"المساء" تستطلع واقع التنمية ببلديات مقاطعة براقي

مشاريع ضخمة في الأفق

مشاريع ضخمة في الأفق
  • 297
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

❊ حظيرة سيارات كبرى بمحاذاة مستشفى براقي الجديد  

❊ تطبيق رقمي يجمع مديري المؤسسات التربوية لتبادل الأفكار

❊ مخطط صارم لحماية المقاطعة من خطر الفيضانات

تعمل مصالح المقاطعة الإدارية لبراقي، على تحقيق مختلف النجاحات في قطاع التنمية، وتحسين الإطار المعيشي للمواطن؛ حيث يسعى المسؤولون بتعليمة من الوالي المنتدب، للحفاظ على نظافة المحيط، والاستماع لانشغالات السكان، وتحقيق الاكتفاء في قطاعي التربية والصحة. وبالمقابل، رفع ممثلو بعض الأحياء نداء إلى المعنيّين للنظر في النقائص التي تشهدها أحياؤهم. وقد وقفت "المساء" على جانب منها خلال جولتها الاستطلاعية ببعض بلديات المقاطعة.

ولاحظت "المساء" خلال جولتها حركية دؤوبة بمختلف أحياء بلديات كل من براقي وسيدي موسى، حيث تعمل مؤسسات ولائية على غرار مؤسسة صيانة الطرقات والتطهير لولاية الجزائر "أسروت"، على عمليات تطهير البالوعات، وتنظيف الطرقات؛ استعدادا لموسم الخريف.

عمليات واسعة تحسبا لموسم الخريف

زائر مقاطعة براقي يلاحظ عمليات التنظيف التي انطلقت منذ نهاية شهر أوت المنصرم. حيث تعمل مختلف المصالح على التحضير الجيد لموسمي الخريف والشتاء، من خلال تنقية جميع شبكات تصريف المياه، والمجاري المائية، والوديان، ورفع مسببات انسدادها، ووضع خطة تدخّل دقيقة خلال فترة التقلبات الجوية؛ تفاديا لتسجيل تجمّع مياه الأمطار بالطريق العام، وللوقاية من خطر وقوع الفيضانات؛ الأمر الذي توليه السلطات العليا للبلاد، الأهمية القصوى.

وكان الوالي المنتدب في مختلف الاجتماعات التي عُقدت، أسدى تعليمات، مفادها متابعة ومعالجة التسربات في شبكتي المياه والتطهير، وصيانة التسربات بشبكة توزيع المياه، والتطرق لوضعية المقابر، ومدى تأثرها بمياه الأمطار عند تسجيل تقلبات جوية، ورفع الحواجز العشوائية عبر مختلف الأحياء، وإعادة تهيئة الأرضيات بعد أشغال الصيانة، وتعزيز عمليات الكنس مع رفع المخلفات مباشرة، وتنظيم حملات تنظيف وتنقية الوديان، وتدعيم عمليات غرس أشجار الصف بالطرق الرئيسة، خاصة "الفيكوس"، وزبر وتقليم الأشجار، وتنظيف وتعقيم الأقبية.

وأكدت مصادر مقربة من السلطات المعنية للمقاطعة، أن البلديات لديها عدد من المشاريع المقرر إنجازها، منها 509 مشروع ببراقي، و538 مشروع بالكاليتوس، و222 مشروع بسيدي موسى.

"مجموعة مدراء المتوسطات والثانويات".. تطبيق للاقتراحات

دائما في إطار التطوير الرقمي في القطاع التربوي، قامت مصالح مقاطعة براقي، بوضع تطبيق على مستوى الفضاء الأزرق "فايسبوك"، بعنوان "مجموعة مدراء المتوسطات والثانويات" . 

ويحث هذا الأخير على ضرورة وأهمية انخراط المديرين ضمن المجموعة المنشأة، التي خُصصت، أساسا، لطرح أيّ نقائص أو انشغالات ميدانية بصفة آنية؛ ضمانا لمتابعة التكفل بها بالتنسيق مع مختلف المتدخلين، وتفاديا لأي عراقيل إدارية قد تتسبب في تأخير الإجراءات أو التدخلات المطلوبة. كما يمكن من خلالها إبداء مختلف الاقتراحات والملاحظات المرتبطة بالمجال التربوي، وتحسينه.

وتضع مقاطعة براقي، حسب مصادر "المساء"، قطاع التربية من بين الأولويات؛ باعتباره كذلك؛ حيث تجري سلسلة من اللقاءات من قبل الوالي المنتدب؛ بهدف تدارك النقائص المطروحة، والارتقاء بالإطار التربوي نحو الأفضل، منها ضرورة استكمال توفير العتاد البيداغوجي بالنسبة لبعض المؤسسات، والاكتظاظ المسجل بالحجرات الدراسية، مع اقتراح إنشاء مزيد من المؤسسات التربوية أو التوسعات الدراسية، حسب الاقتراحات العملية الممكن تحقيقها، والاعتناء بالمحيط التربوي الداخلي والخارجي، مع انتظام عمليات رفع النفايات، وإجراء تقليم للأشجار، وإزالة الحشائش مع تنظيم عمليات تشجير، وتوفير الجو الدراسي الأنسب من خلال الحد من المظاهر السلبية؛ مثل احتلال بعض الأرصفة، وردع السلوكات "غير المقبولة" بالمحيط المحاذي لعدد من المؤسسات التربوية، وتوفير وتعزيز السلامة المرورية للتلاميذ المتمدرسين؛ من خلال وضع الممهلات، والإشارات المرورية، وفتح بعض المسارات لتقريب مسافات التنقل، وتركيب اللافتات التعريفية لبعض المؤسسات، لا سيما المنشأة حديثا، مع توفير فضاءات رياضية، أو استغلال المتوفر منها كالملاعب الجوارية.

حظيرة سيارات جديدة بمحاذاة المستشفى

ومن أجل توفير التداوي وتخفيف الضغط عن مختلف مستشفيات العاصمة، استفادت بلدية براقي من مستشفى بسعة 120 سرير، يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـحوالي 14 ألف متر مربع. وفاقت نسبة إنجازه 70 ٪. ويضم مرافق مختلفة ومتعددة، أبرزها مصلحة الطب الداخلي، ومصلحة الجراحة، ومصلحة طب النساء، بالإضافة إلى جناح العمليات، ووحدة الإنعاش. كما يتضمن مصلحة الاستعجالات الطبية، والمخابر، ومصلحة الأشعة.

وتساهم هذه المشاريع التنموية، بنسبة كبيرة، في تخفيف الضغط المسجل على مستشفيات العاصمة، مع تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، علما أن المنظومة الصحية بولاية العاصمة، تدعمت بمشاريع خمسة مستشفيات على مستوى كل من بلديات الرغاية، وبراقي، وعين البنيان، بقدرة استيعاب تصل الى 120 سرير بكل مستشفى، واثنين آخرين، أحدهما على مستوى المعالمة، مخصص لأمراض القلب للأطفال، بقدرة استيعاب 80 سريرا، والثاني مستشفى التوليد بالرغاية بقدرة استيعاب 60 سريرا، بالإضافة إلى خمس عيادات متعددة الخدمات، تتواجد بكل من بلديات الكاليتوس، والشراقة، والسويدانية، وعيادتين بسيدي عبد الله.

وتعمل مقاطعة براقي على إنجاز حظيرة سيارات بمحاذاة المستشفى؛ لتمكين المرضى من توقيف سياراتهم في ظروف حسنة دون اللجوء للبحث عن أماكن ركن السيارات خارج المستشفى. 

ممثلو بعض الأحياء يشتكون

زيارة "المساء" إلى حوش الميهوب ببراقي، جعلها تلاحظ الاختناق المروري الذي يعاني منه السكان. حيث أكد ممثل عن الحي؛ السيد "محمد. م "، أن السيولة المرورية صعبة، والدخول إلى براقي عبر الطريق الاجتنابي يصعّب المخطط المروري، ويعقّده، خاصة في أوقات الذروة.

وتواصل مؤسسة "كوسيدار" عملية إنجاز الأشغال الكبرى لمشروع "خط المترو" نحو مدينة براقي جنوب العاصمة، بالموازاة مع الخط الثاني نحو مطار هواري بومدين الدولي، حيث تسير وتيرة العمل بشكل متسارع لإنهاء المشروع هذه السنة.

وتقوم الشركة بإنجاز 6 محطات تنطلق من جسر قسنطينة بالقرب من السوق اليومي، وتنتهي بمحطة وسط مدينة براقي.

وينتظر سكان براقي بفارغ الصبر، الانتهاء من المشروع، وفكّ الوضعية المرورية التي ازدادت تعقيدا، خاصة بالمدخل الشمالي المؤدي إلى وسط المدينة. 

وعبّر بعض سكان البلدية عن قلقهم من استمرار الاختناق المروري المؤقت، فيما أبدى آخرون ارتياحهم لهذا المشروع الحيوي، الذي سينسيهم كل هذه المشاق. وستعود السيولة المرورية أفضل مما كانت عليه. كما سيعطي إضافة كبيرة لهذه المدينة الريفية، التي ستزداد بها الحركة التجارية مستقبلا. وستكون المدينة محجّا للعديد من زوار العاصمة الذين سيضطرون للمرور بها، والتي تهيأت منذ سنوات.

ومن جهة أخرى، عبّر سكان الهواورة بسيدي موسى، عن قلقهم لغياب المؤسسات التربوية، حيث يحتوي الحي، حسب ممثلي هذا الأخير، على ابتدائية واحدة مع غياب متوسطة، ما يحتّم على أبنائهم التنقل إلى حي الزواوي من أجل مزاولة دراستهم.  وتحدّث السكان عن اهتراء الطرقات، التي تتحول في كل سنة، الى مياه وبرك تعرقل الراجلين. كما تحدّث سكان حي بن طلحة، عن اهتراء الطرقات، ومعاناتهم اليومية، لا سيما عندما يتم إغلاق الطريق الرئيس من أجل الأشغال، بالإضافة الى الممهلات العشوائية في الأحياء، وغياب لافتات المجمعات المدرسية.