بسبب تعطل الإجراءات الجمركية

مشروع «تليفيريك» وهران يراوح مكانه

مشروع «تليفيريك» وهران يراوح مكانه
  • القراءات: 1142
ج. الجيلالي ج. الجيلالي

رغم أن نسبة تقدم الأشغال الخاصة بمشروع تليفيريك مدينة وهران وصلت إلى 35 بالمائة، إلا أن بعض الأمور العالقة قد تحول دون تسلم المشروع الذي يمتد على طول ثمانية كيلومترات. وتعادل تكلفته المالية الإجمالية 120 مليار سنتيم في الآجال المتفق عليها بين بلدية وهران ومؤسسة الإنجاز السويسرية «كرافنتا». لعل أكبر عائق يواجه استمرار الأشغال وفق ما هو متفق عليه، تأخر تسلم العتاد، والتعقيدات الجمركية التي تواجه مختلف المعدات التي تستوردها الشركة المنجزة والمشرفة على إتمام أشغال المشروع، إلى جانب صعوبة الحصول على رخص العمال الأجانب بمختلف محطات التليفيريك الذي ينطلق من وسط مدينة وهران إلى غاية أعالي جبل المرجاجو المطل على كامل مدينة وهران والبحر؛ في منظر جميل جدا قلّ نظيره في العالم. وحسب والي وهران الذي زار ورشات الإنجاز، فإن من المنتظر أن يتم رفع كافة العراقيل في أقرب الآجال، من أجل إتمام المشروع في آجاله وتسليمه في السداسي الأول من السنة المقبلة؛ ما يعني أن آخر آجال التسليم والتسلم سيكون، على الأقل، في أواخر شهر جوان من السنة المقبلة.

وخلال زيارة قمنا بها إلى عدد من محطات التوقف الخاصة بتليفيريك وهران، لاحظنا تفاني العمال في عملية الإنجاز، وانشغالهم بالمهام المنوطة بهم في انتظار استقدام مختلف المعدات من أجل وضعها في إطارها الصحيح، وتمكين المواطنين من استغلال هذه الوسيلة في التنقل إلى أعالي جبل المرجاجو بكل راحة. وفي هذا الصدد تم إعادة تجهيز محطة النصر الواقعة بحي الدرب التي ينطلق منها التليفيريك؛ كونها المحطة الرئيسة التي تركن بها العربات المختلفة، التي تم اقتناؤها من سويسرا من طرف الشركة المنجزة، زيادة على أن تركيب الأعمدة تم الانتهاء منه نهائيا في انتظار الشروع في إيصالها بالكوابل على امتداد خط التليفيريك من محطته الرئيسة بأعالي حي الدرب إلى غاية نهاية الخط في المحطة النهائية بأعالي جبل المرجاجو. وحسب أحد التقنيين القائمين على أشغال تركيب العربات التي يفوق عددها 40 عربة، فإن عملية تركيبها لا تأخذ الوقت الكثير، إلا أن المخاوف المطروحة تتعلق، في الوقت الراهن، بكونها لم تصل بعد إلى ميناء وهران، من أجل الشروع في نقلها وتركيبها بصفة نهائية، لاسيما أنها مجهزة بأحدث التقنيات العالية وبكامل وسائل الراحة والترفيه، زيادة على أنها مجهزة بتقنيات عالية الجودة، علما أن العربات بها ثمانية مقاعد، وأن الرحلة من محطة الانطلاق إلى غاية محطة الوصول، تستغرق سبع دقائق فقط لا أكثر ولا أقل.

وذكر عدد من القائمين على أشغال الإنجاز، أن العربات لا تأخذ وقتا طويلا؛ كون العمل بها لا يتطلب سوى عمليات تركيب، وأن العمل الكبير الذي يعيق مواصلة الأشغال حسب خبراء سويسريين، هو الحصول على تراخيص العمل بوهران. يُذكر، بالمناسبة، أن مشروع تليفيريك وهران التهم من الأغلفة ما يسمح بإنجاز ما لا يقل عن أربعة مشاريع من نفس الحجم، كلها ذهبت هباء منثورا في الصيانة وإعادة تجديد العربات وغيرها من النفقات غير المجدية باعتراف الكثير من المسؤولين، حيث استهلك هذا المشروع في عشريتين أزيد من 100 مليار سنتيم من الأموال العمومية، التي كانت تأتي بالكثير من الفائدة لو استُثمرت في مجالات أخرى أكثر أهمية للمواطن الوهراني.