ينافس "الصابلات" ويخفّف الضغط عنه
منتزه "دنيا بارك" يدخل قائمة الفضاءات السياحية بالعاصمة

- 1148

أصبح منتزه "دنيا بارك" الذي يتربع على مساحة تفوق 800 هكتار وفتح أبوابه هذه الصائفة للعائلات والمواطنين، ينافس المنتزهات الأخرى بالعاصمة على غرار "الصابلات" ؛ حيث يُعدّ هذا الفضاء الغابي الترفيهي والسياحي، محلّ استقطاب الزوار من مختلف ربوع الوطن، لا سيما العائلات "العاصمية" ، التي تفضّل الابتعاد عن زحمة الشواطئ وصخب المدن. كما يمكّن الأطفال من الاستمتاع فيه، وقضاء أوقات شيّقة مع العائلة.
يعكس توافد العديد من الأسر على المنتزهات العامة، رغبتها في كسر الروتين اليومي، خاصة في هذه الأيام الحارة من العطلة الصيفية؛ إذ يحاول بعض الآباء قضاء أكبر وقت ممكن مع أبنائهم قبل العودة إلى مقاعد الدراسة.
وتجوّلت "المساء" في حديقة الرياح الكبرى "دنيا بارك" بأولاد فايت، فلاحظت الإقبال المتزايد من العائلات، التي فضّلت اصطحاب أبنائها للترفيه عن النفس، في أحضان الطبيعة التي توفّرها هذه الفضاءات الخضراء رغم الحرارة المرتفعة.
اللمسة الجديدة زادتها جمالا
جولتنا بحظيرة "دنيا بارك" جعلتنا نلاحظ التجديدات التي قامت بها مصالح ولاية الجزائر؛ حيث أعطت لمسة خاصة، مكّنت المواطنين من الاستمتاع باخضرار الطبيعة المرفقة بالهياكل الضرورية.
وأكدت سيدة كانت رفقة بناتها المتزوجات وأحفادها، أنّها تقصد المنتزه باعتبارها مسنّة، وتحتاج إلى رياضة المشي بشكل يومي، كما طلب منها الأطباء؛ لأنها تعاني من بعض الأمراض وآلام المفاصل... وتتّجه إما إلى غابة بوشاوي أو إلى منتزه "دنيا بارك" بعدما فتح أبوابه، تقول.
كما أكّد رب أسرة التقيناه رفقة زوجته وابنه الصغير، أن هذه الحظيرة توفر للزوار الهدوء والسكينة؛ الغائب الأكبر ـ حسبه ـ عن الشواطئ؛ ما يجعل الزائر يستشعر جوا مفعما بالبهجة، ومليئا بالفرح.
وحدّثنا متقاعد قائلا: "أصبحت الكثير من العائلات تأتي إلى "دنيا بارك" عوض الذهاب إلى الشاطئ الذي يعجّ بالمصطافين؛ ما يخلّف ضوضاء وفوضى كبيرين".
وخلال زيارتنا لاحظنا عدّة مزايا بهذه الحظيرة؛ على غرار الهدوء والسكينة رغم ضجيج الطرقات ودخان السيارات المحيطة بها. كما إنّ التصميم الهندسي للحدائق وشكلها المائل يجعل الزائر يتخيّل وكأنّه يتسلّق جبلا، ناهيك عن مناظرها الخلابة والمختلفة. فبمجرد دخول الزائر المنتزه يلاحظ صخرة عملاقة على شكل شلال، تتوسّط بركة من الماء الطبيعي على شكل حوض للأسماك، ومن ثم يصعد السلالم المبنية على الطريقة الرومانية، والتي تحفّها أشجار مختلفة باسقة ممتدة إلى عنان السماء، تصدُر منها زقزقة العصافير التي تعشش فوقها. وفي كل هذا يتأكد داخل هذا الفضاء، أنه مقصد للعائلات بامتياز.
وأكدت سيدة تقطن بالحي المجاور لـ "المساء"، أن المنتزهات تبقى ملجأ العائلات للتنزه، وتناول الغداء، والمرح، والهروب من ضغوطات العمل والمشاكل العائلية. كما تحتوي على ألعاب ميكانيكية خاصة بالأطفال، وبعض الحيوانات؛ مثل البط والإوز، في وقت عادت الحركة والحيوية إلى هذا المنتزه الذي كان مغلقا لسنوات عديدة، لكن عودة النظام والأمن إليه أعادت له مكانته وسط حدائق العاصمة، حسب ما أكد أحد الأعوان وجدناه بمدخل المنتزه. وقال: "إن دنيا بارك أصبحت تستقطب عددا هائلا من العائلات، خصوصا في أيام العطل ونهاية الأسبوع، لا سيما بعد عملية التهيئة التي خضعت لها؛ إذ تغتنم العائلات توفّر هذا الفضاء على الألعاب لاصطحاب الأطفال؛ قصد المرح" . وأكد مواطن وجدناه رفقة أبنائه، أنّ "دنيا بارك" أضحى منتزه "العاصميين" ؛ لما يحتويه من مناظر طبيعية خلابة؛ فلا بدّ للعائلات التي تزور هذه المساحة الخضراء، أن تحافظ على نظافة المحيط، وتعتني بجمال وسحر الطبيعة، على حد قوله.
التنزه لساعات متأخّرة
ويشهد منتزه الرياح الكبرى "دنيا بارك" هذه الأيام، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة، إقبالا متزايدا بعد إعادة فتح الجزء الشمالي منه. وجاء ذلك بعد توسّع وتنوّع الخدمات، وتوفّر مجالات الترفيه بهذا الفضاء؛ حيث تحوّل إلى مقصد كثير من العائلات المقيمة بمحاذاته، وتلك القادمة من بلديات مجاورة، وولايات قريبة وبعيدة.
وقال أحدهم: "قمت خلال نهاية الأسبوع، بإحضار الأولاد للسياحة والاستمتاع بالطبيعة الخلابة. كنا نقصد أماكن أخرى؛ على غرار بن عكنون. ولأول مرة نزور المكان، ولقي استحسانا كثيرا، لا سيما أن هذا الفضاء الترفيهي يملك أماكن للجلوس، وفضاءات للعب الأطفال".
ويعرف منتزه "دنيا بارك" انتعاشا سياحيا. وما يعكس ذلك هو إقبال العائلات على فضائه حتى ساعات متأخرة من الليل، والساعات الأولى من الصباح الموالي على طول شريط البحيرة.
وتحوّل المنتزه، حسب بعض الآراء، إلى متنفس محبذ للكثيرين في ظل تنوّع الخدمات المتوفرة على مستواه، ونوعيتها. وهما عاملان يستحسن الكثيرون توفرهما، حسب آراء بعض المواطنين.
كما لاحظنا حركة دؤوبة تصنعها صورة العائلات رفقة أبنائها؛ فمنهم من يختار التجول. وآخرون يفضلون أخذ مكان على الكراسي حول الطاولات التي تم وضعها على طول الشريط الأخضر.
وتؤكد سيدة وجدناها بالمكان، أن مجموع الكراسي والطاولات التي تم وضعها خلال موسم الاصطياف، توفر للشخص الجالس فرصة التمتع بجمال الطبيعة.
ويجد الباحثون عن لمة العائلة والتنزه مع أفرادها في خرجات ليلية للاستمتاع بالجو الرائع، ضالتهم في المنتزه. وما يعكس ذلك العدد الكبير لأفراد الأسرة الواحدة، الجالسون هنا وهناك حول وجبات عشاء جاهز، يتم اقتناؤها من المطاعم ومحلات الأكل السريع المتواجدة بالمكان.
وتُعد حديقة "دنيا بارك" منتزها عالميا مركزيا، كان يُرجى منه أن يُبرز الغنى البيئي الذي تتمتع به الجزائر للعالم؛ حيث يمتد المشروع على مساحة 800 هكتار. وقد تم تصميمه ليحاكي الطبيعة المتنوعة للجزائر. ويضمّ سلسلة من الحدائق النباتية، ومساحات خضراء، ومتنزهات، وملاعب للڤولف، بالإضافة إلى هياكل جديدة استفاد منها هذا المنتزه الصائفة الجارية.
مرافق عمومية جديدة
تدعّمت الحظيرة الكبرى "دنيا بارك" بفضاء للصناعات التقليدية، وألعاب خاصة بالأطفال، وتوسيع المسطحات المائية، وإقامة نواد رياضية، بالإضافة إلى توفير مواقف للسيارات بمداخل الحظائر، وناد لإعطاء دروس للمحافظة على البيئة، ورواق للدراجات والمراحيض العمومية، بالإضافة إلى جلب مختصين في علم النباتات للاهتمام أكثر بالمساحات الخضراء.
وتتربع حظيرة الرياح الكبرى على مساحة 1059 هكتار؛ حيث تعمل وزارة السياحة بالتنسيق مع البلديات المعنية بالحظيرة؛ على غرار دالي ابراهيم، والعاشور، ودرارية، وأولاد فايت، وبابا حسن والشراقة، على تهيئة مداخل الحظيرة من الجهات الخمس، وتوفير أماكن لركن السيارات عند المدخل، ومنع دخول السيارات إلى عمق الحظيرة، وتوفير الإنارة في كل الجهات.
وقد فتح هذا المشروع أبوابه في الصائفة الجارية، بعد سنوات من التوقّف. ويُعد من بين أهم المساحات الخضراء بالجزائر.