج التي يتم اقتناؤها بأثمان باهظة؛ ما أثر على أصحاب الدخل الضعيف، وهي الأزمة التي تزداد حدتها خاصة في فصل الصيف في ظل ازدياد الحاجة إلى استعمال هذه المادة الحيوية التي تُعتبر من ضروريات الحياة.

ومن جهة أخرى، تعاني المنطقة من ضعف في التيار الكهربائي، وغياب الإنارة العمومية. وحسب تصريح السكان لـ ”المساء”، فإن ربط سكناتهم بالكهرباء تم بأموالهم الخاصة بالرغم من أنه لا يفصل بين قرية المزاير وهذه الشبكات، إلا الطريق الوطني رقم 43 والسكة الحديدية، ولا يكلف، حسبهم، مبالغ طائلة؛ إذ لا توجد تضاريس وعرة تصعّب المهمة.

ومن الانشغالات الأخرى التي نغصت حياة السكان، الغياب التام لشبكة الصرف الصحي، مما دفع بالسكان إلى التخلص من المياه القذرة بطرق عشوائية، وهو الأمر الذي تسبب في مشكلة حقيقية للسكان والبيئة والمنظر الطبيعي الخلاب للمنطقة، بعد أن أضحت هذه المياه تصب في العراء، وتتسبب في انبعاث الروائح الكريهة، وانتشار رهيب للحشرات الضارة، ليضاف إلى كل هذا مشكل انعدام الغاز الطبيعي، الذي يُعد بمثابة حلم يصعب تحقيقه، حسب سكان هذه القرية المعزولة، مما جعل معاناتهم مع قارورة غاز البوتان مستمرة إلى أجل غير مسمى. وتزداد معاناتهم خاصة في فصل الشتاء وبرودة الطقس.

ويقول أهل القرية إن الكثيرين أصيبوا بالحساسية وأمراض المفاصل نظرا للبرودة الشديدة؛ لكونهم يقطنون مقابل الواجهة البحرية، وعرضة للتيارات الهوائية الباردة جدا. وجراء تفاقم معاناة سكان قرية ”المزاير”، فهم يجددون مطالبهم إلى السلطات المعنية وخصوصا الولائية، بضرورة التدخل للوقوف على حجم معاناتهم، وبرمجة مشاريع تنموية، من شأنها إخراجهم من العزلة المفروضة عليهم، والتقليل من معاناتهم اليومية نتيجة غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة، خاصة أن المنطقة فلاحية بامتياز، وسكانها يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي.