إنزال كبير على شاطئ القادوس بهراوة شرق العاصمة

مصطافون تائهون.. لا مرافق ولا ماء ولا مراحيض

مصطافون تائهون.. لا مرافق ولا ماء ولا مراحيض
  • القراءات: 649
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

اصطدم مرتادو شاطئ القادوس ببلدية هراوة، شرق العاصمة، هذه الصائفة، بعدة نقائص أفسدت عليهم المتعة والاستجمام بهذا المرفق الهام، الذي يؤمه آلاف المصطافين سنويا، حيث تأخرت مصالح ولاية الجزائر في توفير الماء وحاويات وضع القمامة، مثلما لاحظنا في الميدان، مما تسبب في حرج كبير للمواطنين، الذين يتساءلون عن دور السلطات العمومية المكلفة بهذا الشاطئ.

يشهد شاطئ القادوس، هذه الأيام الحارة، إنزالا منقطع النظير للمصطافين، إذ لم تسع المساحات الرملية العدد الهائل من الزوار، وحتى تلك الفضاءات المخصصة لركن السيارات لم تعد كافية، حسبما لاحظناه خلال زيارتنا لهذا الشاطئ، حيث يجد أعوان مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر، التي تسير الحظيرة، صعوبة كبيرة في ضمان سيولة حركة المرور وتخفيف الزحام، خاصة قبيل غروب الشمس وعودة المصطافين إلى منازلهم. ولعل ما يبعث على القلق والحرج، أن تجد شاطئا مثل شاطئ القادوس، مترامي الأطراف، ذاع صيته منذ عدة سنوات، ويعد متنفسا حقيقيا للمواطنين، تشوبه عدة نقائص، مما فتئت تنغص يوميات المصطافين، ولم تتمكن مصالح الولاية، وفق ما أكده لنا أحد المسؤولين، على تسيير الشاطئ في توفير هذه الضرورات، قبل موعد افتتاح موسم الاصطياف، خاصة دورات المياه ومنضحات المياه العذبة.

غياب للمراحيض ومصطافون يقضون حاجاتهم في العراء!!

لاحظنا خلال زيارتنا للشاطئ، أن مشروع تهيئة المسالك لم ينته بعد، وأن الزائر الذي يتمتع قبل الوصول إلى المكان بتلك البساتين الخضراء والهدوء الجميل، ينتهي به المسير إلى حظيرة شاسعة لركن السيارات غير مكتملة التهيئة، ومحلات قليلة للإطعام، وقال أحد المصطافين الذي كان مع أفراد عائلته على مقربة من ماء البحر، الذي أخبرنا أنه زار شواطئ مماثلة بدولة جارة، أن من شروط فتح الشواطئ، أن تكون مجهزة بكل الضروريات، وأن أبواب الاستثمار مفتوحة للخواص من أجل التنافس في توفير خدمات راقية للزوار، وهو ما نفتقده في شواطئنا بدرجات متفاوتة. قصدنا أعوان الحماية المدنية، وعناصر الدرك الوطني المتواجدين بالشاطئ، للسؤال عن هذا النقص وتأثيره على المحيط، فأكد لنا أحد أفراد الحماية أن الجميع محرج من هذه الوضعية غير المريحة، مشيرا إلى أن غياب دورات المياه يدفع الزوار، لاسيما المرضى، إلى قضاء حاجتهم البيولوجية في الخلاء أو الماء، وفي هذا السياق، سألت أحد أعوان الحماية عن سبب غلق دورات المياه، فأكد أن المشكل عام، وأنه إذا استثمرت هذه الحالة، فإن الفضاءات المجاورة ستتلوث أكثر، وتتسبب في مشاكل صحية لا محالة. من جهته، أكد لنا مسير الشاطئ التابع لبلدية هراوة، أن مشروع دورات المياه لم يكتمل، لأنه انطلق متأخرا، مفيدا أن السلطات العمومية على علم بذلك، وستحث صاحب الورشات على استكمال هذه المرافق الهامة، وإنهاء الوضعية غير المريحة المستمرة منذ بداية جوان.

نقص في أعوان النظافة ومصطافون لا يتورعون عن التلويث

ما زاد من تلوث هذا الشاطئ الجميل؛ سلوكات وتصرفات المصطافين تجاه المحيط، التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، فالأكياس البلاستيكية وقارورات المشروبات الفارغة ومخلفات الأكل مرمية هنا وهناك في الرمال، ولم نر أثرا لأعوان النظافة في الفترة المسائية، حيث تكدست أكوام النفايات وامتلأت الأكياس البلاستيكية الموضوعة هنا وهناك، مما صنع مناظر تشوه جمال المكان الساحر. 

لقد تعودت مصالح ولاية الجزائر قبل موعد افتتاح موسم الاصطياف، على تسخير كل مؤسساتها لتسيير هذا المرفق الهام، ومنها أعوان مؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة لولاية الجزائر، الذين يسهرون على ضمان نظافة المكان، حيث توظف أعوانا موسميين لضمان الخدمة، كما لا ننكر أن العديد من المواطنين، حسبما لاحظنا، لا يحافظون على نظافة المكان، حتى ولو بذل أعوان النظافة جهودا مضنية، مما يدعو إلى الأسف.  يطالب من وجدناهم بشاطئ القادوس، مصالح ولاية الجزائر، التعجيل بتوفير الضروريات وضمان الخدمات الأساسية بهذا المرفق، الذي ذاع صيته منذ سنوات، وصار قبلة المصطافين الذين يأتونه من كل حدب وصوب.