الخط المنجمي "بشار - تندوف - غارا جبيلات"
مشروع استراتيجي ومفخرة لسكان الجنوب
- 398
لفقير علي سالم
يمثّل الخط المنجمي بشار ـ تندوف ـ غارا جبيلات، أحد أهم وأكبر التحديات التي رفعتها الجزائر "الجديدة والمنتصرة" . حيث استقبل سكان ولاية تندوف هذا الإنجاز بكلّ افتخار وامتنان؛ لما له من انعكاسات إيجابية على تحسين الإطار المعيشي للمواطن من جهة، وتحديث البنيات التحتية للمنطقة من جهة ثانية.
يربط الخط المنجمي ولاية بشار بولاية تندوف وولاية بني عباس مرورا بعدّة مقاطع هامة، وصولا إلى غارا جبيلات موقع منجم الحديد، الذي يتم من خلاله نقل المواد المنجمية؛ حيث تبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 950 كلم. كما سُلِّم المقطع الأوّل منه الرابط مدينة بشار بمنطقة حماقير. ويتضمّن المشروع 6 عربات لنقل الركاب والبضائع، إضافة إلى 30 محطة للتقاطع.
ومن أهم أهداف المشروع، حسب الهيئات المكلفة به، تثمين واستغلال منجم الحديد بغارا جبيلات، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، ومن ثمة دعم الحركية الاقتصادية الوطنية؛ من خلال نقل المواد المنجمية والبضائع، إلى جانب ضمان نقل الركاب عبر خطوط محدّدة، تمّ تجهيزها بست محطات للمسافرين، بكل من حماقير، وحاسي خبي، وأم العسل، وتندوف وغارا جبيلات. وأكّدت الهيئات المكلّفة بالمشروع أنّه سيساهم في نقل 50 مليون طن من الحديد سنويا. أما من الناحية الاستراتيجية، فإنه يجسّد فعليا إرادة الدولة في تسريع التحوّل الاقتصادي، وتعزيز سيادتها في مجال استغلال الثروات المنجمية، فيما تتوقع نفس الهيئات تسليم المشروع كلية قبل نهاية سنة 2025.
السكان ينظرون إلى المشروع بعين الرضا والتفاؤل
تتباين رؤى مواطني ولاية تندوف والتجمّعات السكانية التابعة لها، من رأي إلى آخر، وتُجمع كلّها على أنّ هذا المشروع يمثّل تحديا كبيرا صدر عن إرادة سياسية قوية، وقرار متين.
وحاولت "المساء" التغلغل داخل النسيج الاجتماعي بتندوف وقراها؛ لمعرفة أصداء "مشروع القرن" . ونحن في طريقنا نحو بلدية أم العسل على الطريق الوطني رقم 50، التقينا بسائق سيارة "لاندروفر" قاصدا بئر العواتق، الذي يموّن سكان تندوف بالماء الصالح للشرب لتناول الشاي، فاستوقفناه وهو شيخ في 66 من عمره. سألناه عن منجم "غارا جبيلات " ، فردّ قائلا: "كنا نسكن بالقرية منذ سنوات.
ثم هجرناها بسبب قلة الإمكانيات فيها، وانعدام المدارس لتعليم أطفالنا. لكنّنا سمعنا في الإذاعة والتلفزيون، أنّ الرئيس تبون سينجز قرية هناك بالمنجم، وهذا مكسب كبير لنا نحن سكان القرية. وسنعود إليها في الأعوام القادمة عندما يكتمل حلم القرية المنجمية" . ودّعناه، وكلّه أمل بتلك القرية التي ستقام مستقبلا بالمنجم، ويستفيد منها سكان القرية القديمة. وصلنا إلى بلدية أم العسل، والتقينا بعدد من الشبان أمام مقر البلدية، ودار بيننا الحديث المعتاد عن منجم "غارا جبيلات"، فقال أحدهم: "إنّني من أهم انعكاسات هذا المشروع، فقد تحصّلت على منصب عمل بشركة أجنبية صينية، وأخي في شركة جزائرية، والحمد لله" .
أما فضلي الذي يمارس التجارة والتسوّق من الشمال لتموين القرية بمختلف الحاجيات الغذائية والتجهيزات الإلكترونية، فقال: "إنّ إنجاز محطة للمسافرين بالقرية، سيسهّل للتجار نقل بضائعهم بسهولة، وهذا يُعدّ إنجازا عظيما". واصلنا سيرنا إلى غاية قرية حاسي خبي، وهي قرية بدأت تعرف تحوّلا تنمويا بفضل المشاريع التي استفادت منها، وفي مقدّمتها مصنع العوارض الخرسانية، الذي مكّن العديد من شباب القرية من الحصول على وظائف. والتقينا ببعض الشبان، وهم في غبطة للتحدّث معنا عن هذا المشروع.
ويرى محمد سالم (خريج جامعة) منجم "غارا جبيلات" مفخرة كبرى للجزائر عامة، ولتندوف خاصة، ومناطق الجنوب الغربي؛ لما سيوفّره من مكاسب للشباب خاصة. وتعدّدت رؤى الشباب ومواطني بلدية أم العسل وقراها، على أنّ الخط المنجمي "بشار- تندوف" سيمر على قراهم وبلديتهم. ويضمن نقل الأشخاص والبضائع للتخلّص من قلة وسائل النقل، وصعوبة تحمّل التنقّل بالحافلات؛ لطول المسافة، ومخاطر الطريق.
موسم الشتاء
ضبط برنامج الوقاية من الأخطار
تحسّبا لحلول موسم الشتاء، انعقد بمقر مديرية الحماية المدنية بولاية تندوف، اجتماع تحضيري وتنسيقي، خُصّص للتحضير للحملة التحسيسية الوطنية حول الوقاية من أخطار موسم الشتاء، والحماية من الاختناقات والفيضانات والأمطار الموسمية، التي اختير لها شعار "شتاء بلا حوادث من أجل دفء آمن".
وحضر اللقاء عدد من الهيئات الإدارية والأمنية والاجتماعية كمدير المركز الجامعي "علي كافي" ، وممثلي الأمن والدرك، وكذا ممثل شركة "سونلغاز" ، ومديرية الموارد المائية، إضافة الى قطاعات السكن، والتجارة، والأشغال العمومية، والإذاعة، إضافة إلى أعضاء من الكشافة الإسلامية الجزائرية. وحسب الجهة المنظمة للقاء، فالهدف المتوخى منه تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات المعنية؛ لضمان إنجاح الحملة التحسيسية الوطنية، وبلوغ أهدافها المنشودة؛ من أجل تعزيز الوعي لدى المواطنين حول السبل الكفيلة للوقاية من مختلف الأخطار المرتبطة بفصل الشتاء، والمخاطر الناجمة عنه.
ملعب موساني
الانتهاء من التهيئة في أقرب الآجال
حظي ملعب "حي موساني" العتيق بعناية من طرف السلطات المحلية لتندوف، مؤخرا، حيث سُجّلت عملية تهيئة الملعب الأوّل من نوعه والأقدم على مستوى بلدية تندوف. واستفادت هذه المؤسّسة العريقة من عملية تكسية بالعشب الاصطناعي، حيث شدّد الوالي أمام السلطات المحلية بمن فيهم مدير الرياضة، على ضرورة الانتهاء من أشغال التهيئة في أقرب الآجال، ليكون الملعب في خدمة الرياضيين بمختلف فئاتهم. وفي هذا السياق، ثمّنت الأسرة الرياضية هذه الالتفاتة التي ستحفّز الرياضيين على مواصلة نشاطهم، وحصد مزيد من النتائج في ميدان كرة القدم، ومختلف الرياضات الأخرى.
مشاريع السكن العمومي الإيجاري
تعليمات بضرورة تدارك التأخّر
قصد تفعيل وتيرة إنجاز مختلف المشاريع السكنية بصيغة العمومي الإيجاري، بعدة مواقع ببلدية تندوف، شرعت السلطات المحلية، مؤخّرا، في معاينة ميدانية لمختلف الورشات بمعية مكاتب الدراسات ومقاولات الإنجاز، إضافة الى المديرين التنفيذيين، وأعضاء لجنة السكن بالمجلس الشعبي الولائي.
شملت الزيارة الميدانية مشروع إنجاز 500- 440 مسكن عمومي إيجاري بحي الحكمة المدرج ضمن البرنامج التكميلي لسنة 2024، إضافة الى وقوف السلطات الولائية رفقة مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري على أشغال إنجاز 200- 180 سكن بحي الحكمة 2. كما تفقّد المسؤولون المحليون خلال المعاينة مشروع إنجاز 500-400- 150 مسكن إيجاري عمومي برسم برنامج 2022 بحي الحكمة 4، حيث وجّه الوالي تعليمات صارمة لمقاولات الإنجاز بضرورة تدارك التأخّر الذي ميّز بعض المشاريع، قبل اتخّاذ الإجراءات الردعية المعمول بها.
من جهته، قدّم مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري، عرضا مفصّلا بالأرقام عن كلّ مشروع، ونسب تقدّم الأشغال، مؤكّدا ضرورة الإسراع في إنهاء هذا البرنامج السكني في أقرب الآجال؛ لتمكين السلطات المحلية من توزيع السكنات على مستحقيها. تجدر الإشارة إلى أنّ قطاع السكن بالولاية استفاد من برنامج تكميلي بقيمة 7.15 مليار دينار. كما تم برمجة 4 عمليات لإنجاز 60 مسكنا محسّنا للأطباء الأخصائيين، و500 مسكن بصيغة العمومي الإيجاري.
وتندرج هذه الخرجة الميدانية، حسب مصالح الديوان والولاية، في إطار المتابعة الدورية لمشاريع القطاع؛ حيث تم تفقُّد 6 مواقع سكنية، دعت خلالها السلطات المحلية إلى تسريع وتيرة الإنجاز، وتحسين نوعية الأداء الميداني. وطلب الوالي خلال المعاينات، من المديرين التنفيذيين ذوي الصلة بملف السكن، التنسيق بين مختلف المتدخّلين؛ لضمان تسليم المشاريع قيد الإنجاز في الآجال المحددة؛ استجابة لتطلعات المواطنين الذين ينتظرون هذه السكنات بفارغ الصبر.