فيما تم اعتماد 75 مشروعا من أصل 150 فكرة مبتكرة
منصة رقمية لتسيير خدمات القطاع العام بجامعة "قسنطينة 2"

- 704

كشف مدير مختبر التصنيع الذكي بجامعة "عبد الحميد مهري (قسنطينة 2)، "فاب لاب"، زكريا بن زادري، عن اعتماد 75 مشروعا من أصل 150 مشروع فكرة مبتكرة قابلة للتحويل إلى مؤسسة ناشئة أو مؤسسة اقتصادية، وهذا بعد مناقشتها من قبل المجلس العلمي للحاضنات، مؤكدا أن 40 ٪ منها، كانت من قبل كلية الإعلام الآلي.
وأضاف المتحدث والباحث في المخبر التونسي الجزائري المشترك للتميز العلمي، وعضو باحث في العديد من المشاريع البحثية الوطنية والدولية، في حديثه إلـى "المساء"، أن الجامعة تسجل، لأول مرة، نسبة 30 ٪ من المشاريع قُدمت، هذه السنة، من قبل طلبة كلية علم النفس والتربية، بعد أن كانت أغلب المشاريع تسجَّل في الجانب التكنولوجي، حيث أشار إلى الاتفاق مع إدارة الجامعة ومدير الحاضنة، على ألا تقتصر مشاريع المؤسسات الناشئة على الجانب التكنولوجي فحسب، بل تتعداها إلى المجالات الأخرى، مضيفا أن فتح المجال للطلبة هذه السنة، سمح لهم بتقديم أفكار ومشاريع في مجالات مختلفة؛ على غرار مجال التربية البدنية، وكذا مشاريع من كلية العلوم الاقتصادية، وغيرها.
تسجيل 6 مشاريع ر ائدة
وأوضح مدير مختبر "فاب لاب" أن المشاريع المبتكرة الجارية تعددت مجالات تطبيقها بين الجامعة الذكية، والذكاء الاصطناعي، والصحة، والزراعة، والنقل والبيئة وغيرها؛ ما من شأنه المساهمة في الاقتصاد الوطني، مؤكدا القيام بالعديد من المشاريع في إطار قانون 12/75 المحدد لشهادة جامعية بصيغة "مؤسسة ناشئة"، حيث سجلت 6 مشاريع، 2 منها جُسّدا على أرض الواقع في شكل مؤسسة ناشئة، ومشروعان في الذكاء الاصطناعي، أحدها يخص إمكانيه مراقبة الامتحانات عن بعد من خلال الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بمراقبة كل حركات الطالب. ومشروع آخر يندرج في إطار التحكم في شتى المشاعر.
وأكد المتحدث أن الجامعة سجلت إقبالا كبيرا من الطلبة من حاملي المشاريع، عبر جميع حاضنات الأعمال الجامعية بجامعات الولاية، مشيرا إلى أنّ هذا التفاعل والإقبال ظهر جليا من خلال عدد المشاريع الابتكارية المسجلة، لافتا إلى أن معظم هذه المشاريع رائدة ومتخصصة. وتعتمد على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة. كما تساهم في تطوير الاقتصاد الوطني، وفي خلق ثروة؛ حيث اعتبر أن المؤسسات الناشئة هي سوق واعدة بالجزائر. والدولة تولي أهمية كبيرة لها؛ من خلال "ملاحظتنا وجود توجُّه ابتكاري للطلبة في مشاريع التخرج". وأشار المتحدث في السياق، إلى أن المرحلة الأولى المتعلقة بالتحسيس بالمقرر الوزاري 1275، قد استكملت؛ حيث إن أغلب حاضنات الأعمال الجامعية قد باشرت نشاطها، وأخرى انتهت من عملية تقييم المشاريع التي استقبلتها من قبل الطلبة حاملي الأفكار الابتكارية، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تعكس، فعليا، مدى اهتمام الطلبة، وتبرز قدراتهم في ما تعلق بالابتكار.
ومن جهة أخرى، يُعدّ المختبر أول هيئة تصنيع جزائرية، "والوحيد حاليا" الذي يحصل على عضوية في "فاب لاب" العالمية، وهي منظمة عالمية تابعة لمعهد "ماساتشوستس" الأمريكي للتكنولوجيا، تتيح الولوج إلى شبكة دولية من المصنّعين والعلماء والمهندسين والمدرسين والطلاب.
تثمين نتائج البحث العلمي والتقني
وأكد المتحدث أن نشاطات هذا المختبر تتلخص في تثمين نتائج البحث العلمي والتقني، وتطوير نماذج ومنتجات جديدة ذات قيمة مضافة عالية، إلى جانب تنظيم عدة لقاءات تحسيسية لفائدة الطلبة، حول ضرورة توجيه أبحاثهم نحو مجالات تطبيقية تصنيعية، تفيد المجتمع والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى تنظيم عدة لقاءات تحسيسية لعامة الناس؛ لتعزيز الثقافة العلمية والابتكارية في المجتمع، وكذا إطلاق دعوات للمشاريع المبتكرة لفائدة طلبة الجامعة، وتنظيم اجتماعات مفتوحة مع حاملي المشاريع المبتكرة، والعمل على تشكيل فرق العمل بالمختبر، ومتابعة تطور وتيرة المشاريع بها، والمساهمة في المؤتمرات العالمية للابتكار.
كما كشف الدكتور زكريا بن زادري، مدير "فاب لاب" بجامعة "عبد الحميد مهري" (قسنطينة 2 )، لـ"المساء"، عن مشروع يندرج في إطار قانون 12/75، يخص مؤسسة ناشئة لبرمجيات خدمات القطاع العام. ويسمح هذا البرنامج بتتبّع جميع المشاريع الخدماتية عن بعد على المستوى الوطني؛ حيث ستكون هناك إحصائيات عن كل شيء؛ ما سيساهم في ترقية مختلف الخدمات، ويدعم الاقتصاد الوطني بمشاريع جديدة.
وقد تم تسميه هذه المنصة، حسب المتحدث، "مي بي أم أس"، وهو اختصار لـ "نظام إدارة الابتكار"، علما أنها مفعَّلة بشكل تجريبي، في انتظار انتهاء اعتمادها من قبل المسؤولين، ليتم استخدامها، بشكل رسمي، على المستوى الوطني.