تجري فعالياته بطريق محطة القطار ببومرداس

معرض العسل... فرصة لطرح انشغالات مهنيّي الشعبة

معرض العسل... فرصة لطرح انشغالات مهنيّي الشعبة
  • 742
حنان. س حنان. س

تجري، حاليا بمدينة بومرداس، فعاليات الطبعة السابعة من المعرض الوطني للعسل ومشتقات الخلية، بمشاركة مختصين في تربية النحل يمثلون قرابة 10 ولايات. وتُعد مثل هذه التظاهرات التجارية، فرصة سانحة لتلاقي المنتج بالمستهلك مباشرة، إلا أنها، كذلك، فرصة للمهنيين، للفت انتباه الجهات المختصة إلى بعض مشاكل شعبة تربية النحل، حيث تشير الأرقام إلى تراجع كبير في إنتاج العسل بولاية بومرداس خلال السنوات الأخيرة؛ لأسباب متفاوتة.

يشارك حوالي 30 عارضا في المعرض الوطني للعسل ومنتجات الخلية، المستمر بساحة محطة القطار لمدينة بومرداس، إلى السادس من ديسمبر 2022، يمثلون 8 ولايات من مختلف جهات الوطن، حيث تشكل هذه التظاهرة فرصة حقيقية لمربي النحل، لتصريف منتجاتهم المتنوعة، وعلى رأسها العسل الطبيعي، الذي عرفت أسعار الكيلوغرام الواحد منه، ارتفاعا ملحوظا.

وقد يعود بعض أسبابه إلى الجمود الذي خلّفه تفشي جائحة كورونا، والقيود التي فرضها ذلك. وفي السياق، أكد رئيس المجلس المهني المشترك لتربية النحل، فؤاد بوشارب، أن هذه الشعبة الفلاحية تحتضر، مرجعا سبب ذلك بالدرجة الأولى، إلى انحصار مراعي النحل بولاية بومرداس؛ فالولاية تسجل ـ حسبه ـ اكتساح شعبة الكروم للأراضي الفلاحية سنة تلو أخرى، بفضل السمعة الوطنية التي اكتسبتها بهذه الشعبة خلال السنوات الأخيرة، لذلك ـ يضيف المتحدث - "لم تعد هناك مراع كثيرة للنحل؛ إذ أثر هذا التوسع على إنتاج العسل وحبوب الطلع بالولاية".

وكذلك تظهر أسباب أخرى، أثرت، بشكل كبير، على إنتاج العسل الطبيعي ببومرداس، حيث أضحى يصل في السنوات الأخيرة، إلى ما بين 1 و2 كلغ في الخلية الواحدة، بعدما كان سابقا ما بين 5 و6 كلغ في الخلية..

ومن الأسباب الأخرى، أشار المتحدث إلى الأدوية والمبيدات المختلفة والفطرية المستعملة في الزراعة؛ إذ تساهم، هي الأخرى، في تناقص مراعي النحل وعدد النحل على حد سواء. وتتسبب مختلف الأدوية والمبيدات في إبادة النحل؛ لذلك "نحن نطالب بالتنسيق التام والكلي بين مختلف القطاعات؛ للحفاظ على السلسلة الغذائية"، يقول بوشارب، متحدثا، في المقابل، عن حشرة "الفاروا" التي يتسبب انتشارها في تناقص عدد النحل بحوالي 30 ٪.. وتبقى كل هذه الأسباب عوامل تسببت، في المقابل، في تناقص عدد النحالين.

كما يثير السيد بوشارب في سياق حديثه إلينا، رغبة المجلس المهني لشعبة تربية النحل، في لفت انتباه الجهات المعنية، إلى أهمية تجسيد آليات قانون ينظم هذه الشعبة، مما يسمح بتنظيم الممارسة المهنية للفلاحين مربي النحل، موضحا أن المجلس سبق له أن اقترح آليات خاصة، من شأنها المساهمة في تنظيم هذه الشعبة. ويتضمن القانون حقوق وواجبات النحالين، إلى جانب آليات ردع تساهم، هي الأخرى، في عملية التنظيم.

ويقصد المتحدث بآليات الردع، القضاء على الفوضى السائدة، حاليا، في هذه الشعبة، لا سيما في أماكن رعي النحل؛ فالعرف يؤكد على أحقية المرعى للنحال الأول، وبالتالي تفادي الانتقال من مكان لآخر، مما يؤثر إيجابا على المردود؛ "نحن، في هذا الصدد، نريد من المقاطعات الفلاحية أن تقوم على عملية المراقبة والردع؛ لأن الواقع يؤكد وجود فوضى حقيقية في هذا الشق"، يضيف بوشارب.

جدير بالذكر أن المعرض الخاص بالعسل ومنتجات الخلية الجاري بمدينة بومرداس، يعرض العديد من أصناف العسل الطبيعي، الذي يبقى صيدلية قائمة بحد ذاتها، بالنظر إلى المزايا الكثيرة لهذا المنتج الرباني، إلى جانب العديد من منتجات الخلية؛ مثل الغذاء الملكي، وحبوب الطلع، ومنتجات تجميلية أخرى مصنوعة من منتجات الخلية. كما نشير إلى عرض مميز لعسل التالغودة، وهو عسل ينتَج بولاية تيارت، تزهر فيها عدة أنواع من الأزهار، إضافة إلى عسل الجرجير الأبيض، مع الإشارة إلى اعتماد أسعار ترويجية؛ حيث يمكن كل زبون اقتناء عسل طبيعي حسب قدرته الشرائية، علما أن سعر الكيلوغرام الواحد من العسل يتراوح ما بين 4000 و5000دج حسب كل نوع.